متخصص بالشأن الفلسطيني

حركة حماس: المنعطف الإستراتيجي الأخطر: تزول..أم تتمدد..مرحلة ما بعد حماس هو ضرب من اللهو واللغو السياسي..

حركة حماس: المنعطف الإستراتيجي الأخطر: تزول..أم تتمدد..مرحلة ما بعد حماس هو ضرب من اللهو واللغو السياسي..

 

كل ما يجري في غزة و في محيطها الإقليمي، على الصعيدين العسكري و السياسي إنما يدور حول غاية مركزية واحدة هي : إستئصال حماس إستئصالاً كليا، و إن تعذر ت الإزالة الكلية فلا تراجع عن تفكيك عدتها العسكرية و الإبقاء عليها كياناً سياسيا رثَاً مهيض الجناح ، منزوع الشوكة، كما هو حال فصائل “أوسلو” . ذلك المقصد الإستراتيجي ليس مطلباً إسرائيلياً فحسب، بل هو غاية دولية و إقليمية ، و بين أيدينا من البينات ما يكفي لإثبات تورط عدد من العواصم الاقليمية في مشروع الإجتثاث ذاك. هذا الأمر هو الأخطر ، ليس على مستوى القضية الفلسطينية فقط، بل على مستوى معادلات الصراع الإقليمي برمتها. ذلك أن هزيمة حماس (عسكرياً) أو إنتصارها سيفرز تحولات محورية على الصعيدين الفلسطيني و العربي.

إذا إنكسرت كتائب القسام و أحيط بحماس فلك أن تتصور مآلات القضية الفلسطينية و قد تم تصفيتها تماما، و لك أن تتصور الشعب الفلسطيني و هو يساق إلى محارق “أوسلو” بما يعني ذلك من إذلال و تهجير و سطو على الارض و إنتهاك للعرض ، و لك أن تتصور تساقط ما بقي من حوائط الصد العربية كلها، و لك أن تتصور الإجتياح الصهيوني للفضاءات العربية دون مقاومة تذكر، و لك أن تتصور مزيداً من التوغل الصهيو-أميريكي في مؤسسات الحكم العربية، و لك أن تتصور مزيداً من القمع و الملاحقة للحالة المطلبية العربية الداعية إلى الإصلاح الدستوري، و لك أن تتصور إسرائيل الكبرى و هي تعيد تشكيل الوعي العربي و تعبث بمفردات القيم و الثقافة العربية ، و لك أن تتصور اليهود و هم يتعقبون عرى الإسلام لينقضوها الواحدة تلو الأخرى و لن يقتصر الأمر على القيم السياسية، بل سيمتد ليشمل كل تعبيرات الإسلام حتى لا تبقى قيمة حية و لا مفهوم أصيل.

حركة المقاومة الإسلامية بكل تعبيراتها العسكرية و السياسية هي حائط الصد الأول الذي يمنع تلك الإنهيارات !

و نحن نعالج أمراً بالغ الخطر كهذا، نبتغي بذلك الوصول إلى نتائج علمية ، ينبغي أن نقاربه بأدوات موضوعية صارمة لا موضع فيها للمؤثرات العاطفية .

نحن أمام إحتمالين : الانكسار أو الانتصار. أما الانكسار فقد أشرنا إلى ما يمكن أن يفضي اليه من كوارث، و لكن يبقى السؤال المحوري : أي الإحتمالين أقرب إلى الرجحان ؟ و هل تملك المقاومة أدوات التدافع الإستراتيجي ؟

و لكن ما هو التعريف المعياري للنصر كي نحتكم اليه بعيداً عن الحديث المرسل و الاطلاقات اللفظية ؟

لأغراض هذا المبحث ، سنعتمد تعريفاً واحداً ،،و إلا فإن هناك طيفاً واسعا من تمظهرات النصر لا تعنينا في هذا المقام و التعريف هو : إندحار إسرائيل و عجزها عن بلوغ أي من أهدافها المعلنة و بالتالي خروج الكتائب من هذه المواجهة موفورة العدة و العدد ، متماسكة الصف، سالمة القيادة ،

هناك جملة من المؤشرات المفتاحية التي يمكن إعتمادها للوصول إلى الإستخلاصات :

• قوة عسكرية عميقة البناء العقائدي، منضبطة الاداء الميداني، تتحرك بروح جهادية متوثبة ، لم تنكسر في معركة قط، رغم الفوارق التسليحية بينها و بين عدوها ! نحن أمام أنموذج غير معهود في الحالة العربية المعاصرة !!

