متخصص بالشأن الفلسطيني

هل تفتعل أميركا حرباً لتفادي الانقسام الداخلي؟ لتصدير أزماتها، وتتورّط في توتّرات عسكرية الصين وروسيا.

هل تفتعل أميركا حرباً لتفادي الانقسام الداخلي؟ لتصدير أزماتها، وتتورّط في توتّرات عسكرية الصين وروسيا.
الميادين – ليلى نقولا

حاجة أميركية ملحّة إلى خلق عدو في الخارج من أجل إعادة اللُّحمة إلى الداخل وتخطّي الانقسامات في المجتمع والجيش.

في مقال لافت ومثير للاهتمام، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، في الـ 17 من كانون الأول/ديسمبر الحالي، مقالاً كتبه ثلاثة جنرالات متقاعدين في الجيش الأميركي، بعنوان “على الجيش الاستعداد الآن لانتفاضة 2024”.
يشير الجنرالات، في مقالهم، إلى القلق الشديد من فكرة “نجاح الانقلاب في المرة المقبلة”، معتبرين أن القلق يتأتّى من أنه “في السادس من كانون الثاني/يناير 2020، شارك عدد مثير للقلق من المحاربين القدامى وأفراد الخدمة الفعلية في الجيش في الهجوم على مبنى الكابيتول”. وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 1 من كل 10 من المتهَمين في الهجمات على الكابيتول لديه سِجِلّ خدمة في الجيش.
لذا، يعتبر كتّاب المقال أن التاريخ قد يتكرّر مرة أخرى، وأنه “في انتخابات متنازَع عليها”، مع انقسام الولاءات في الولايات المتحدة، سوف ينقسم الجيش الأميركي، بحيث يتبع البعض أوامر القائد الأعلى للقوات المسلحة “الشرعي”، بينما يتبع البعض الآخر أوامر المرشح الخاسر. ويشير كتّاب المقال إلى “سابقة” رفض الجنرال توماس مانشينو، القائد العام لحرس أوكلاهوما الوطني، أمراً من الرئيس بايدن يقضي بتلقيح جميع أفراد الحرس الوطني ضد فيروس كورونا. ادّعى مانشينو أن قائده العام هو الحاكم الجمهوري للولاية، وليس الرئيس بايدن.
كاتبو المقال، أي الجنرالات الثلاثة المتقاعدون، ليسوا وحدهم من حذّر من إمكان أن يقوم ترامب والحزب الجمهوري بانقلاب في حال خسرا الانتخابات عام 2024. في وقت سابق، كانت مجلة The Atlantic حذّرت من أن “انقلاب ترامب المقبل بدأ بالفعل”، مؤكدة أن “الـ 6 من كانون الثاني/يناير كان مجرد تمرين، وأن الحزب الجمهوري، بقيادة دونالد ترامب، بات في وضع أفضل كثيراً لتخريب الانتخابات المقبلة”. ويشير كاتب المقال في “أتلانتيك” إلى أنه، لأكثر من عام حتى الآن، وبدعم ضمني وصريح من قادة الحزب، يبني الجمهوريون أجهزة لسرقة الانتخابات. ويضيف “لقد درس المسؤولون المنتخَبون في أريزونا وتكساس وجورجيا وبنسلفانيا وويسكونسن وميتشيغان وولايات أخرى، حملة دونالد ترامب الشاملة لإلغاء انتخابات 2020، ودرسوا نقاط الفشل، واتَّخذوا خطوات ملموسة لتجنب الفشل في المرة المقبلة”.
إلى أيّ مدىً تبدو هذه الهواجس محقّة؟
– واقعياً، وعلى الرغم من أن الانقسام والتنوع هما سمة الولايات المتحدة الأميركية اللافتة، فإنه منذ مجيء ترامب إلى الحُكم في الولايات المتحدة، ارتفع منسوب الشعبوية وبثّ الكراهية بين المجتمعات المتعددة في الولايات، وتَرَسَّخ الانقسام العمودي على نحو لم يسبق له مثيل.
– يُضاف إلى ما سبق، أن التطورات التي حدثت بعد “غزوة الكابيتول”، وعدمَ قيام المؤسسات الأميركية بمحاسبة أي مسؤول قام بتحريض المتظاهرين على العنف والشغب، تدفع إلى التساؤل بشأن الرسالة التي يمكن استخلاصها من الإفلات من العقاب الذي حدث سابقاً، ومدى إمكان تكراره في المستقبل.
– إن الانسحاب الفوضوي من أفغانستان أعطى انطباعاً عن فشل قيادة المؤسسة العسكرية الأميركية واستخباراتها في التخطيط والتنفيذ، والأهم: التنبّؤ.
– إن الأزمات الاقتصادية تولّد عادة إمكاناً في تجذُّر الشعبوية ونجاحها وتوسّعها. هذا ما حدث في إثر الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008، بحيث ارتفع منسوب الحنق الشعبي الأميركي على المؤسسة السياسية الأميركية، على نحو غير مسبوق، وخصوصاً بعد أن قام البنك الفيدرالي، بدعم من الكونغرس والحزبين الجمهوري والديمقراطي، بتعويم البنوك ومؤسسات “وال ستريت”، وتمّ ترك الطبقات الفقيرة والمتوسطة لمصيرها بعد أن انهارت الأسهم وفقد المواطنون بيوتهم ومدَّخراتهم.
اليوم، في موازاة ارتفاع الشعبوية، وتجذّر الانقسام المجتمعي نتيجة عدة عوامل، تعاني الولايات المتحدة الأميركية ارتفاعَ معدّل التضخم إلى 6.8٪ في عام 2021، وهو أعلى مستوى منذ عام 1982. منذ إعلان إنهاء حالات الإغلاق بسبب كورونا في الصيف الماضي، ارتفعت الأسعار على نحو كبير في عدد من القطاعات، بما في ذلك الغاز والغذاء والسكن.
يُعيد عدد من الخبراء الاقتصاديين أسباب التضخّم الكبير هذا إلى السياسات التي يتَّبعها المركزي الفيدرالي، بينما يقول آخرون إن سياسة توزيع الأموال الهائلة التي قامت بها إدارة الرئيس بايدن، بعد إجراءات كورونا، هي السبب في ذلك التضخم، وإنها أدّت إلى بطالة مقنّعة لم يسبق لها مثيل.
بناءً عليه، وبما أن الأخطار التي تواجهها الولايات المتحدة الأميركية نتيجة الانقسام، حزبياً ومجتمعياً، وارتفاع العنصرية، وهي أخطار حقيقية، وقد تدفع إلى انقسام الجيش الذي يبدو اليوم مرآة للمجتمع المنقسم، بعد أن كان المؤسسةَ التي لا تتأثر بالخلافات الحزبية، والتي نأت بنفسها دائماً عن الصراع الحزبي الأميركي… نتيجة لتلك الأخطار الداخلية، والخوف من انقسام الجيش، قد تحتاج المؤسسات الأميركية إلى تصدير أزماتها إلى الخارج. وهكذا، تغدو الحاجة إلى خلق عدو في الخارج أكثر إلحاحاً، وذلك من أجل إعادة اللُّحمة إلى الداخل، وتخطّي الانقسامات الداخلية في المجتمع والجيش. وبناءً عليه، وفي ظل حاجة المؤسسة الأميركية الحاكمة إلى عدوّ لتصدير أزماتها، يُخشى أن تتورّط الولايات المتحدة الأميركية، ومعها حلف “الناتو”، في توتّرات عسكرية مع كل من الصين وروسيا.

