متخصص بالشأن الفلسطيني

قراءة لما يجري في غزة وتداعياته على المستويين الاقليمي والدولي, الصراع الى اين..؟ إهتزاز مركز ثقل الصهيونية وقض مضاجع الكيان وداعميه*..

قراءة لما يجري في غزة وتداعياته على المستويين الاقليمي والدولي, الصراع الى اين..؟ إهتزاز مركز ثقل الصهيونية وقض مضاجع الكيان وداعميه*..

د. خلف المفتاح
في قراءة لما يجري في غزة وتداعياته على المستويين الاقليمي والدولي يمكن للمراقب أن يرى ان “اسرائيل” التي اغتسلت بالدم الفلسطيني تعرت امام العالم ولم تعد تصغ لكل الاصوات التي تطالبها بوقف الحرب التي تشنها على اهالي غزة وتمعن في تقتيل الشعب الفلسطيني واستكمال تدمير ما تبقى من غزة بذريعة القضاء على حركة المقاومة والسيطرة على كامل قطاع غزة ووضع ترتيبات أمنية فيها اضافة الى استعادة الرهائن والاسرى والمحتجزين لدى المقاومة وهي الاهداف التي وضعها قادة الحرب الصهاينة منذ انطلاقة حربهم على غزة عشية الثامن من تشرين الاول من العام الماضي .
لقد اصبحت ذريعة القضاء على المقاومة وسيلة وغطاء لتدمير غزة وتقتيل سكانها وجعلها منطقة غير قابلة للحياة ما يفرض التهجير القسري لسكانها لجهة حرمانهم من كل اسباب الحياة فيصبح الحديث عن تقديم المساعدات الانسانية بدل الحديث عن وقف العدوان وحرب الابادة من هنا وجدنا تمحور حديث اغلب القوى الدولية يتعلق عن فتح الممرات الآمنة وايصال المساعدات وكأنه سقف ما يمكن الحديث عنه وانجازه .
لقد فاجأ صمود المقاومة في غزة قادة الكيان الصهيوني وكل من راهن عليه من الذين اعتقدوا ان قواته قادرة على تحقيق جملة الاهداف التي اعلن انه سيحققها خلال ثلاثة اشهر أو أكثر ما اوقع العدو الصهيوني وقادته في خطأ الحسابات والتقديرات الأمر الذي فتح بوابات جهنم عليه حيث حظيت المقاومة الفلسطينية باسناد واسع الطيف من قوى اقليمية ودولية ووقف محور المقاومة بشكل واضح وجلي الى جانبها دعما واستادا ومشاركة في القتال وتألب الرأي العام العالمي على هذا الكيان المجرم الذي تعرى وتكشفت حقيقته العدوانية والعنصرية وتعطشه للدم وتجاوزه وانتهاكه لكل القوانين والاعراف الدولية وقواعد الحرب ما ادخل حتى حلفائه وداعميه في ورطة حقيقية وفي مواجهة مع شعوبهم في ظل تحرك الرأي العام العالمي منتفضاً ضد العدوان ومطالباً بوقفه والامتناع عن تقديم المساعدات العسكرية والغطاء السياسي له .
وبالنظر لمشهدية ساحة الصراع بأبعادة واستطالاته لا يمكن للمراقب حصر ما يجري في غزة في جغرافية المواجهة والعسكرية فقط وإنما في اصقاع العالم وما يشهده من تحولات عميقة وما يجري في امريكا من ثورة الشباب التي تعتبر من اهم التحولات في جغرافية الصراع حيث يهتز مركز ثقل الصهيونية ويقض مضاجع الكيان الصهيوني فالتحدي الذي حصل للرأي العام العالمي رفع من شكل الاستجابة والاستحابة تجاوزت جغرافيا التحدي المفترضة في غزة وهذا يشكل بداية تحول في المجتمع الاميركي تجاه “اسرائيل” ويضيق الخناق على رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو الذي بدأ يحاكم شعبيا من قبل جمهوره قبل محاكمته قانونيا ًنا اوقعه هو وشريكه في العدوان الرئيس الأمريكي جو بايدن
ببين المطرقة والسندان مطرقة الانتخابات وسندان الرأي العام فالواضح ان درجة الخلافات بينهما تكمن في التكتيكات وليس الاستراتيجية فلا مشكلة لدى بايدن في دخول رفح بشرط ضمان أمن المدنيين وهي ذريعة وشرط مستحيل التحقق في ظل عدوان يستهدف الاخضر واليابس ولا يفرق بين مدني ومسلح .
لقد اوقع صمود المقاومة العدو الصهيوني وداعميه في ورطة ومأزق حقيقي فوقف العدوان يعني سقوط حكومة نتنياهو وتحالفه مع اليمين الديني المتطرف وبالتالي محاكمته ونهايته السياسية وسقوط صورة الانتصار التي طالما تحدث ووعد بها جمهوره ومحازبيه وداعميه في الغرب واستمرار العدوان يحرج ساسة البيت الابيض والرئيس بايدن المقبل على انتخابات رئاسية وتفقده وتفقد حزبه قاعدته الشبابية المنتفضة عليه وعلى سياساته ما يمهد الطريق لخصمه اللدود الرئيس السابق دونالد ترامب والمرشح الرئاسي للانتخابات القادمة الذي بدأ يستثمر في ما يجري في غزة لبازاره الانتخابي ويصوب على الادارة الأمريكية في هذا الجانب استثماراً في الرأي العام الذي
تشير استطلاعاته الى تقدم ترامب على بايدن نع زيادة عدد الولايات المتأرجحة التي لا تصب في مصلحة الحزب الديمقراطي ما يعني أن ما يجري في غزة اصبح في قلب الساحة الأمريكية وعاملاً حاسماً فيها ويعيد الى الذاكرة الاميركية صورة الاحتجاجات التي كانت قد انطلقت من جامعة كولومبيا عام 1968 احتجاجاً على الحرب الفيتنامية والتي ادت الى هزيمة الرئيس الاميركي آنذاك ليندون جونسون ووصول الرئيس ريتشارد نيكسون للبيت الأبيض وهو الذي دخل في مفاوضات مع الفيتناميين والفيتكونغ انتهت بخروج الاميريكيين من فيتنام بعد توقيع اتفاقية باريس عام 1975 والتي اسدلت الستار عن حرب فيتنام بانتصار تاريخي للفيتناميين وهزيمةً مذلة للأمريكيين فهل يعيد التاريخ نفسه وهذا يعيد طرح سؤالنا الصراع الى أين ؟

