متخصص بالشأن الفلسطيني

كفى تحاملا على الأخوة الفلسطينيين والسوريين..قليل من التبصر يا ألي الألباب.

كفى تحاملا على الأخوة الفلسطينيين والسوريين..قليل من التبصر يا ألي الألباب.
معن بشور
بيروت: خطاب التحريض العلني أو الضمني على الأخوة الفلسطينيين والسوريين، كما خطاب التحريض الطائفي والمذهبي ضد هذا المكون اللبناني أو ذاك، ليس مرفوضا لأسباب وطنية وقومية وأخلاقية وإنسانية فحسب، بل مرفوض لأسباب تتصل بالاستقرار اللبناني، والاقتصاد اللبناني، أو ما تبقى من اقتصاد لبناني..
فالتحريض على اي جماعة لبنانية أو مقيمة في لبنان تؤدي إلى إثارة مخاوف وهواجس عدة تشكل بدورها التربة الخصبة لأي مشروع فتنوي أو إرهابي أو تقسيمي يهدد البلاد، بل إن التحريض نفسه هو عامل التفجير الأساسي الذي دفع لبنان، بأبنائه والمقيمين على أرضه أبهظ الأثمان بسببه..
فالجميع يعلم أن الفلسطينيين موجودون في لبنان، بغير إرادتهم، وأنهم يناضلون منذ عشرات السنين، ويقدمون الشهداء بعشرات الالاف، من أجل العودة إلى بلادهم، وما من أمر يعيق عودتهم إلى بلادهم سوى إدخالهم في حروب مع الشعوب المضيفة التي من المفترض أن تخوض إلى جانبهم معركة العودة والتحرير..
فإسقاط التوطين ،الذي نص الدستور اللبناني في مقدمته على رفضه، معركة مشتركة بين اللبناني الذي لا يتحمل وجود هذا العدد البشري على أرضه المحدودة المساحة، والمحكومة بجملة اعتبارات معقدة، والفلسطيني الذي يؤكد، ولو كان يقيم في أغنى بلدان العالم، أن لا أرض عنده أغلى من أرض فلسطين، ولا وطن أعز من الوطن الفلسطيني.. ولا كرامة له إلا في وطنه الأم..
فهل التحريض بين يوم وآخر ضد الفلسطيني يؤدي إلى مقاومة التوطين، أم أنه يسهل من خلال الفتنة تحقيق مشروع التوطين نفسه، وقد قلت في بدايةالتسعينيات من هذا القرن في ندوة عقدها المنتدى القومي العربي في دار الندوة أن “فتنة التوطين تؤدي إلى توطين الفتنة”، ولعل ما شهدناه في لبنان من حرب فتنوية امتدت أكثر من 15 عاما هو أكبر دليل على عبثية هذا التحريض وخطورته التفجيرية..
ولن ندخل هنا في تعداد إسهامات الأخوة الفلسطينين “اللبنانية”، على صعيد العلم والثقافة والإبداع والاقتصاد والأعمال، ومساهمتهم عبر العاملين من أبنائهم في الخارج بإرسال تحويلات مالية كبيرة كانت أحد موارد لبنان من العملة الصعبة، فلقد كانت مقالة الأستاذ طلال سلمان” الفلسطينيون جوهرة الشرق الاوسط” رائعة في ابراز دور الفلسطينيين في النهضة اللبنانية العامة خير معبر عن هذه الحقائق.
أما الأخوة السوريون، فهم أيضا ضحايا حرب كونية لعينة استهدفت بلدهم، ودمرت دولتهم، وحاصرت دور وطنهم وموقعه التاريخي والجغرافي معا، وهم كانوا دائما شركاء مع اللبنانيين في مراحل نهوضهم، سواء كعمال كادحين أو كمتمولين كبار، كما أن سورية كانت تفتح ذراعيها لكل لبناني، وإلى أي جماعة انتمى، ممن كانت ظروف صعبة تدفعه إلى مغادرة بيته لأشهر أو سنوات.
وبدلا من أن نكتفي بالحديث عن العبء الذي يشكله وجودهم في لبنان، وهو بالتأكيد عبء حقيقي رغم المليارات من الدولارات التي دخلت إلى الخزينة من الخارج لاغاثتهم، يجب أن نسعى لوضع اليد مع الحكومة السورية لتأمين العودة الآمنة والكريمة لهم، خاصةأن بلادهم الحمد لله قد نجحت في إعادة الأمن إلى الجزء الأكبر من ربوعها، وأن نضغط بكل الوسائل على القوى الخارجية ، وهي معروفة للجميع، وفي مقدمها الولايات المتحدة وادواتها، والتي تحول دون عودتهم إلى بلادهم في محاولة منها لاستخدامهم في أجندات “مواصلة الحرب” على سورية بأشكال جديدة، وزعزعة الاستقرار فيها، وهناك أكثر من سيناريو يجري تداوله بهذا الصدد..
ثم الا يدرك أصحاب الخطاب التحريضي، على اختلاف مواقعهم، أنهم يزرعون أحقادا بين شعوب تربطها عبر القرون وشائج قربى وروابط أخوة، ومصالح مشتركة، فتعيش المنطقة بأسرها أجواء توتر دائم وتفجر مستمر، يكون لبنان ضحيتها الأولى، لاسيما أن بوابته إلى العمق العربي والإقليمي هي البوابة السورية. وان مطامع العدو الصهيوني في أرضه وكيانه ونفطه ليست خافية على أحد.
إلا ان أخطر ما في الخطاب التحريضي ،المنتشر هنا وهناك، هو حين يساوي أصحابه بين الوجود المدني الفلسطيني والسوري، وهو وجود اضطراري كما يعرف الجميع، وبين الاحتلال الإسرائيلي والمشروع الإرهابي التدميري، وكلاهما ثمرة مشروع أكبر يستهدف وحدة مجتمعنا، واستقرار بلادنا، وتدمير مقومات نهوضنا.
وهذا الخطاب الذي لا يميز بين الجلاد والضحية هو كما يعرف الجميع، خطاب غير أخلاقي وغير إنساني، وغير عادل في الوقت نفسه.
أما الذين يعتقدون أن الخطاب التحريضي، طائفيا كان أم مذهبيا أم عنصريا، قد يحقق لهم مكاسب سياسية أو انتخابية، مشابهة لما كان يحصل في السابق، فهم مخطئون جدا، لأن ظروف اليوم هي غير ظروف الأمس، علما أن نتائج خطاب الأمس التحريضي لم تأت سوى بالوبال على لبنان وعلى أصحاب هذا الخطاب نفسه..وإلى الجماعات التي يدعون حمايتها.
من المعروف أن “أول الحرب كلام” وأن من يطلق كلامه على عواهنه إرضاء لعصبية أو غريزة أو جماعة، أنما يسيء إلى نفسه أولا وإلى الجماعة التي ينتمي إليها ثانيا، وإلى وطننا الغالي لبنان دائما..
قليلا من التبصر يا أولي الألباب، فالتبصر وحده طريقنا لمنع التفجر.

