متخصص بالشأن الفلسطيني

حكومة بينيت وأوهامه حول اللاسلم واللاحرب

تحسين الحلبي – الخميس 09-09-2021

يصف المسؤولون في الحكومة الإسرائيلية الوضع السائد بينهم وبين السلطة الفلسطينية باللاحرب واللاسلام، ويعده رئيس الحكومة نفتالي بينيت أفضل فرصة لتوسيع الاستيطان وزيادة الضغوط على الفلسطينيين داخل الضفة الغربية بهدف تهجيرهم وهذا ما أكده قبيل لقائه مع الرئيس الأميركي جو بايدين في واشنطن في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» حين صرح أن «حكومته لن تعلن عن ضم الضفة الغربية ولن تسمح بالتالي بإنشاء دولة فلسطينية وأن وضع اللاسلم واللاحرب السائد الآن هو وضع دائم وليس مرحلة مؤقتة»، وهذا الوضع كان سائداً في بداية السبعينيات في الأراضي المحتلة في عهد حكومة غولدا مائير وموشيه دايان، ثم انتهى بحرب تشرين 1973 ففي شباط 1973 أي قبل حرب تشرين، كان دايان قد أعلن أن «الوضع السائد في الأراضي المحتلة هو اللا حرب واللا سلام وهذا يعني أن على الحكومة فرضه بشكل دائم إلى أن يحين وقت رسم حدودها»، فاندلعت حرب تشرين في ذلك العام نفسه وتعاظمت المقاومة الفلسطينية من مختلف الجبهات.
وإذا كان إعلان بينيت بالمضمون نفسه الذي ذكره دايان يريد أن يفرض ديمومة هذا الوضع، فهو واهم تماماً لأن هذا الوضع قائم الآن فقط بين تل أبيب ورام اللـه وليس بين سبعة ملايين فلسطيني ينتشرون على كل أراضي فلسطين ويقاومون في قلب الجبهة الداخلية للكيان الإسرائيلي ومستوطناته مثلما يقاومون بالصواريخ والمقاتلين من جبهة قطاع غزة المحرر وإن كان محاصراً، وبالإضافة إليهم هناك جبهة الشمال الممتدة من جبهة الجولان جنوب سورية إلى جبهة المقاومة اللبنانية في جنوب لبنان وعلى هذه الجبهات من الضفة الغربية إلى القطاع إلى جبهة الشمال لا يسود أبداً وضع اللاحرب واللاسلام بل إن حروباً ومعارك هائلة جرت على أيدي أطراف وأصحاب هذه الجبهات ضد الاحتلال وما تزال مستمرة، بل إن ميزان القوى الراهن بين قدرات هذه الجبهات وقدرات الكيان الإسرائيلي أصبح يميل أكثر فأكثر على مستويات وفي مجالات متعددة لمصلحة هذا المحور، محور المقاومة الذي يعد الشعب الفلسطيني في كل مكان نفسه في الخارج والداخل جزءاً لا يتجزأ منه.
ويبدو أن القيادة الإسرائيلية في تل أبيب تريد تغطية الشمس بغربال واسع الثقوب لإيهام المستوطنين وجيش الاحتلال بوجود وضع مستقر لهم في حين أن هناك أطرافاً ما تزال في ساحة المقاومة تشن حرباً على جيش الاحتلال عبر ثلاث جبهات حرب تحيط بحدود فلسطين المحتلة وجبهة رابعة في قلب الضفة الغربية ومدينة القدس وهي الجبهة التي يطلق عليها جيش الاحتلال اسم «الجبهة الوسطى».
يتعمد بينيت تجاهل أن كل الشعب الفلسطيني داخل فلسطين المحتلة يعد نفسه مقاوماً لجيش الاحتلال وهو يقاومه يومياً في القدس وفي كل مدن الضفة الغربية بأشكال كثيرة كان آخرها نجاح ستة أسرى من داخل أضيق سجونه بكسر قيودهم وانتزاع حريتهم للعودة إلى ساحة الحرب ضده فما بالك بمقاومة إخوانهم الفلسطينيين المستمرة في مدن وقرى فلسطين المحتلة، وهذا ما يولد الرعب عند المستوطنين الذين يجدون أن هؤلاء الأسرى الستة كسروا أضيق القيود وأصبحوا أحراراً فوق أرضهم وجاهزين لشن المزيد من عمليات المقاومة، فماذا يمكن لبقية الفلسطينيين في الأراضي المحتلة أن يفعلوه خارج السجون، وهذه الحقيقة تظهر في رسائل المستوطنين التي يتبادلونها في وسائل التواصل الاجتماعي، فقد شكلت هذه العملية أحد أبرز انتصارات مقاومة الاحتلال والتأكيد على حالة الحرب الشاملة السائدة بين كل الشعب الفلسطيني في كل مكان حتى من داخل زنازين الأسر والاعتقال، وبين جيش الاحتلال والمستوطنين، بل إن حالة الحرب والمقاومة من قبل الشعب وفصائل مقاومته ضد هذا الكيان لم تتوقف منذ اتفاقية أوسلو التي لم يقبل بها هذا الشعب ولا الأسرى والمعتقلون في داخل السجون فالحرب لم تتوقف ضد هذا الاحتلال ولم تستطع كل اتفاقات أوسلو أن توقفها أو تمنع تصاعدها يوماً تلو آخر.
إن الوهم الذي يطلق عليه بينيت اللاسلم واللاحرب، هو مجرد رغبة عجزت كل حكومات تل أبيب فرضها أو استخدامها لمنع استمرار المقاومة التي أصبح حشد المقاومين فيها سبعة ملايين فلسطيني داخل الأراضي المحتلة وما زالوا متمسكين بالبقاء فوق أرضهم ووطنهم وهم الذين يفرضون جدول عملهم.

