*من مذكرات بسام ابو شريف مستشار ياسر عرفات عن خفايا اتفاقية أوسلو..وهذا ما أكده بايدن بأن اقامة دولة فلسطينية بعيد المنال
*من مذكرات بسام ابو شريف مستشار ياسر عرفات عن خفايا اتفاقية أوسلو..وهذا ما أكده بايدن بأن اقامة دولة فلسطينية بعيد المنال..
كان أبو عمار، والحقيقة أنها نقطة ضعفه الأساسية، يستعجل إقامة دولة فلسطينية وأن يكون رئيسها قبل أن يمضي به العمر، فجاءه من يزين له “أوسلو” ويقول له دولة فلسطينية مستقلة بعد مرحلة انتقالية.!”.
وأردف: “يومها وبحكم واجبي كمستشار قلت لأبو عمار إحذرهم إنهم “يجروك إلى كمين لتحويل منظمة التحرير إلى أداة كناسة وحراسة في الضفة الغربية وقطاع غزة تحت السيادة الإسرائيلية” وطالبته بعد القبول بأوسلو وقلت: “إن من يزين لك أوسلو منهزم داخلياً وتعب ومش قادر يكمل”.
واستدرك: “بعد جدال كبير وافق أبو عمار على أوسلو، ومن جانبي استقلت من موقعي وذهبت للإقامة في الأردن، ولم أدخل إلى الأرض المحتلة إلا بعد عام ونصف العام من دخول ياسر عرفات إليها وإثر اتصال منه”. أما لماذا قبل ياسر عرفات بإعلان المباديء واتفاقات أوسلو ولم يتمسك برؤية حل الدولتين الواردة بالرؤية الفلسطينية لحل الدولتين التي نُشرت في مقال عام 1988؟، أردف أبو شريف: “إنّ من زيّن لعرفات ذلك “الكمين” لعب على مسألة حساسة لديه أي الدولة الفلسطينية المستقلة، وجاءت اتفاقات أوسلو ولم تمنحنا دولة ولا أرض ومكنت الإسرائيلي من التحكم بلقمة العيش والاقتصاد الفلسطيني، ثم وقع أبو علاء قريع الاتفاق الاقتصادي في باريس وهو اتفاق استسلام سلم فيه رقاب الفلسطينيين لإسرائيل”.
واستطرد أبو شريف: “من يقرأ الاتفاق السياسي/ إعلان المباديء، يجد خلف كل حرف فيه “كمين” وبين كل فاصلة وأخرى مئة مجال يتيح لإسرائيل أن تفسر وتتلاعب بالتنفيذ، ومع ذلك نجد أن هناك من لازال يتمسك بهذا الاتفاق، إنهم مهزومين من الداخل، ولا يريدون أن يقاوموا الاحتلال ليطردوه من أرضنا، وأنا أقول للجميع إن ما أُخذ بالقوة لا يُسترد بغير القوة”.
وأضاف: “بعد عودتي إلى الأرض المحتلة شاركت بحفل لجمعيات سلام، وكان شمعون بيريز حاضراً واقترب مني وقال: يبدو أن صديقك جاد حول إقامة دولة فلسطينية مستقلة! ، فقلت له: بالطبع، ولذلك وقع المعاهدة، فقال لي: قل لصديقك إنه لايوجد، ولن يوجد أي إسرائيلي يوافق على إقامة دولة فلسطينية مستقلة، فقط حكم إداري ذاتي تحت السيادة الإسرائيلية”.
واستكمل أبو شريف حديثه: ” فقلت له: لكن هذا مناقض لما اتفق عليه، فأجابني مبتسماً: عليك قراءة الاتفاق مرة أخرى انتم اعترفتم ان لا حق لكم على هذه الأرض فكيف نمنحكم دولة على أرض ليس لكم حق فيها وعليها ! ، ولن تقبل أي حكومة إسرائيلية إعطائكم دولة فلسطينية أو إقامة دولة للفلسطينيين، ونقلت هذه الرسالة للرئيس ياسر عرفات، فهز رأسه وقال: يكذبون .. إنهم بالفعل خدعونا وهم لايريدون السلام، فقد أدرك عرفات حقيقة كمين أوسلو وعرف منذ العام 2000 أنه لن تكون هناك دولة ولا عودة لاجئين ولا سيادة ولا حدود ولا وقف للاستيطان ولا شيء ! وانه اعترف لهم بحق تاريخي على معظم فلسطين من أجل قبولهم باعطائه دولة ولكنهم لم يعطوه شيئا على الاطلاق وأنّ كل الفرص “أغلقت أغلقت أغلقت” وبدأ يهيىء لمقاومة الاحتلال”.
ورأى أنّه بعد اغتيال عرفات فقط تحوّلَ “النظام الفلسطيني” والمنظمة والسلطة الفلسطينية وأجهزتها إلى أداة لخدمة إسرائيل، مُردفاً: “تحت غطاء التنسيق الأمني، تعمل هذه الأجهزة على منع المقاومة وتسليم المناضلين لسلطات الاحتلال وإعطاء الإسرائيليين معلومات عنهم، وملاحقة كل من يحاول مقاومة الاحتلال، وحتى قمع تظاهرات المطالب الاقتصادية والحياتية والاجتماعية إذ تتعامل أجهزة الأمن معها وكأنها عدو لأن الأمريكيين والإسرائيليين دربوها على ذلك”.
وتابع: “هذا لن يطول، إذ سيثور شعبنا على هذا الوضع، فهناك فساد وسوء ائتمان في السلطة وهناك سوء استخدام لمال الشعب وحتى المساعدات”، مُستدركاً: “بعض الناس اغتصبوا الأراضي باسم السلطة، لكنّ شعبنا سينتقم من كل هؤلاء ويحاسبهم جميعاً”.
وختم أبو شريف حديثه، بالقول: “موضوع المصالحة والانقسام والوحدة الوطنية، ما هو إلا لعبة لإبعاد الشعب الفلسطيني عن العمل الحقيقي في مقاومة الاحتلال، وأعتقد أنّ المستقبل سيفرز قيادات جديدة من الشباب الفلسطيني الذي يرفض كل عمليات الفساد والإفساد وخدمة العدو والارتماء في أحضانه وخدمته والتنسيق معه ضد مصالح شعبنا”.