متخصص بالشأن الفلسطيني

هل تصل موجة الغضب الشعبي إلى فلسطين؟

اليوم يدور صراع دولي وإقليمي على الفوز بالبلدان العربية أو حصص منها، بينما الغائب الأكبر هو المشروع العربي القائد القادر على جمع العرب، أو الدولة العربية القائدة القادرة على جمع شمل العرب. فالعرب أمة عربية لا ينحصر مداها في دين أو شعب أو بلد واحد، وإنما تمتد على المنطقة العربية التي تقطنها الشعوب العربية جمعاء، ومحاولة تقزيمها بدين بعينه أو بلد أو حتى بلدان عدة فقط يساهم في بقائها نائمة.

بعد هذه المقدمة الطويلة نسبيًا، أنتقل إلى الإجابة عن سؤال المقال، بالجزم بأن موجة الربيع العربي الحالية أو التي تليها ستصل عاجلًا أم آجلًا إلى فلسطين، وذلك لأن النخبة السياسية “الحاكمة” معظمها فاسدة ومستبدة، هذا مع أخذ العذر لاستخدامنا هذه الكلمة جزافًا، لأن الحاكم الفعلي في فلسطين هو الاحتلال، وهو يستهدف فلسطين ماضيها وحاضرها ومستقبلها، ولا يميز بين فلسطيني وآخر، وهذا ينطبق كذلك على قطاع غزة، فهو لم يحرر على أهمية صموده ومقاومته، ولكن الاحتلال يأخذ هناك شكل الحصار والعدوان والتحكم بما يجري فيه، والعمل على إبقائه ما بين الموت والحياة.

كما أن بقية النخبة الفلسطينية، إلا ما ندر، فاسدة أو عاجزة أو كلاهما، بدليل أنها تأخذ حصتها من كعكة السلطة والقطاع الخاص والمنظمات الأهلية، أو تكتفي بتسجيل موقف للتاريخ، وإلقاء اللوم على الآخرين، والتحسر لفقدان الإمكانيات والدعم القادم عبر الحدود، وهذا كله يؤكد الحاجة إلى التغيير قبل فوات الأوان.

وأخيرًا، نذكّر إن نفعت الذكرى، بأن موجة الربيع الأولى أدت في العام 2011 وخلال أشهر قليلة إلى إرهاصات مبشرة في مختلف تجمعات الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، عبّرت عن نفسها بالمظاهرات ونصب الخيام في ميادين المدن على غرار ميدان التحرير، وتشكيل عشرات المجموعات الشبابية، التي اندثرت أو تراجع دورها وفعلها ليس لعدم الحاجة إلى التغيير، وإنما جراء غياب الفكرة الواحدة والهدف الواحد والقيادة الواحدة والنموذج، فلا يكفي شعار إنهاء الانقسام ولا إسقاط أوسلو والدعوة إلى المقاومة، ولا رفع هدف التحرير والدولة الواحدة وإعادة بناء المنظمة، وإنما هناك حاجة ملحة لبرنامج يلبي حاجات الناس المباشرة والبعيدة، المعيشية والحقوقية، الوطنية والديمقراطية، وأخذ الدروس والعبر من التجارب الماضية، ضمن رؤية شاملة تنبثق عنها إستراتيجيات عمل تناسب المرحلة، ومن دون إهمال واحدة من القضايا المهمة بحجة أولوية الأخرى.

وتظهر تجارب كفاح الشعب الفلسطيني حاجته المتعاظمة إلى الربط بين الوطني والديمقراطي والمعيشي، كما ظهر في الموجات الانتفاضية المتتالية في معركة بوابات المسجد الأقصى في القدس، وفي مختلف المدن، وفي وقفات الدعم للأسرى والأسيرات والمقاومة الشعبية ضد الاستعمار الاستيطاني، ومختلف أشكال الصمود والمقاومة، ومسيرات الانتصار لقطاع غزة ضد العدوان الإسرائيلي، أو فرض العقوبات عليه من السلطة، وكذلك في حراكات المعلمين المطلبية، والحراك المناهض لقانون الضمان الاجتماعي، ومسيرات العودة الكبرى، في القطاع، ومؤتمرات العودة الكبرى في القطاع، والحراكات المطلبية في قطاع غزة على غرار حراك “بدنا نعيش”، وحراك اللاجئين الفلسطينيين في لبنان على خلفية قانون العمل، والحراك الشعبي ضد الجريمة والعنف والتمييز العنصري في الداخل الفلسطيني، ونشاطات حركة المقاطعة لإسرائيل.