• قيادة سياسية تملك رؤية و مشروعاً و لها بصيرة نافذة و فهم عميق لمفاصل النظام الدولي و الاقليمي ، و قدرة على المناورة و التحرك في الهوامش المتاحة.

• البنية الفكرية و التنظيمية للحركة تعصمها من التشظي و تحميها من التشققات و تمنحها إتساقا فكرياً و صلابة تنظيمية .

• حاضنة شعبية ليست فقط متصالحة مع المقاومة أو مساندة لها ، بل هي جزء أصيل من الحالة الجهادية ، و قد أبدت من ضروب الصبر و البسالة و الاحتساب ما جعل العالم يسأل؛ أي جنس من البشر هؤلاء !!

• حواضن جماهيرية ممتدة في العالمين العربي و الإسلامي ، تتبنى مشروع المقاومة و تبدي إستعداداً للإنخراط فيه لولا الموانع السياسية.

• تفوق أخلاقي عزز سردية الحركة و أحدث إنقلاباُ سياسيا في الوجدان العالمي الذي بات يشهد تحولات جوهرية في منظوره السياسي و مواقفه الأخلاقية إزاء القضية الفلسطينية،

أما الوقائع على الأرض فإنها في المحصلة الإجمالية تشي بتراجع القوة الإسرائيلية التي تشهد إنتكاسات ميدانية متتالية تهدد بتصدع الإجماع السياسي و تصاعد السخط الشعبي .

نخلص إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تعبر منعطفاً هو الأخطر في تاريخها، و أنها بهذا العبور تصنع تاريخاً جديداً للمنطقة و تفرض معادلات صراع جديدة، و من ثم فإن الحديث عن مرحلة “ما بعد حماس” هو ضرب من اللهو السياسي ، فعلى عقلاء العرب أن يعرضوا عن ذلك اللهو و يعيدوا تموضعهم إستعداداً لمرحلة ما بعد الطوفان تكون حماس هي واسطة العقد فيها.

 

د. عبدالله الغيلاني

16 ديسمبر 2023؟

 

كل ما يجري في غزة و في محيطها الإقليمي، على الصعيدين العسكري و السياسي إنما يدور حول غاية مركزية واحدة هي : إستئصال حماس إستئصالاً كليا، و إن تعذر ت الإزالة الكلية فلا تراجع عن تفكيك عدتها العسكرية و الإبقاء عليها كياناً سياسيا رثَاً مهيض الجناح ، منزوع الشوكة، كما هو حال فصائل “أوسلو” . ذلك المقصد الإستراتيجي ليس مطلباً إسرائيلياً فحسب، بل هو غاية دولية و إقليمية ، و بين أيدينا من البينات ما يكفي لإثبات تورط عدد من العواصم الاقليمية في مشروع الإجتثاث ذاك. هذا الأمر هو الأخطر ، ليس على مستوى القضية الفلسطينية فقط، بل على مستوى معادلات الصراع الإقليمي برمتها. ذلك أن هزيمة حماس (عسكرياً) أو إنتصارها سيفرز تحولات محورية على الصعيدين الفلسطيني و العربي.

إذا إنكسرت كتائب القسام و أحيط بحماس فلك أن تتصور مآلات القضية الفلسطينية و قد تم تصفيتها تماما، و لك أن تتصور الشعب الفلسطيني و هو يساق إلى محارق “أوسلو” بما يعني ذلك من إذلال و تهجير و سطو على الارض و إنتهاك للعرض ، و لك أن تتصور تساقط ما بقي من حوائط الصد العربية كلها، و لك أن تتصور الإجتياح الصهيوني للفضاءات العربية دون مقاومة تذكر، و لك أن تتصور مزيداً من التوغل الصهيو-أميريكي في مؤسسات الحكم العربية، و لك أن تتصور مزيداً من القمع و الملاحقة للحالة المطلبية العربية الداعية إلى الإصلاح الدستوري، و لك أن تتصور إسرائيل الكبرى و هي تعيد تشكيل الوعي العربي و تعبث بمفردات القيم و الثقافة العربية ، و لك أن تتصور اليهود و هم يتعقبون عرى الإسلام لينقضوها الواحدة تلو الأخرى و لن يقتصر الأمر على القيم السياسية، بل سيمتد ليشمل كل تعبيرات الإسلام حتى لا تبقى قيمة حية و لا مفهوم أصيل.

