متخصص بالشأن الفلسطيني

مخرجات اجتماع الفصائل الفلسطينية ببيروت.. ورام اله هل ترى “النور”؟ (تحليل)

مخرجات اجتماع الفصائل الفلسطينية ببيروت.. ورام اله هل ترى “النور”؟ (تحليل)

عبّر المحللون عن “خيبة آمالهم” إزاء ما استعرضته قادة الفصائل من مواقف، خلال خطاباتها في الاجتماع، واصفين لغة الخطابات بـ”التصالحية الخالية من الإجراءات العملية” التي كان ينتظرها الشعب الفلسطيني.

محللون سياسيون فلسطينيون، في تصريحات لهم قالوا:
– المعطيات على أرض الواقع تدفع بمخرجات الاجتماع بعيدا عن التطبيق.
– لا يوجد رغبة حقيقية لتجاوز المرحلة الحالية خاصة إنهاء الانقسام، وبناء نظام ديمقراطي
– القضايا التي كانت عالقة بين حركتي فتح وحماس، ما زالت كما هي، ولم تتغير
– تفاؤل حذر يسود الشارع الفلسطيني إزاء إمكانية تنفيذ المخرجات
– تشكيل لجان لبحث قضايا وطنية، يؤدي إلى المماطلة في تنفيذها
استبعد محللون سياسيون، تطبيق الفصائل الفلسطينية لمخرجات اجتماع الأمناء العامين الذي عقد في العاصمة اللبنانية بيروت، ، بالتزامن مع مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلّة.

ورغم أن المحللين اعتبروا في أحاديث منفصلة عقد المؤتمر، بعد نحو 9 أعوام من تأجيله، خطوة إيجابية، إلا أنهم استبعدوا أن يكون حجرا يُمكن البناء عليه.

وعبّر المحللون عن “خيبة آمالهم” إزاء ما استعرضته الفصائل من مواقف، خلال خطاباتها في الاجتماع، واصفين لغة الخطابات بـ”التصالحية الخالية من الإجراءات العملية” التي كان ينتظرها الفلسطينيون.

ويعتقد المحللون من خلال قراءة الخطابات أن الفجوة بين الفصائل “ما زالت كبيرة”، خاصة فيما يتعلق بالبرامج السياسية، وموقفها المُتباين من إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية.

وعقد الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية، الخميس، اجتماعا، بمدينتي رام الله، وبيروت، بشكل متزامن، لمناقشة “تحديات القضية الفلسطينية”.

واتفق قادة الفصائل، خلال الاجتماع، على ضرورة “تحقيق الوحدة الوطنية وإعادة ترتيب البيت الداخلي للتصدي للتحديات والمؤامرات التي تواجه القضية الفلسطينية”.

وأجمع القادة، على أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة تاريخية “خطيرة” في ظل “صفقة القرن” الأمريكية، وخطة الضم الإسرائيلية لأجزاء من الضفة الغربية المحتلة، والتطبيع العربي مع إسرائيل.

ونص البيان الختامي للاجتماع على ضرورة “تشكيل لجنة تقدم رؤية استراتيجية، خلال 5 أسابيع، لتحقيق إنهاء الانقسام”، و”تشكيل لجنة وطنية لقيادة المقاومة الشعبية الشاملة”.

** تغطية لحالة التعثّر

ووفق الكاتب والمحلل السياسي عبد المجيد سويلم، فإن أجواء من التفاؤل الحذر تسود الشارع الفلسطيني، إزاء إمكانية تطبيق مخرجات اجتماع بيروت، وذلك لوجود خشية من أن يكون هذا الاجتماع تغطية لحالة التعثّر الفلسطينية.

وقال: “الشعب الفلسطيني يأمل أن تكون هناك محاولات جادة لتجاوز الواقع والذهاب لإجراءات حقيقية”، لكنه حذر من أن يكون الاجتماع تغطية لحالة التعثر ورشوة للمجتمع الفلسطيني أكثر من ما هي برامج ونية وخطوات حقيقية لتجاوز الواقع.

ووصف سويلم الاجتماع بـ”المهم وذلك نظرا لخطورة المرحلة التي يعيشها الفلسطينيون”، لكن “التجربة السابقة فيما يتعلق بالمصالحة ووحدة البرنامج النضالي والشراكة السياسية، كانت مريرة بسبب المشكلات التي تتعلق –بالدرجة الأولى- بمصالح الانقسام”، كما قال.

كما أن التجربة السابقة واجهت عقبات حالت دون تحقيق المرجو، سواء كانت العقبات “داخلية أو إقليمية”، الأمر الذي يزيد من حالة الحذر لدى الشعب من الإفراط في التفاؤل، على حدّ قوله.

