الدعوة غدا الجمعة للمشاركة في حملة صلاة “الفجر العظيم”في المسجدالأقصى والحرم الإبراهيمي.
القدس: تأتي حملة الفجر العظيم في الأقصى التي انطلقت قبل 11 يوماً. فقد فاجأ آلاف المصلين قوات الاحتلال فجر الجمعة في العاشر من يناير/ كانون الثاني الجاري، عندما احتشدوا في ساحات المسجد الأقصى ومصلياته، خصوصاً عند باب الرحمة، ليؤدّوا الصلاة على الرغم من البرد الشديد والأحوال الجوية غير المساعدة، رداً منهم على الاعتداء الذي استهدف المرابطين والمرابطات في المسجد.
لم يدرك الاحتلال ما يجري إلا متأخراً، وبعدما راحت الجموع تهتف في الساحات “بالروح بالدم نفديك يا أقصى” و”مصباح وصّى أمانة… ترك الأقصى خيانة”. ومصباح هو ناشط فلسطيني استشهد قبل نحو ثلاثة أعوام في اشتباك مسلّح مع وحدة “ياسام” الخاصة التابعة لشرطة الاحتلال. وهذه الوحدة التي تُعَدّ من أشرس وأعنف الوحدات، قتل مصباح اثنَين من عناصرها وإصابة آخرين، علماً أنّ الاحتلال يحتجز منذ ذلك الحين جثمانه في ثلاجاته.
ولاقت الحملة التي أطلقها ناشطون مقدسيون تجاوباً كبيراً، وقد أتت على غرار حملة صلاة الفجر في الحرم الإبراهيمي في الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وهو ثاني مسجد بعد الأقصى تتهدّده مخاطر الأسرلة والتهويد. لكنّ حملة المسجد الإبراهيمي مثلما يقول أحد الناشطين في القدس، “مستوحاة بالأصل من معركة البوابات الإلكترونية التي خاضها المقدسيون قبل نحو ثلاثة أعوام، وتمكّنوا من خلالها من إحباط مخطط للاحتلال يقضي بفرض أمر واقع جديد على الأقصى”. والناشط الذي تحفّظ على ذكر اسمه، يؤكد أنّ “حملتنا أكبر من أن يتبنّاها فصيل أو تنظيم فلسطينيَّين، ونحن نرفض محاولة بعض الأطراف ركوب موجة هذه الحملة، لأنّ الادّعاء بوقوف فصيل ما خلفها سوف يحبطها وسيفضّ عقد الجماهير من حولها، عدا عن أنّ تسييسها سوف يدفع الاحتلال إلى قمعها بالقوّة متذرّعاً بوقوف جهات سياسية وراءها”.