هواجس الكيان الصهيوني المستقبلية في ضوء المتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية
وليد عبد الحي
يختلف الكيان الصهيوني عن غيره من الوحدات السياسية في المجتمع الدولي في ان الدول الاخرى معنية بتحقيق التطور والاستقرار وهموم الحياة اليومية، لكن اسرائيل – وربما تشاركها تايوان هذا الشعور- قلقة على وجودها كدولة، وهو ما يجعلها تخضع كل نشاطاتها لضمان بقائها، فهي ترى أن اي تطور في البيئة المحلية او الاقليمية او الدولية من هذه الزاوية بشكل رئيسي يشكل تهديدا لوجودها، ويمكن رصد ذلك حاليا في المؤشرات التالية:
1- السكان:
عدد الفلسطينيين في فلسطين(1948 و 1967) حاليا(احصاء 2018) يتساوى تقريبا مع عدد اليهود، وطبقا لمعدلات النمو السكاني سيكون 54% من سكان فلسطين من العرب مقابل 46% من اليهود ، وهي مشكلة كبرى لإسرائيل لا تمتلك لها حلا جذريا.
2- احتمالات التحول الاستراتيجي الامريكي من الشرق الاوسط الى الباسيفيكي وتراجع اهمية المنطقة بسبب تنامي الدور الصيني والاستقلال الطاقوي الامريكي ومشكلات الاقتصاد الامريكي وتنامي سوء توزيع الدخل وارتفاع الجريمة لأعلى نسبة بين الدول الصناعية، وهو ما يفقد اسرائيل سندا دوليا استراتيجيا.
3- عدم النجاح الاسرائيلي –حنى الآن- في دفع الولايات المتحدة او قوى اخرى عربية او دولية لمواجهة ايران عسكريا لتعميق الخلل في موازين القوى في المنطقة.
4- التطور التكنولوجي عند التنظيمات المسلحة ، وهو أمر قد يؤدي لصعوبة السيطرة على تداعياته بخاصة مع تسارع انتقال التكنولوجيا من مكان لآخر.
5- تدل كل استطلاعات الرأي العام الدولي على تراجع تدريجي لدرجة التعاطف مع اسرائيل ، وهو امر تشعر اسرائيل بمخاطره بعيدة المدى.
6- بروز بعض تشققات في البنية الاجتماعية الاسرائيلية كما ظهر سابقا وحاليا مع الفلاشا، او ما يخفيه تجمع الروس في أحزاب معينة دون غيرها الى جانب الحساسيات القديمة المعروفة في الثقافات الفرعية في المجتمع الاسرائيلي.
7- القلق من ان عدم استقرار المنطقة العربية قد يقود الى تغيرات في بعض الانظمة باتجاه وضع غير مناسب لإسرائيل سواء نتيجة انقلابات عسكرية او فوضى في بعض الدول مثل الخليج او مصر ..الخ.