ذكرى رحيل الشاعر الفلسطيني المقاتل علي فوده..
في مثل هذا اليوم من العام 1982، استشهد الشاعر الفلسطيني المقاتل (علي فودة)، في بيروت، وهو يتأبّط بيد بندقيته، وبيد يوزّع جريدة الرصيف، فقد اخترقت جسده شظايا من صاروخ، أطلقته باتجاهه طائرة إسرائيلية أثناء حرب بيروت.
هنا قصيدة للشاعر الشهيد عثر عليها لم تنشر من قبل، وأخذت من الراحل الشاعر محمد القيسي، واحتفظ بها منذ العام 1983، حين أقيمت له في رابطة الكتّاب الأردنيين أمسية استذكارية في تلك السنة.
القصيدة تفضح البوادر الأولى للاستسلام، والتصالح مع العدو. لقد كان علي فودة يتمتّع بتلك العين النسرية الرائية.
تحية للشاعر الشهيد علي فودة،
والرحمة الواسعة على روحه الطاهرة.
قصيدة للشاعر الشهيد علي فودة:
المنبوذ
أريحا بقلبي ويافا
وكنّا نحنّ ولو مرّةً لانتصار
ولكنني…
ترمّلتُ هذا النهار
فهذا الذي أشعل النارَ
ها هو أطفأها
ومضى في الغبار
وهذا الرّصاصُ الذي قد هدأ
سيلقي على البندقيِّة بعضّ الصّدأ
فأينَ العزاءُ العزاء؟؟
أريحا بقلبي ويافا
وكنّا نحنّ ولو مرّةً لانتصار
وكنّا على موعدٍ وانتظار
فجاء الذي جاءَ
أهلاً بعارٍ قديمٍ وعارٍ جديدٍ وعار
تبوحُ الغريبةُ لي سرّها ثمّ تبكي
تقول: دمي يستباح
وكلّ الأغاني تبدّلت الآنَ صارت نواح
ووحدي أنا الآنَ مثخنةٌ بالجراح
فأيُّ المحبّينَ أنتم؟
دفنتم فلسطين ثمّ استرحتم
أثورُ عليكم جميعاً أثورُ عليكم.