آخر الأخبار
خارطة طريق من 4 مراحل.. مصدر فلسطيني يكشف تفاصيل الورقة العربية للسداسي الذين اجتمعوا في الرياض لإقا... حركة أنصار الله تبثّ مشاهد غير مسبوقة لقصف سفينة بطائرة مسيّرة قيادة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تلتقي قيادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وتقدم التهاني بإنتها... عبد المجيد في حديث صحفي له اليوم :"الانتفاضة في الضفة الغربية تشكل منعطفا حاسما في الصراع مع الصهيو... القسام يستدرج قوة صهيونية إلى كمين ألغام وسط قطاع غزة ومقتل 3 جنود صهاينة وإصابة 11 ويستهدف قيادة ال... الزلزال الإيراني وبسالة قوى المقاومة الذي ضرب عقيدة التفوّق الإسرائيلي..والمهانة التي شكّلتها الصوار... احتجاجات الجامعات الأميركية والأوروبية ضد دعما لفلسطين وضد الحرب غزة تتصاعد، والتوتر بين الطلاب والش... ظهور وتفقد "السنوار” وأبو عبيده لجبهات القتال يمزقان ما تبقى من ادعاءات وأكاذيب نتنياهو وجيشه ويصيبه... مصادر تكشف لـ”رأي اليوم”: دول عربية قدّمت عُروضًا “مُغرية” لحركة “حماس” لنزع سلاحها مُقابل الحُصول ع... انتقام إيران من"إسرائيل"وتوجيه صواريخها ومسيراتها في عمق الكيان:المسرح والمتفرجون-الوجود الأمريكي في... قراءات الإعلام والخبراء بالشؤون الإسرائيلية .. انتصر الإيرانيون قبل أن يطلقوا صواريخهم علينا.. اللقاء التضامني الفلسطيني - السوري مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق إصابة ثلاثة مستوطنَين بعملية دهس غرب مدينة القدس المحتلة، وتخبط وإرباك في صفوف الشرطة.* الخامنئي: القوات المسلحة قدمت صورة جيّدة لقدراتها وأثبتت قوة إرادة شعبنا وإمكانياته على الساحة الدول... السيد عبد الملك الحوثي: لا يمكن أن يكون هناك استقرار والعدو الصهيوني محتلا لفلسطين *رئیس الجمهوریة الإيرانية إبراهيم رئيسي: دور اليمن ومبادراته وخطواته الشجاعة في البحر الأحمر وتجاه ا... عيد البعث والجلاء والقضية الفلسطينية العرض التعبوي للفصائل الفلسطينية #طوفان_الأحرار #طوفان_الأقصى #طوفان_الأحرار تحضيرات شباب فصائل الم.#قاومة الفلسطينية في مخيم اليرموك...للعرض الع.#سكري في يوم الق... مسيرات جماهيرية حاشدة نصرةً لغزة وللمقاومة الفلسطينية، ودعما للمواقف والقرارات الشجاعة لقائد الثورة ... مشروع القرار لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة، حظي بتأييد 12 عضواً من أصل 15، وامتناع بريطانيا وسويسرا... العرض التعبوي لشباب فصائل المقاومة الفلسطينية في مخيم اليرموك بالعاصمة دمش بمناسبة يوم القدس العالمي... مقتطفات مترجمة من خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي اليوم الخميس الموافق - 18.4.2024 - 9 ش... خالد عبد المجيد لجريدة الوفاق: نعتمد على ارادة شعبنا وصموده الأسطوري ومقاومته الباسلة وقوى محور المق... "صحيفة إسرائيلية": 4 ملفات مصيرية ستحدد مستقبل "إسرائيل" في الشرق الأوسط