متخصص بالشأن الفلسطيني

استئناف العلاقات السعودية الإيرانية وتداعياتها على المقاومة الفلسطينية والسيناريوهات المحتملة.

استئناف العلاقات السعودية الإيرانية وتداعياتها على المقاومة الفلسطينية والسيناريوهات المحتملة.

ماجد الزبده
مثَّل الإعلان عن استئناف العلاقات السعودية الإيرانية برعاية صينية اختراقًا سياسيًّا على صعيد الدور الصيني في منطقة الخليج العربي، وانعطافًا إيجابيًا في العلاقات الاقليمية ستبرز آثارها على شكل حلول سياسية للملفات الشائكة في المرحلة المقبلة، وفي مقدمتها الصراعات السياسية في اليمن وسوريا والتي يُتَوقَّع أن تشهد خطوات قريبة في محاولة لإيجاد توافقات سياسية تستفيد منها الأطراف كافة.

الترحيب العربي والدولي الواسع بعودة العلاقات الإيرانية السعودية يشير إلى رغبة جامحة بإنهاء التوترات في المنطقة العربية، خاصة مع مرور سنوات طويلة على الصراعات المشتعلة فيها دون تحقيق أي طرف انتصارات سياسية أو ميدانية، في الوقت الذي تصاعدت فيه الحرب الروسية الأوكرانية مع دخول الصراع عامه الثاني على التوالي دون أفق للوصول إلى اتفاقات سياسية قريبة.

الاختراق السياسي الذي حققته الصين برعايتها عودة العلاقات بعد سنوات من القطيعة مثَّل صفعة سياسية للولايات المتحدة الأمريكية، التي ترى في الصين خصمًا سياسيًّا بات يحقق إنجازات سياسية على حساب التراجع الأمريكي في المنطقة.

القرار السعودي باستئناف العلاقات السياسية مع إيران يأتي بعد سنوات من استمرار الحرب في اليمن دون قدرة سعودية على حسم المعركة، أو تحقيق اختراقات سياسية أو ميدانية، في الوقت الذي باتت فيه صواريخ الحوثيين تهدد استقرار الداخل السعودي، كما أن الفجوة السياسية التي برزت في توجهات الإمارات والسعودية والرؤية الخاصة لكل منها تجاه الصراع دفعت المملكة للعمل على إنهاء الحرب بالطرق السياسية، خاصة مع الانسحاب الأمريكي من المنطقة، وتخلي الإدارة الأمريكية عن حماية المملكة، وفشل المملكة في تحقيق اختراق ميداني على الأرض، جميعها أسباب دفعت المملكة للقبول باستئناف العلاقات مع إيران، والعمل على إنهاء الصراع في اليمن، والقبول بالحوثيين كطرف فاعل على طاولة المفاوضات، وإتاحة المجال لهم للمشاركة السياسية في المرحلة المقبلة.

مثلت عودة العلاقات بين السعودية وإيران صفعة سياسية كبيرة لحكومة نتنياهو التي كانت وما زالت تروج لضربة عسكرية ضد إيران لكونها المهدد الأكبر لمنطقة الخليج العربي، ما يعني عمليًا فشل المحاولات الإسرائيلية في إحداث شرخ عميق في العلاقات العربية الإيرانية، لمصلحة كيان الاحتلال.

يأتي استئناف العلاقات السعودية الإيرانية في ظل استمرار حالة الاستنزاف السعودي في اليمن، وبحث المملكة السعودية عن تحقيق مصالحها السياسية، ومحاولة تحييد نفسها عن ردود الفعل الإيرانية تجاه أي عدوان إسرائيلي متوقع، كما أنه يعبر عن رغبة الأمير محمد بن سلمان بتهدئة الأوضاع الساخنة، والعمل على تحقيق رؤية 2030م، وهي رؤية تتطلب استقرارًا سياسيًّا واقتصاديًّا، وتعزيز العلاقات مع القوى العالمية الصاعدة مثل الصين وروسيا وغيرها.