إن هذه الإرهاصات تدلل على خطأ من يعتقد أن فلسطين محصنة وقيادتها محصنة ورئيسها محصن من امتداد الربيع العربي لأنها تحت الاحتلال، الذي لا يقدم ضمانة لعدم تعرضها إلى انتفاضات أو تحركات شعبية بحكم أنه عدو مشترك، فهذا قد يؤخر أو يعجل، فالمأزق العام الذي تعانيه القضية الفلسطينية الآن، والكارثة التي نعيشها مع استمرار وتعمق الانقسام؛ تبرر الثورة على النخب الحاكمة، بسبب فشل كل الإستراتيجيات المتبعة بغض النظر عن تفاوت المسؤوليات، والوصول إلى وضع طغى فيه الصراع على السلطة رغم أنها تحت الاحتلال على أي شيء آخر. فإما التغيير من خلال الإصلاح ومشاركة الشعب في عملية صناعة القرار، أو من خلال الثورة وموجات غضب الجماهير.

إن استخدام فزاعة الفوضى والأجندات الخارجية رغم مفعولها الكبير لن تنفع إلى الأبد.

ما جرى في المنطقة العربية في الماضي القريب والبعيد، وما يجري حاليًا، بمنزلة جرس إنذار سيبقى يدق إلى أن يحصل التغيير، ومن لا يعتبر لا يلوم إلا نفسه، وسيندم حين لا ينفع الندم.

جزء من مقالة للكاتب والباحث هاني المصري

آخر الأخبار
مشروع الاتفاق الإطاري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي رعته قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية* عبد المجيد: نحيي الشعب اليمني الشقيق وفصائل المقاومة والقوى والهيئات والفعاليات الوطنية الفلسطينية ت... عمليات حزب الله الرادعة والمتصاعدة تجاه مواقع جيش الإحتلال..وتواصل العمليات النوعية ضد العدو الصهيون... محذرين من اقتحام رفح..حركة أنصار الله تعلن بدء المرحلة الرابعة من التصعيد ضد "إسرائيل"تحت عنوان (وفا... مصادر عبرية: بلينكن ناقش "الرؤية العربية" لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في قطاع غزة وفتح مسار سياسي ... مسؤولون إسرائيليّون يدرسون خطة للإشراف على قطاع غزة بمشاركة مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات ... المبادئ الأساسية لمقترح الاتفاق بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، الاتفاق من 3 مراحل أسا... حزب الله يُعرِّض الجبهة الداخليّة في كيان العدو للخطر الكبير..تهجير سُكّان الشمال انتصار إستراتيجي ل... خارطة طريق من 4 مراحل.. مصدر فلسطيني يكشف تفاصيل الورقة العربية للسداسي الذين اجتمعوا في الرياض لإقا... حركة أنصار الله تبثّ مشاهد غير مسبوقة لقصف سفينة بطائرة مسيّرة قيادة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تلتقي قيادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وتقدم التهاني بإنتها... عبد المجيد في حديث صحفي له اليوم :"الانتفاضة في الضفة الغربية تشكل منعطفا حاسما في الصراع مع الصهيو... القسام يستدرج قوة صهيونية إلى كمين ألغام وسط قطاع غزة ومقتل 3 جنود صهاينة وإصابة 11 ويستهدف قيادة ال... الزلزال الإيراني وبسالة قوى المقاومة الذي ضرب عقيدة التفوّق الإسرائيلي..والمهانة التي شكّلتها الصوار... احتجاجات الجامعات الأميركية والأوروبية ضد دعما لفلسطين وضد الحرب غزة تتصاعد، والتوتر بين الطلاب والش... ظهور وتفقد "السنوار” وأبو عبيده لجبهات القتال يمزقان ما تبقى من ادعاءات وأكاذيب نتنياهو وجيشه ويصيبه... مصادر تكشف لـ”رأي اليوم”: دول عربية قدّمت عُروضًا “مُغرية” لحركة “حماس” لنزع سلاحها مُقابل الحُصول ع... انتقام إيران من"إسرائيل"وتوجيه صواريخها ومسيراتها في عمق الكيان:المسرح والمتفرجون-الوجود الأمريكي في... قراءات الإعلام والخبراء بالشؤون الإسرائيلية .. انتصر الإيرانيون قبل أن يطلقوا صواريخهم علينا.. اللقاء التضامني الفلسطيني - السوري مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق إصابة ثلاثة مستوطنَين بعملية دهس غرب مدينة القدس المحتلة، وتخبط وإرباك في صفوف الشرطة.* الخامنئي: القوات المسلحة قدمت صورة جيّدة لقدراتها وأثبتت قوة إرادة شعبنا وإمكانياته على الساحة الدول... السيد عبد الملك الحوثي: لا يمكن أن يكون هناك استقرار والعدو الصهيوني محتلا لفلسطين *رئیس الجمهوریة الإيرانية إبراهيم رئيسي: دور اليمن ومبادراته وخطواته الشجاعة في البحر الأحمر وتجاه ا... عيد البعث والجلاء والقضية الفلسطينية