واعتبر أن ما جاء في الاجتماع “لم يشمل قضايا محسومة سلفا، تشي برغبة حقيقية في الذهاب لتجسيد حالة الوحدة”، مشيرا إلى عدم “وجود خارطة طريق لدى الفصائل للخروج من المأزق”.

وتابع: “مثلا لم يتم الحديث عن اعادة بناء م.ت.ف، ولا آليات إنهاء الانقسام، هناك الكثير من المشكلات بدون أن نجد آليات محددة يصعب الحديث عن تفاعل حقيقي”.

وحتى الآن، لم تنضم حركتا حماس والجهاد الإسلامي، لمنظمة التحرير، التي يقودها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (زعيم حركة “فتح”)، وتطالب الحركتان بـ”إصلاح” المنظمة، كي “تُمثّل الشعب الفلسطيني، بكافة مكوناته”.

وأوضح سويلم أن مسار حل الأزمة الداخلية الفلسطينية يكون عبر مرحلتين الأولى “لملمة الجراح”، والثانية “التأسيس لمرحلة مجابهة من خلال بناء نظام ديمقراطي راسخ وقوي يذهب بالشعب نحو الشراكة السياسية الملزمة”.

ولا يستبعد المحلل السياسي أن يصل الفلسطينيون لمرحلة “لملمة والتئام الجراح”، كما لن “تبقى مرحلة بناء النظام الديمقراطي بعيدة”.

ويسود أراضي السلطة الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة) انقسام سياسي منذ يونيو/ حزيران 2007، بسبب خلافات حادة بين حركتي “فتح” و”حماس” (أكبر حزبين في فلسطين)، ولم تفلح وساطات إقليمية ودولية في إنهائه.

** مُصالحة بعيدة

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم، قال إن قادة الفصائل حرصوا خلال خطاباتهم على تبادل “المجاملات والجمل التصالحية، والحديث عن الشراكة، بينما غابت بشكل واضح أسس توصيف الواقع والتدهور الحاصل في القضية”.

وبيّن إبراهيم أن بُعد هذه الخطابات عن المضامين “الإجرائية يجعل منها خطابات إنشائية”، مستبعدا تطبيقها على أرض الواقع.

وأوضح أن الحديث عن تشكيل لجان لبحث آلية المصالحة “يعني في طبيعة الحال أن هذا الملف لن يتحقق”، مرجعا ذلك إلى عدم وضع “حلول جذرية للقضايا التي كانت عالقة في ملف المصالحة، والتي منعت تطبيقه على مدار سنوات”.

وأضاف: “من أراد المصالحة، كان عليه أن يعلن عن خطوات إجرائية تقرب من التطبيق الكامل لهذا الملف، كرفع إجراءات السلطة (تديرها فتح) عن قطاع غزة، وإتاحة الحريات للعمل السياسي في الضفة وغزة”.

وأشار إلى أن “قادة الفصائل لم يتعلموا من أخطاء الماضي في إدارة هذا الملف، ما يشي بأن عدم التنفيذ هو أمر وارد بدرجة كبيرة”.

وتابع: “كما غابت الرغبة في الحديث بشكل حقيقي عن إعادة بناء النظام السياسي على أسس يشارك بها الكل الفلسطيني بعيدا عن هيمنة السلطة ورؤيتها لهذا النظام”.

كما بيّن الاجتماع، وفق إبراهيم، الاختلاف الكبير في البرامج السياسية بين حركتي “فتح” و”حماس”، فيما يتعلق بالبرنامج النضالي، الذي تتبنى فيه الأولى المسار السياسي التفاوضي والمقاومة الشعبية لإقامة دولة على حدود عام 1967، بينما تتبنى الثانية كل أدوات النضال بما فيها العسكرية.

** خلاف على إصلاح المنظمة

الكاتب والمحلل السياسي تيسير محيسن، رأى في تأثير خلاف الحركتين على ملف إعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية وإصلاحها، مؤشرا يدفع بمخرجات الاجتماع بعيدا عن التنفيذ.

ويقول إن هذا الملف من الملفات الجوهرية لدى حركة “حماس”، حيث يفتح باب الشراكة السياسية ويمنع حالة التفرد بالقرار الفلسطيني، ويوحّد البرنامج النضالي للفصائل لمواجهة العدو.

وتابع: “لم يطرأ جديد على موقف الحركتين فيما يتعلق بإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، فحركة حماس ما زالت تتمسك بضرورة إصلاح المنظمة، وإعادة تشكيلها، ومن ثم السماح للكل الفلسطيني بالانضمام إليها”.

