الى القاعدين، والقدس والأقصى وفلسطين مِنْ بحرها إلى نهرها محتلة، وهم راضون أن يَحْيَوا تحت بساطير الاحتلال، ويقولون لنا:” إذهبوا أنتم وربّكم فقاتلوا وقاوموا” كل عام وأنتم في عبوديتكم بخير.
الى المقاومين القابعين في سجون الاحتلال، الباصقين في وجه حراسهم، لا يديرون ظهورهم خائفين أو قانتين بل تواجهون الباطل بالحق، كل عام وأنتم في عنفوانكم الوطني بخير.
الى أسَرِ الشهداء الباكين، أطفالا ونساء وشيوخا، وأمهات وزوجات متشحات بالسواد، جائعين ومحرومين فرح الأعياد، ويشعرون بفراغ جَنَبات بيوتهم من أحبائهم الذين في قبورهم تيجان وأكاليل غارٍ على جباه شعبهم، تنظرون الى أنوار أرواحهم تتلألأ كالنيّؤات في السماء كل عام وأنتم على رجاء البعث بخير.
إلى المشتّتين في خيام اللجوء تعيشون الفقر والجوع والعري والبرد والإذلال وانتم تحلمون بالعودة ولو حفاة الأقدام ، وتتحفّزون كالنسور لتَجْثموا على حقولكم وتحتضنوا أشجاركم وتقبّلوا حجارة بيوتكم المهدمة تُشَمِّرون عن أذرعكم لبنائها، كل عام وأنتم في صبركم وثباتكم بخير وسلامة.
إلى الواقفين بشموخ الرجال، تحفرون صخرا وترابا لتصلوا نقطة الصفر للالتحام بعدوكم وأنتم تشرّعون بنادق الأحرار، تهزونها وتُصَرِّفون على أسناكم منتظرين ساعة الصفر للإنقضاض على الغزاة ودحرهم لتحرير أرضكم وشعبكم وقدسكم ومقدساتكم كل عام وأنتم في ظلمة خنادقكم وأنفاقكم بخير وعِزّة.
الى الساهرين على حماية صحة الفلسطينيين في أرجاء فلسطين التاريخية ومقاومة جائحة ووباء كورونا والذين يهدمون قلاع الخوف التي بناها حول شعبهم المستوطنون الغزاة أطبّاء وممرين وممرضات، كل عام وأنتم في حذركم بالكمّامات بخير وعافية.
إلى القدس وأهل الرباط فيها وإلى الأقصى والقيامة ومهد المسيح وحماة الوطن الساهرين على تخومها، وإلى الحالمين بالرصاصة الأولى ألّا تكون الأخيرة ساهرين على تعبئة شعبهم ليَرُدّوا على صفقة القرن وضمّ الاغوار وشمال البحر الميت والمستوطنات والضفة الغربية، كل عام وأنتم في تجذّركم وصمودكم وإصراركم بخير.
رمضان مبارك على جميعكم.
اخوكم
الأب منويل مسلم
بيرزيت 24/4/ 2020