د خلف المفتاح
المقالة الاسبوعية المنشورة في صحيفة الثورة بتاريخ 5-5-2024

آخر الأخبار
لقوات المسلحة اليمنية تعلن استهداف مدمّرة أميركية و3 سفن إمداد تابعة للقوات البحرية الامريكية بـ 16 ... *القوات المسلحة اليمنية تستهدف هدف عسكري حيوي في يافا "تل أبيب"بصاروخٍ باليستي فرط صوتي "فلسطين2"* المفاوضات بين مصر"واسرائيل"واللقاءات بين حركتي فتح وحماس والجهاد بالقاهرة قد تعيد فتح معبر رفح وتشكي... *عبد المجيد: في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، المقاومة في فلسطين ولبنان والمنطقة وصمود ش... *غرفة عمليّات المُقاومة الإسلامية في لبنان: مجاهدونا على أتم الجهوزيّة للتعامل مع أطماع العدو واعتدا... جبهة النضال تلتقي سفير جمهورية بيلاروس في دمشق *توصيات لمعهد السياسة والاستراتيجية/ جامعة رايخمان اللواء عاموس جلعاد: حقبة جديدة في الشرق الأوسط*..... الخامنئي: ينبغي إصدار أحكام إعدام على قادة إسرائيل وليس أوامر اعتقال، ومذكرة اعتقال نتنياهو ليست كاف... عبد المجيد لـ"سبوتنيك": معركة روسيا ضد النازيين في أوكرانيا ستضع حدا للهيمنة الأمريكية على العالم يوم حافل بعمليات حزب الله النوعية ضد تل أبيب وحيفا وعكا وصفد قواعد وتجمعات ومستوطنات.. 51 بياناً و"ت... تظاهرات حاشدة في مدن وعواصم عالمية تنديدا بالعدوان والجرائم الإسرائيلية، وتأييدا لقرار الجنائية الدو... يحيى سريع من المسيرات المليونية اليمنية: استهدفنا قاعدة "نيفاتيم" الإسرائيلية بصاروخ "فلسطين 2 المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.... 86 شهيداً وجريحاً جراء عدوان إسرائيلي استهدف مدينة تدمر وسط سوريا..الاعتداء الوحشي يعكس الإجرام الصه... طريق-القدس: ذكرى ليلة الطائرات الشراعية..والملحمة البطولية اليوم في فلسطين ولبنان، بمشاركة جبهات الإ... خطاب خليل الحية خريطة طريق لصمود المقاومة والشعب الفلسطيني بمواجهة تآمرٍ عالميٍ وخذلانٍ عربيٍ وإسلام... الشيخ نعيم قاسم: تفاوضنا تحت سقف حفظ سيادة لبنان ووقف العدوان..والأمر مرتبط برد "إسرائيل" وجدية نتني... *من صنعاء إلى أم الرشراش “إيلات”: اليمن يشعل معادلة النار والردع في وجه الاحتلال الصهيوني والمعتدي ا... خالد عبد المجيد في الذكرى التسعين لتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي. *صواريخ المقاومة تضرب قلب تل أبيب وتسفر عن إصابات وحرائق ودمار كبير وحزب الله يعلن استهداف "نقاط عسك... *القوات المسلحة اليمنية تنفذ عملية ضد أهداف عسكرية وحيوية للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا ومنطقة عسقل... أهداف الزيارات لعلي لاريجاني ونصير زاده إلى دمشق..في ظل زيادة التصعيد والتهديد الصهيوني والمفاوضات "... *جبهة النضال تعزي حركة"الجهاد الإسلامي"بشهدائها وتعزي الجبهة "الشعبية -القيادة العامة" بالشهيد رافع ... الضفة الغربية: اشتباكات ضارية في طوباس باضفة الغربية .. وتفجير عبوات في آليات الاحتلال *استهداف وضرب وزارة أمن الاحتلال وهيئة الأركان في ضواحي تل أبيب واستهداف مستوطنات وتجمعات وقواعد عسك...