هكذا أصبحت الحياة مستحيلة في مستوطنات “غلاف غزة”وضربة للاستخبارات “الإسرائيلية”
القدس: من التهديدات الصاروخية إلى البالونات الحارقة والحرائق التي تحرق أراضي المستوطنات، والأنفاق المحفورة تحت أقدامهم وبيوتهم.. عوامل حولت حياة المستوطنين في “غلاف غزة”؛ المستوطنات المحاذية لقطاع غزة لـ”واقع مستحيل”.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” تحت عنوان “الحرب التي لا تنتهي أبدًا”: إن سكان مستوطنات “غلاف غزة” يعيشون منذ عام ونصف في واقع مستحيل خاصةً بعد هدوء استمر نحو ثلاث سنوات ونصف من انتهاء تلك الحرب.
يُشار إلى أنه تمر اليوم الذكرى الخامسة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؛ صيف 2014، والذي أطلق عليه الاحتلال اسم “الجرف الصامد”، وفق ما نقلت “قدس برس”.
ولفتت الصحيفة العبرية النظر إلى أحداث مسيرات العودة وتأثيرها على حياة السكان، حيث نقلت الرعب من تهديد الصواريخ والأنفاق، إلى البالونات الحارقة التي لا تكاد تتوقف منذ عام ونصف.
وأشارت إلى أن المستوطنين لم يعودوا يشعرون بالأمان الذي فقد أيضًا في العملية العسكرية آنذاك وجعل سكان الجنوب إما في الملاجئ أو يتجولون كـ”لاجئين” في شوارع وسط وشمال الأراضي المحتلة بعد أن تركوا منازلهم حينها.
وأفادت: “تخلل هذه الفترة من العام ونصف، 12 جولة قتال وتصعيد عسكري ما بين حماس وإسرائيل. كانت تستمر تلك الجولات من 24 ساعة إلى يومين كحد أقصى”.
وتابعت يديعوت: “كان يتم خلالها إطلاق المئات من الصواريخ، ما أوصل السكان في الغلاف إلى حالة طوارئ تارةً ما بين لحظة هادئة، وفجأة حرب”.
وبينت الصحيفة العبرية، أن عددًا كبيرًا من مستوطني “غلاف غزة” يفضلون التوصل لاتفاق طويل الأمد مع حماس.
وتشير مراكز الخدمة الطبية الإسرائيلية إلى أن هناك زيادة في عدد طلبات المساعدة النفسية عند كل جولة تصعيد.
ضربة للاستخبارات الإسرائيلية
وقال أمير بوخبوط، المحلل العسكري في موقع “واللا الإخباري” العبري: إنه منذ منتصف التسعينيات تقلص تدريجيا وجود عملاء جهاز المخابرات الإسرائيلية “شاباك” في الميدان في قطاع غزة.
وأضاف: “كان لذلك أثر على عملية جمع المعلومات، والسيطرة على الميدان”.
وذكر: “في العام 2005 بعد الانسحاب الكامل من قطاع غزة تم البدء بنظام جديد للعمل، (حيوانات الميدان)؛ التي كان مطلوبا منها معرفة المنطقة، والعادات فيها، من رفح لخانيونس وحتى قلب غزة. أجبروا على البحث عن مهارات أخرى وطرق متطورة للعمل”.
وأضاف: “لقد مرت خمس سنوات على عملية الجرف الصامد، وتصر مؤسسة الجيش على إلغاء مصطلح الجناح العسكري وإطلاق وصف جيش حماس”.
ولفت النظر إلى أن حماس “نجحت في استعادة قوتها من الأيام التي سبقت العملية، ولكن في الوقت نفسه شدد على أن المنظمة غير قادرة على تهريب الأسلحة بكميات كبيرة، وبالتالي اضطرت لتطوير وتصنيع الصواريخ ذاتيًّا”.
وادعت المصادر العبرية أن “حماس تستعد للحرب على المستويات الإستراتيجية والنظامية والتكتيكية، وتحقيقا لهذه الغاية تدرّب 6 ألوية عادية ووحدات النخبة للعمليات البرية والتحت أرضية والبحرية”.
واستطردت: “حماس تعد الكثير من أنواع الأسلحة مثل الطائرات دون طيار والقناصة والسفن وبشكل أساسي يخططون ويعدون البنى التحتية للقتال على الرغم من أنهم يفضلون البقاء في الوضع الحالي”.
نهاية الهدوء وبداية الاستنزاف
وتحت عنوان “نهاية الهدوء وبداية الاستنزاف”، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”: إنه في حرب عام 2014، أُطلق 4225 صاروخًا وقذيفة هاون من قطاع غزة على “إسرائيل”، وفي عام 2015 انخفض العدد إلى 27 صاروخًا وقذيفة هاون، وبعد ذلك بعام 2016 ارتفع إلى 46، وفي عام 2017 أُطلق 87 صاروخًا وقذيفة هاون.
وأشارت إلى أن القفزة الدرامية في إطلاق الصواريخ من قطاع غزة كانت في (عام 2018)، “حيث أُطلق 1378 صاروخًا باتجاه إسرائيل، ما يمثل نهاية الهدوء بعد أكثر من ثلاث سنوات على عملية الجرف الصامد وبداية الاستنزاف المتمثلة في مسيرات العودة”.
وكتب المحلل الإسرائيلي يوآف ليمور في صحيفة “يسرائيل هيوم”: “تفهم القيادة السياسية والأمنية العليا أن أي عملية واسعة في غزة، ستنتهي في أحسن الأحوال عند نقطة البداية الحالية، وفي أسوأ الأحوال من حيث يُطلب من إسرائيل السيطرة وتمويل ورعاية غزة وسكانها”.
وعدّ أنه في حال شنّ حرب؛ فإن “الوضع سوف يتدهور كثيرًا، ويتطلب مشاركة دولية عميقة”.
ورأى: “لذلك تواصل إسرائيل إعطاء الأولوية لحل التهدئة، لكن من المشكوك فيه أن يكون هذا ممكنًا في الأشهر القادمة، بسبب الحملة الانتخابية، والتي بدورها تُطرّف المواقف وتقلل من فرص التوصل لحل وسط”.
وزعم أن “الخلافات حول القضايا الأساسية؛ المال والطاقة وقضية جنود الجيش الإسرائيلي الأسرى في غزة، ستُشعل حربًا. الفترة المقبلة على الرغم من الردع المتبادل ستظل متوترة وسيتطلب من الجيش الحفاظ على استعداده الشديد للتصعيد”، على حدّ تعبيره.
وأشار إلى أن “إسرائيل” تحاول الحفاظ على التفوق الاستخباراتي الذي يمكنها من أن تكون دائمًا متقدمة خطوة واحدة على الأقل.
وذكر أن “إسرائيل” نفذت مجموعة واسعة من العمليات العلنية والسرية، وكانت إحداها العملية التي فشلت في خانيونس كمثال واحد فقط.