حركة المقاومة الإسلامية بكل تعبيراتها العسكرية و السياسية هي حائط الصد الأول الذي يمنع تلك الإنهيارات !

و نحن نعالج أمراً بالغ الخطر كهذا، نبتغي بذلك الوصول إلى نتائج علمية ، ينبغي أن نقاربه بأدوات موضوعية صارمة لا موضع فيها للمؤثرات العاطفية .

نحن أمام إحتمالين : الانكسار أو الانتصار. أما الانكسار فقد أشرنا إلى ما يمكن أن يفضي اليه من كوارث، و لكن يبقى السؤال المحوري : أي الإحتمالين أقرب إلى الرجحان ؟ و هل تملك المقاومة أدوات التدافع الإستراتيجي ؟

و لكن ما هو التعريف المعياري للنصر كي نحتكم اليه بعيداً عن الحديث المرسل و الاطلاقات اللفظية ؟

لأغراض هذا المبحث ، سنعتمد تعريفاً واحداً ،،و إلا فإن هناك طيفاً واسعا من تمظهرات النصر لا تعنينا في هذا المقام و التعريف هو : إندحار إسرائيل و عجزها عن بلوغ أي من أهدافها المعلنة و بالتالي خروج الكتائب من هذه المواجهة موفورة العدة و العدد ، متماسكة الصف، سالمة القيادة ،

هناك جملة من المؤشرات المفتاحية التي يمكن إعتمادها للوصول إلى الإستخلاصات :

• قوة عسكرية عميقة البناء العقائدي، منضبطة الاداء الميداني، تتحرك بروح جهادية متوثبة ، لم تنكسر في معركة قط، رغم الفوارق التسليحية بينها و بين عدوها ! نحن أمام أنموذج غير معهود في الحالة العربية المعاصرة !!

• قيادة سياسية تملك رؤية و مشروعاً و لها بصيرة نافذة و فهم عميق لمفاصل النظام الدولي و الاقليمي ، و قدرة على المناورة و التحرك في الهوامش المتاحة.

• البنية الفكرية و التنظيمية للحركة تعصمها من التشظي و تحميها من التشققات و تمنحها إتساقا فكرياً و صلابة تنظيمية .

• حاضنة شعبية ليست فقط متصالحة مع المقاومة أو مساندة لها ، بل هي جزء أصيل من الحالة الجهادية ، و قد أبدت من ضروب الصبر و البسالة و الاحتساب ما جعل العالم يسأل؛ أي جنس من البشر هؤلاء !!

• حواضن جماهيرية ممتدة في العالمين العربي و الإسلامي ، تتبنى مشروع المقاومة و تبدي إستعداداً للإنخراط فيه لولا الموانع السياسية.

• تفوق أخلاقي عزز سردية الحركة و أحدث إنقلاباُ سياسيا في الوجدان العالمي الذي بات يشهد تحولات جوهرية في منظوره السياسي و مواقفه الأخلاقية إزاء القضية الفلسطينية،

أما الوقائع على الأرض فإنها في المحصلة الإجمالية تشي بتراجع القوة الإسرائيلية التي تشهد إنتكاسات ميدانية متتالية تهدد بتصدع الإجماع السياسي و تصاعد السخط الشعبي .

نخلص إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تعبر منعطفاً هو الأخطر في تاريخها، و أنها بهذا العبور تصنع تاريخاً جديداً للمنطقة و تفرض معادلات صراع جديدة، و من ثم فإن الحديث عن مرحلة “ما بعد حماس” هو ضرب من اللهو السياسي ، فعلى عقلاء العرب أن يعرضوا عن ذلك اللهو و يعيدوا تموضعهم إستعداداً لمرحلة ما بعد الطوفان تكون حماس هي واسطة العقد فيها.