آخر الأخبار
عبد المجيد: نحيي الشعب اليمني الشقيق وفصائل المقاومة والقوى والهيئات والفعاليات الوطنية الفلسطينية ت... عمليات حزب الله الرادعة والمتصاعدة تجاه مواقع جيش الإحتلال..وتواصل العمليات النوعية ضد العدو الصهيون... محذرين من اقتحام رفح..حركة أنصار الله تعلن بدء المرحلة الرابعة من التصعيد ضد "إسرائيل"تحت عنوان (وفا... مصادر عبرية: بلينكن ناقش "الرؤية العربية" لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في قطاع غزة وفتح مسار سياسي ... مسؤولون إسرائيليّون يدرسون خطة للإشراف على قطاع غزة بمشاركة مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات ... المبادئ الأساسية لمقترح الاتفاق بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، الاتفاق من 3 مراحل أسا... حزب الله يُعرِّض الجبهة الداخليّة في كيان العدو للخطر الكبير..تهجير سُكّان الشمال انتصار إستراتيجي ل... خارطة طريق من 4 مراحل.. مصدر فلسطيني يكشف تفاصيل الورقة العربية للسداسي الذين اجتمعوا في الرياض لإقا... حركة أنصار الله تبثّ مشاهد غير مسبوقة لقصف سفينة بطائرة مسيّرة قيادة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تلتقي قيادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وتقدم التهاني بإنتها... عبد المجيد في حديث صحفي له اليوم :"الانتفاضة في الضفة الغربية تشكل منعطفا حاسما في الصراع مع الصهيو... القسام يستدرج قوة صهيونية إلى كمين ألغام وسط قطاع غزة ومقتل 3 جنود صهاينة وإصابة 11 ويستهدف قيادة ال... الزلزال الإيراني وبسالة قوى المقاومة الذي ضرب عقيدة التفوّق الإسرائيلي..والمهانة التي شكّلتها الصوار... احتجاجات الجامعات الأميركية والأوروبية ضد دعما لفلسطين وضد الحرب غزة تتصاعد، والتوتر بين الطلاب والش... ظهور وتفقد "السنوار” وأبو عبيده لجبهات القتال يمزقان ما تبقى من ادعاءات وأكاذيب نتنياهو وجيشه ويصيبه... مصادر تكشف لـ”رأي اليوم”: دول عربية قدّمت عُروضًا “مُغرية” لحركة “حماس” لنزع سلاحها مُقابل الحُصول ع... انتقام إيران من"إسرائيل"وتوجيه صواريخها ومسيراتها في عمق الكيان:المسرح والمتفرجون-الوجود الأمريكي في... قراءات الإعلام والخبراء بالشؤون الإسرائيلية .. انتصر الإيرانيون قبل أن يطلقوا صواريخهم علينا.. اللقاء التضامني الفلسطيني - السوري مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق إصابة ثلاثة مستوطنَين بعملية دهس غرب مدينة القدس المحتلة، وتخبط وإرباك في صفوف الشرطة.* الخامنئي: القوات المسلحة قدمت صورة جيّدة لقدراتها وأثبتت قوة إرادة شعبنا وإمكانياته على الساحة الدول... السيد عبد الملك الحوثي: لا يمكن أن يكون هناك استقرار والعدو الصهيوني محتلا لفلسطين *رئیس الجمهوریة الإيرانية إبراهيم رئيسي: دور اليمن ومبادراته وخطواته الشجاعة في البحر الأحمر وتجاه ا... عيد البعث والجلاء والقضية الفلسطينية العرض التعبوي للفصائل الفلسطينية #طوفان_الأحرار #طوفان_الأقصى