متخصص بالشأن الفلسطيني

عملية حزب الله ودلالاتها العسكرية والسياسية

رامز مصطفى
تدمير ناقلة الجند المدرعة الصهيونية في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة عصر يوم أمس الأحد ،

من قبل مجاهدي حزب الله كان حاسماً الجدال حول ، هل الحزب سيرد أم لا . هذا الأمر محسوم وخارج النقاش ، لأن معرفتنا بحزب الله لا تقبل الخوض في جدال الرد من عدمه بالنسبة إلينا . وإذ وددت أن أبدأ مقالتي بتلك الكلمات ، لأن هناك من كان يُشكك بإمكانية رد حزب الله على اعتداء الضاحية وعقربا .
العملية التي نفذها حزب الله في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة ، والتي أسفرت عن تدمير ناقلة جند وسقوط عدد من الجنود الصهاينة بين قتيل وجريح . توجب التوقف وقراءة دلالاتها العسكرية والسياسية ، في هذا التوقيت الشديد التعقيد والخطورة . ففي الدلالات العسكرية :-
أولاً ، اختيار تحرك حزب الله في عمليته من خارج مناطق الشريط الحدودي ، أي امتناعه عن ضرب هدف عسكري صهيوني عند المنطقة الفاصلة مباشرة ، وتصميمه أن تكون عملية الرد في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة ، من النقطة المصنفة عسكرياً بالصفر ، أي النقطة الوحيدة المشرفة على منطقة الاستهداف
ثانياً ، تؤكد العملية وتنفيذها بهذه الدقة ، أن المقاومة حاضرة على الدوام في منطقة التنفيذ ، وهي متابعة بالاستطلاع الميداني ، والرصد الأمني والاستخباري
ثالثاً ، قدرة المقاومة على تنفيذ العملية ، على الرغم من الاستنفار الكامل والشامل ، وبدرجة التأهب القصوى
رابعاً ، اعتراف العدو الصهيوني ، أنه ألغى مناورة عسكرية ، وبالتالي ما شهدته منطقة الحدود الفلسطينية – اللبنانية لجهة مستوطنات الكيان من شل للحركة والتجول ، بسبب تهديدات حزب الله ، يؤكد أن المقاومة قادرة على شن حرب نفسية ، وهي ليست المرة الأولى ، التي تمارس المقاومة حرباً نفسية على كيان العدو .
خامساً ، فشل العدو في تمرير تهديداته لحزب الله بأنه سيدفع الثمن ، في حال شنه هجوماً رداً على اعتداء عقربا والمسيرتين في الضاحية . وهنا السؤال المشروع ، هل نتنياهو سينفذ وعيده بالاعتداء مجدداً ؟ ، وهذا مشكوك فيه
سادساً ، العملية تركت الباب مفتوحاً على رد أخر ، على اعتبار أن العملية حملت أسماء الشهيدين الذين سقطا في الاعتداء على منطقة عقربا في سوريا . بمعنى أن الرد على اعتداء المسيرتين في الضاحية لا زال مفتوحاً
وفي الدلالات السياسية :-
أولاً ، أنّ الاعتداءات التي شنها العدو الصهيوني ، هدف من ورائها نتنياهو ، كسر قواعد الاشتباك ، وإعادة رسم جديد للخطوط الحمراء . والعملية أعادت تثبيت تلك القواعد والخطوط الحمراء ، التي أرستها نتائج عدوان تموز 2006 ، ومن قبلها انتصار المقاومة في أيار 2000 .
ثانياً ، سقوط الرسائل التي أراد نتنياهو من وراء الاعتداءات إرسالها في المستويين الداخلي والخارجي . والعملية أفقدت نتنياهو إحدى الأوراق التي كان ينوي توظيفها سياسياً ، وهو لذلك يريد اليوم استخدم ورقة ضم مستوطنات الضفة الغربية إلى ما تسمى بالسيادة ” الإسرائيلية ” ، حسب ما صرح به نتنياهو شخصياً .
ثالثاً ، لأول مرة يفقد الكيان أي تأييد لما يسمى حقه في الدفاع عن النفس ، باستثناء بيان الخارجية الأمريكية .
رابعاً ، إسقاط ورقة استخدام الدم العربي في صناديق انتخابات ” الكنيست ” . وبذلك أصبح وضع نتنياهو الانتخابي أكثر حراجة أمام معارضيه ، الذين سيوظفون فشل نتنياهو العسكري والسياسي في مواجهته انتخابياً
خامساً ، العملية وتنفيذها بهذه الطريقة المدروسة والمحسوبة ، أخذت في الحسبان ، المحافظة على وحدة الموقف الوطني اللبناني الجامع ، والذي عبرت عنه الرئاسات الثلاثة ، في اعتبار الاعتداء عدوان يستهدف لبنان بأسره . وهذا يسجل لحزب الله الذي لطالما تمسك بثلاثية الشعب والجيش والمقاومة
سادساً، إعلان قوى المقاومة على امتداد جبهات تواجدها ، بأنها تقف إلى جانب المقاومة في لبنان . وأن أي حرب ستشن عليها لن تقف فصائل المقاومة مكتوفي الأيدي ، الأمر الذي استدعى توجيه تهديد للمقاومة في قطاع غزة ، بأن عليها الوقوف على الحياد في حال تدحرج التطورات إلى حرب مفتوحة
سابعاً ، ما حاول العدو الصهيوني تمريره لدى مجتمع الاستيطان ، من ترويج أن العملية لم تحقق أي من أهدافها ، ولم توقع أية خسائر ، وبأن حزب الله وقع في كمين وفخ نصب له . وهنا وبغض النظر عن وقوع خسائر من عدمه ، فسماحة السيد نصر الله قال المقاومة سترد ، والمقاومة ردت وهذا هو الأساس في مواجهة العربدة العسكرية لنتنياهو ، الذي يمر بأصعب مفاصل ومراحل حياته السياسية . ورغم ذلك فقد دحضت المقاومة تلك الأكاذيب بنشرها وعبر قناة المنار ، فيديو مصور يوثق بما لا يدعو للشك الأضاليل التي حاول من خلالها العدو بثها للتقليل من أهمية رد المقاومة .
رامز مصطفى
كاتب فلسطيني