كما تعارض “حماس”، وفق محيسن، مسار التسوية السلمية الذي تتباه المنظمة؛ حيث يشكّل هذا المسار هاجسا لديها ولدى حركة الجهاد الإسلامي.

وبيّن أن حركة “فتح” تعارض ذلك الأمر، حيث أنها “توافق على التشكيلة الحالية للمنظمة أو مؤسساتها”.

ومن جانب آخر، رأى محيسن أن محتوى الخطابات لم يشر إلى صدق النوايا بإنهاء الوضع الفلسطيني الحالي، وبدء مرحلة جديدة تقوم على التوافق والشراكة السياسية.

وأكمل: “لم تضم قرارات متعلقة بقضايا لها علاقة بالتخفيف عن المواطنين في غزة، نصت على تشكيل لجان لتحقيق الوحدة، وتوحيد المقاومة الشعبية”.

ويعتقد أن تشكيل اللجان، لبحث القضايا الوطنية دائما وعلى مدار سنوات، كانت تؤدي إلى “المماطلة أو تأجيل خطوات التنفيذ”.

غزة/ نور أبو عيشة

آخر الأخبار
مشروع الاتفاق الإطاري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي رعته قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية* عبد المجيد: نحيي الشعب اليمني الشقيق وفصائل المقاومة والقوى والهيئات والفعاليات الوطنية الفلسطينية ت... عمليات حزب الله الرادعة والمتصاعدة تجاه مواقع جيش الإحتلال..وتواصل العمليات النوعية ضد العدو الصهيون... محذرين من اقتحام رفح..حركة أنصار الله تعلن بدء المرحلة الرابعة من التصعيد ضد "إسرائيل"تحت عنوان (وفا... مصادر عبرية: بلينكن ناقش "الرؤية العربية" لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في قطاع غزة وفتح مسار سياسي ... مسؤولون إسرائيليّون يدرسون خطة للإشراف على قطاع غزة بمشاركة مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات ... المبادئ الأساسية لمقترح الاتفاق بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، الاتفاق من 3 مراحل أسا... حزب الله يُعرِّض الجبهة الداخليّة في كيان العدو للخطر الكبير..تهجير سُكّان الشمال انتصار إستراتيجي ل... خارطة طريق من 4 مراحل.. مصدر فلسطيني يكشف تفاصيل الورقة العربية للسداسي الذين اجتمعوا في الرياض لإقا... حركة أنصار الله تبثّ مشاهد غير مسبوقة لقصف سفينة بطائرة مسيّرة قيادة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تلتقي قيادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وتقدم التهاني بإنتها... عبد المجيد في حديث صحفي له اليوم :"الانتفاضة في الضفة الغربية تشكل منعطفا حاسما في الصراع مع الصهيو... القسام يستدرج قوة صهيونية إلى كمين ألغام وسط قطاع غزة ومقتل 3 جنود صهاينة وإصابة 11 ويستهدف قيادة ال... الزلزال الإيراني وبسالة قوى المقاومة الذي ضرب عقيدة التفوّق الإسرائيلي..والمهانة التي شكّلتها الصوار... احتجاجات الجامعات الأميركية والأوروبية ضد دعما لفلسطين وضد الحرب غزة تتصاعد، والتوتر بين الطلاب والش... ظهور وتفقد "السنوار” وأبو عبيده لجبهات القتال يمزقان ما تبقى من ادعاءات وأكاذيب نتنياهو وجيشه ويصيبه... مصادر تكشف لـ”رأي اليوم”: دول عربية قدّمت عُروضًا “مُغرية” لحركة “حماس” لنزع سلاحها مُقابل الحُصول ع... انتقام إيران من"إسرائيل"وتوجيه صواريخها ومسيراتها في عمق الكيان:المسرح والمتفرجون-الوجود الأمريكي في... قراءات الإعلام والخبراء بالشؤون الإسرائيلية .. انتصر الإيرانيون قبل أن يطلقوا صواريخهم علينا.. اللقاء التضامني الفلسطيني - السوري مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق إصابة ثلاثة مستوطنَين بعملية دهس غرب مدينة القدس المحتلة، وتخبط وإرباك في صفوف الشرطة.* الخامنئي: القوات المسلحة قدمت صورة جيّدة لقدراتها وأثبتت قوة إرادة شعبنا وإمكانياته على الساحة الدول... السيد عبد الملك الحوثي: لا يمكن أن يكون هناك استقرار والعدو الصهيوني محتلا لفلسطين *رئیس الجمهوریة الإيرانية إبراهيم رئيسي: دور اليمن ومبادراته وخطواته الشجاعة في البحر الأحمر وتجاه ا... عيد البعث والجلاء والقضية الفلسطينية