 

د. عبدالله الغيلاني

16 ديسمبر 2023

آخر الأخبار
عبد المجيد لـ “الثورة”: بالرغم من أننا لا نعول على القمم العربية، لكننا نأمل ونتمنى أن تضطلع هذه الق... عبد المجيد لـ “الثورة”: بالرغم من أننا لا نعول على القمم العربية، لكننا نأمل ونتمنى أن تضطلع هذه الق... *القوات المسلحة اليمنية وحركة أنصار الله تستهدف مدمّرة أمريكية، وسفينةَ Destiny المتجهة لكيان الإحتل... مع دخول الحرب على غزة شهرها الثامن كتائب المقاومة تحصد بكمائن الموت ضباط العدو وجنوده وآلياته.. مهرجان خطابي مركزي في دمشق دعماً للمقاومة وإحياء للذكرى الـ 76 للنكبة جيش الاحتلال يعترف بإصابة 19 جنديًا خلال 24 ساعة غالبيتهم إصابات بالغة بمعارك مع المقاومة في جباليا ... السيد نصرالله في ذكرى استشهاد القائد"مصطفى بدر الدين": إسناد غزة من لبنان أمر قاطع ونتنياهو امامَ خي... خالد عبد المجيد يبرق للسيد عبد الملك الحوثي في ذكرى الصرخة في وجه المستكبرين* الأمناء العامون لفصائل المقاومة من دمشق: أهمية الموقف الوطني الموحد والمقاوم لتعزيز قدرات الشعب ووحد... في ذكرى النكبة: النكبة الفلسطينية مستمرة بدعم من الصهيونية المسيحية بقيادة امريكا وبريطانيا اطلاق مبادرات عالمية وعربية وفلسطينية شبابية لجعل ذكرى النكبة 15 أيار يوم اضراب عام وعصيان مدني فردي... العوامل التي تعترض الأهداف التي يسعى اليها نتنياهو والفريق اليميني المتطرف في الحكومة الإسرائيلية. المؤتمر العالمي لمناهضة الفصل العنصري الإسرائيليي دعا إلی تشكيل اتحاد القوی التقدمية الدولي لإنهاء ا... *المقاومة العراقية تستهدف ميناء عسقلان النفطي في جنوب فلسطين المحتلة بصاروخ «الأرقب»* حزب الله والمقاومة اللبنانية تستهدف مواقع العدو وتجمعاته وتحقق إصابات مباشرة تحالف قوى المقاومة الفلسطينية يرفض تولي شركة أمنية أمريكية أو أي جهة غير فلسطينية إدارة معبر رفح..وس... تقرير أممي يوثق جرائم ونازية الإحتلال، تم اعداده بشكل مشترك من 5 منظمات دولية، ومنظمات(حكومية دولية)... قمة التعاون الإسلامي تدعو لمعاقبة"إسرائيل"والتدخل في القضية بمحكمة العدل الدولية..وإنهاء التطبيع..وا... المقاومة العراقية تستهدف قاعدة قاعدة جوية عسكرية للاحتلال الصهيوني في"إيلات"ام الرشراش ومنشأة عسكرية... قراءة لما يجري في غزة وتداعياته على المستويين الاقليمي والدولي, الصراع الى اين..؟ إهتزاز مركز ثقل ال... غزة تغير العالم كدرس في التاريخ..الشعوب أكدت أنها مع غزة والأنظمة اكدت أنها قواعد صهيونية. الكلمة السياسية للرئيس الأسد حول القضية الفلسطينية والصراع مع العدو الصهيوني، في الإجتماع الموسع للج... مشروع الاتفاق الإطاري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي رعته قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية* عبد المجيد: نحيي الشعب اليمني الشقيق وفصائل المقاومة والقوى والهيئات والفعاليات الوطنية الفلسطينية ت... عمليات حزب الله الرادعة والمتصاعدة تجاه مواقع جيش الإحتلال..وتواصل العمليات النوعية ضد العدو الصهيون...