كفلسطينيين نسعد باستئناف العلاقات السعودية الإيرانية، ونرى بأنها ستترك آثارها الإيجابية على القضية الفلسطينية، وقد رحب عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية باستئناف العلاقة بين المملكة العربية السعودية وبين جمهورية إيران لكونها خطوة مهمَّة على طريق توحيد صفوف الأمَّة، وتعزيز الأمن والتفاهم بين الدول العربية والإسلامية، وتحقيق الاستقرار في المنطقة، مؤكدًا أن هذه الخطوة تصبّ في صالح القضية الفلسطينية، ودعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، لذا نتوقع أن تواصل قوى المقاومة الفلسطينية بث رسائل الطمأنة لقيادة السعودية في محاولة جادة لتبديد مخاوف المملكة، وإعادة العلاقات السعودية الفلسطينية إلى سابق عهدها كعلاقة أخوية بين الشعبين الفلسطيني والسعودي.

اتّسمت النظرة السعودية للمقاومة الفلسطينية بالريبة والتشكيك طوال السنوات الماضية، إذ دأبت وسائل الإعلام الممولة من المملكة مهاجمة قادة المقاومة الفلسطينية، واعتماد رواية الاحتلال للأحداث، وشيطنة حركة حماس باعتبارها ذراعًا إيرانيًّا تارة، وذراعًا إخوانيًّا تارة أخرى، كما أن المملكة اعتقلت عشرات المناصرين للمقاومة على أرض المملكة، كما منعت أي دعم أو مناصرة للمقاومة الفلسطينية طيلة السنوات الماضية.

واليوم وبعد عودة العلاقات السعودية الإيرانية تبرز العديد من التساؤلات حول السيناريوهات المتوقعة، والتداعيات على المقاومة الفلسطينية، وفي هذا الإطار نضع بعض السيناريوهات التالية:

السيناريو الأول هو استمرار سياسة القطيعة السعودية تجاه المقاومة الفلسطينية، وهو سيناريو له شواهد عديدة، ربما أولاها النظرة السعودية الإيجابية تجاه الاحتلال، التي اتضحت من تصريح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأن المملكة تنظر إلى إسرائيل كحليف “محتمل”، ما يعني رغبة سعودية بالتطبيع مع الاحتلال مستقبلًا، لذلك لن تخاطر المملكة بإقامة علاقات مع المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس خاصة في ظل توجهات قيادة الأمير محمد بن سلمان المعادية لحركات الإسلام السياسي بالعموم والإخوان المسلمين التي تنتمي إليها حماس فكريًّا على وجه الخصوص، كما أن إصرار المقاومة على محاربة الاحتلال هو عامل معيق لإقامة العلاقة بين المملكة وحماس، حيث تسعى المملكة في عهد بن سلمان للنأي عن نفسها بدفع أي أثمان سياسية لصالح القضية الفلسطينية، وهنا قد يستمر الخطاب الإعلامي لوسائل الإعلام الممولة من المملكة بشيطنة حماس ومهاجمتها بسبب إرثها التاريخي وانتمائها لمدرسة الإخوان، وهي سياسة باتت مؤخرًا رائجة ومعتمدة لدى الصحف السعودية والكتّاب المقربين من النظام السعودي.

السيناريو الثاني: هو نجاح التدخلات الإيرانية بتغيير السياسة السعودية تجاه المقاومة الفلسطينية، باعتبارها حليفًا استراتيجيًّا لإيران، وهذا تعززه التغيرات السياسية في المنطقة العربية، وعودة العلاقات مع النظام السوري، بمعنى أن تشمل عملية ترميم العلاقات حركات المقاومة الفلسطينية أيضًا، وهو سيناريو ضعيف على الأقل في المدى المنظور.

السيناريو الثالث: هو سيناريو الحياد، بمعنى اتخاذ المملكة قرارًا بالإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين والأردنيين المناصرين للمقاومة الفلسطينية، وطي صفحة الخلافات السابقة، والتعامل ببرود سياسي مع القضية الفلسطينية، في ظل استمرار منع وملاحقة أي دعم للمقاومة الفلسطينية وهي سياسة دأب عليها النظامين الأردني والمصري طوال السنوات الماضية، وهو سيناريو له وجاهته وقد يتحقق في الأشهر المقبلة، مع تعزيز العلاقات الإيرانية السعودية، ووضع حلول سياسية للصراعات في اليمن وسوريا.