آخر الأخبار
وقفة احتجاجية في دمشق تنديداً بجرائم الاحتلال الصهيوني بحق الأسرى الفلسطينيين "المقاومة الإسلامية في العراق" تعلن استهداف "هدف حيوي" بالطائرات المسيّرات في مدينة أم الرشراش "إيلا... *مناورة عسكرية يمنية لقوات التعبئة العامة بمحافظة الحديدة بعنوان "حارس الطوفان" لرفع جهوزية تنفيذ ال... *الشرط الأمريكي لليوم التالي..سلطة فلسطينية "متجددة"..مشهد لفرض الإصلاح الأمريكي، كما حصل مع محمود ع... مسار عمل السلطة الفلسطينية وموافقة قيادتها لإجهاض المقاومة في الضفة وغزة..خطة فنزل الأمنية..وهي جزء ... حشود مليونية بالعاصمةاليمنية صنعاء يوم الجمعة في مسيرة "مع غزة جهاد مقدس "ولا خطوط حمراء" *القوات المسلحة اليمنية: إسقاط طائرة أميركية يوم الجمعة أثناء قيامها بأعمال عدائية في أجواء محافظة م... عبد المجيد لـ “الثورة”: بالرغم من أننا لا نعول على القمم العربية، لكننا نأمل ونتمنى أن تضطلع هذه الق... عبد المجيد لـ “الثورة”: بالرغم من أننا لا نعول على القمم العربية، لكننا نأمل ونتمنى أن تضطلع هذه الق... *القوات المسلحة اليمنية وحركة أنصار الله تستهدف مدمّرة أمريكية، وسفينةَ Destiny المتجهة لكيان الإحتل... مع دخول الحرب على غزة شهرها الثامن كتائب المقاومة تحصد بكمائن الموت ضباط العدو وجنوده وآلياته.. مهرجان خطابي مركزي في دمشق دعماً للمقاومة وإحياء للذكرى الـ 76 للنكبة جيش الاحتلال يعترف بإصابة 19 جنديًا خلال 24 ساعة غالبيتهم إصابات بالغة بمعارك مع المقاومة في جباليا ... السيد نصرالله في ذكرى استشهاد القائد"مصطفى بدر الدين": إسناد غزة من لبنان أمر قاطع ونتنياهو امامَ خي... خالد عبد المجيد يبرق للسيد عبد الملك الحوثي في ذكرى الصرخة في وجه المستكبرين* الأمناء العامون لفصائل المقاومة من دمشق: أهمية الموقف الوطني الموحد والمقاوم لتعزيز قدرات الشعب ووحد... في ذكرى النكبة: النكبة الفلسطينية مستمرة بدعم من الصهيونية المسيحية بقيادة امريكا وبريطانيا اطلاق مبادرات عالمية وعربية وفلسطينية شبابية لجعل ذكرى النكبة 15 أيار يوم اضراب عام وعصيان مدني فردي... العوامل التي تعترض الأهداف التي يسعى اليها نتنياهو والفريق اليميني المتطرف في الحكومة الإسرائيلية. المؤتمر العالمي لمناهضة الفصل العنصري الإسرائيليي دعا إلی تشكيل اتحاد القوی التقدمية الدولي لإنهاء ا... *المقاومة العراقية تستهدف ميناء عسقلان النفطي في جنوب فلسطين المحتلة بصاروخ «الأرقب»* حزب الله والمقاومة اللبنانية تستهدف مواقع العدو وتجمعاته وتحقق إصابات مباشرة تحالف قوى المقاومة الفلسطينية يرفض تولي شركة أمنية أمريكية أو أي جهة غير فلسطينية إدارة معبر رفح..وس... تقرير أممي يوثق جرائم ونازية الإحتلال، تم اعداده بشكل مشترك من 5 منظمات دولية، ومنظمات(حكومية دولية)... قمة التعاون الإسلامي تدعو لمعاقبة"إسرائيل"والتدخل في القضية بمحكمة العدل الدولية..وإنهاء التطبيع..وا...