آخر الأخبار
احتجاجات الجامعات الأميركية والأوروبية ضد دعما لفلسطين وضد الحرب غزة تتصاعد، والتوتر بين الطلاب والش... ظهور وتفقد "السنوار” وأبو عبيده لجبهات القتال يمزقان ما تبقى من ادعاءات وأكاذيب نتنياهو وجيشه ويصيبه... مصادر تكشف لـ”رأي اليوم”: دول عربية قدّمت عُروضًا “مُغرية” لحركة “حماس” لنزع سلاحها مُقابل الحُصول ع... انتقام إيران من"إسرائيل"وتوجيه صواريخها ومسيراتها في عمق الكيان:المسرح والمتفرجون-الوجود الأمريكي في... قراءات الإعلام والخبراء بالشؤون الإسرائيلية .. انتصر الإيرانيون قبل أن يطلقوا صواريخهم علينا.. اللقاء التضامني الفلسطيني - السوري مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق إصابة ثلاثة مستوطنَين بعملية دهس غرب مدينة القدس المحتلة، وتخبط وإرباك في صفوف الشرطة.* الخامنئي: القوات المسلحة قدمت صورة جيّدة لقدراتها وأثبتت قوة إرادة شعبنا وإمكانياته على الساحة الدول... السيد عبد الملك الحوثي: لا يمكن أن يكون هناك استقرار والعدو الصهيوني محتلا لفلسطين *رئیس الجمهوریة الإيرانية إبراهيم رئيسي: دور اليمن ومبادراته وخطواته الشجاعة في البحر الأحمر وتجاه ا... عيد البعث والجلاء والقضية الفلسطينية العرض التعبوي للفصائل الفلسطينية #طوفان_الأحرار #طوفان_الأقصى #طوفان_الأحرار تحضيرات شباب فصائل الم.#قاومة الفلسطينية في مخيم اليرموك...للعرض الع.#سكري في يوم الق... مسيرات جماهيرية حاشدة نصرةً لغزة وللمقاومة الفلسطينية، ودعما للمواقف والقرارات الشجاعة لقائد الثورة ... مشروع القرار لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة، حظي بتأييد 12 عضواً من أصل 15، وامتناع بريطانيا وسويسرا... العرض التعبوي لشباب فصائل المقاومة الفلسطينية في مخيم اليرموك بالعاصمة دمش بمناسبة يوم القدس العالمي... مقتطفات مترجمة من خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي اليوم الخميس الموافق - 18.4.2024 - 9 ش... خالد عبد المجيد لجريدة الوفاق: نعتمد على ارادة شعبنا وصموده الأسطوري ومقاومته الباسلة وقوى محور المق... "صحيفة إسرائيلية": 4 ملفات مصيرية ستحدد مستقبل "إسرائيل" في الشرق الأوسط (عيد البعث والجلاء والقضية الفلسطينية)...ندوة سياسية فكرية في قاعة السابع من نيسان بدمشق. الضربة الانتقامية الايرانية لمواقع ومطارات كيان الإحتلال تمثل تحولا استراتيجیا في الصراع مع العدو ال... #أطفال فلسطين لونا دياب طوفان_الأحرار #طوفان_الأقصى #يوم_القدس_العالمي من مخيم اليرموك معرض فني سينوغرافي في مخيم اليرموك يحاكي بطولات المقاومة وصمودها مخيم الوافدين تحضيرات العرض العسكري في يوم #القدس_العالمي بريف دمشق مخيم السيدة زينب (سلام الله عليها) تحضيرات العرض العسكري في يوم #القدس_العالمي