آخر الأخبار
تقرير أممي يوثق جرائم ونازية الإحتلال، تم اعداده بشكل مشترك من 5 منظمات دولية، ومنظمات(حكومية دولية)... قمة التعاون الإسلامي تدعو لمعاقبة"إسرائيل"والتدخل في القضية بمحكمة العدل الدولية..وإنهاء التطبيع..وا... المقاومة العراقية تستهدف قاعدة قاعدة جوية عسكرية للاحتلال الصهيوني في"إيلات"ام الرشراش ومنشأة عسكرية... قراءة لما يجري في غزة وتداعياته على المستويين الاقليمي والدولي, الصراع الى اين..؟ إهتزاز مركز ثقل ال... غزة تغير العالم كدرس في التاريخ..الشعوب أكدت أنها مع غزة والأنظمة اكدت أنها قواعد صهيونية. الكلمة السياسية للرئيس الأسد حول القضية الفلسطينية والصراع مع العدو الصهيوني، في الإجتماع الموسع للج... مشروع الاتفاق الإطاري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي رعته قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية* عبد المجيد: نحيي الشعب اليمني الشقيق وفصائل المقاومة والقوى والهيئات والفعاليات الوطنية الفلسطينية ت... عمليات حزب الله الرادعة والمتصاعدة تجاه مواقع جيش الإحتلال..وتواصل العمليات النوعية ضد العدو الصهيون... محذرين من اقتحام رفح..حركة أنصار الله تعلن بدء المرحلة الرابعة من التصعيد ضد "إسرائيل"تحت عنوان (وفا... مصادر عبرية: بلينكن ناقش "الرؤية العربية" لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في قطاع غزة وفتح مسار سياسي ... مسؤولون إسرائيليّون يدرسون خطة للإشراف على قطاع غزة بمشاركة مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات ... المبادئ الأساسية لمقترح الاتفاق بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، الاتفاق من 3 مراحل أسا... حزب الله يُعرِّض الجبهة الداخليّة في كيان العدو للخطر الكبير..تهجير سُكّان الشمال انتصار إستراتيجي ل... خارطة طريق من 4 مراحل.. مصدر فلسطيني يكشف تفاصيل الورقة العربية للسداسي الذين اجتمعوا في الرياض لإقا... حركة أنصار الله تبثّ مشاهد غير مسبوقة لقصف سفينة بطائرة مسيّرة قيادة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تلتقي قيادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وتقدم التهاني بإنتها... عبد المجيد في حديث صحفي له اليوم :"الانتفاضة في الضفة الغربية تشكل منعطفا حاسما في الصراع مع الصهيو... القسام يستدرج قوة صهيونية إلى كمين ألغام وسط قطاع غزة ومقتل 3 جنود صهاينة وإصابة 11 ويستهدف قيادة ال... الزلزال الإيراني وبسالة قوى المقاومة الذي ضرب عقيدة التفوّق الإسرائيلي..والمهانة التي شكّلتها الصوار... احتجاجات الجامعات الأميركية والأوروبية ضد دعما لفلسطين وضد الحرب غزة تتصاعد، والتوتر بين الطلاب والش... ظهور وتفقد "السنوار” وأبو عبيده لجبهات القتال يمزقان ما تبقى من ادعاءات وأكاذيب نتنياهو وجيشه ويصيبه... مصادر تكشف لـ”رأي اليوم”: دول عربية قدّمت عُروضًا “مُغرية” لحركة “حماس” لنزع سلاحها مُقابل الحُصول ع... انتقام إيران من"إسرائيل"وتوجيه صواريخها ومسيراتها في عمق الكيان:المسرح والمتفرجون-الوجود الأمريكي في... قراءات الإعلام والخبراء بالشؤون الإسرائيلية .. انتصر الإيرانيون قبل أن يطلقوا صواريخهم علينا..