في ذكرى القائد الوطني الكبير”أبو موسى”نموذج الالتزام بالقيم والأهداف والمبادئ نموذج العطاء الملتزم بقضايا شعبه.
خالد عبد المجيد
كان له الدور الريادي في مسيرة التصحيح وفي صلابة المواقف والتمسك بالحقوق الوطنية والتاريخية…
في رثاء رفاق الدرب تعجز الكلمات عن الوفاء لهم , ومهما حاولت أن تعبر عن مشاعرك اتجاه الشهداء , فلن تستطيع التعبير عن مكنونات الوفاء في داخلك , فكيف عندما ترثي رفيق درب مثل القائد الوطني الكبير أبو موسى . الذي كان له الدور الريادي في مسيرة المقاومة وفي مسيرة التصحيح وفي صلابة المواقف والتمسك بالحقوق الوطنية والتاريخية .
أبو موسى علم من أعلام ثورتنا الفلسطينية المعاصرة . رائد من رواد الثبات على المبادئ والقيم والأهداف التي انطلقت من أجلها هذه الثورة . قائد من القيادات الفتحاوية الأصيلة . التي بنت أسس العمل العسكري المنظم داخل حركة فتح والثورة الفلسطينية .
أذكره في طليعة من التحق بصفوف الثورة في الساحة الأردنية. وفضل الالتزام بقضايا شعبه على كل الامتيازات والمكاسب الشخصية التي كانت متوفرة له وهو في الجيش الأردني .
اصطف مع رفاق له إلى جانب حقوق شعبه , وظل وفياً لهذه الحقوق حتى استشهاده . كان له الدور الرئيس في صياغة وتأليف قوى المناهضة للتسوية منذ الخروج من بيروت عام 82 . فكانت مسيرة التحالف الوطني, وجبهة الإنقاذ الوطني, وتحالف القوى الفلسطينية ولجنة المتابعة العليا للمؤتمر الوطني الفلسطيني. هذه الصيغ التي حافظت على مسيرة المقاومة ضد الاحتلال وتمسكت بكامل الحقوق الوطنية والتاريخية . وتصدت للانحراف والتنازل عن الحقوق الفلسطينية ومناهضة مشاريع التسوية وخاصة اتفاقات أوسلو وملحقاتها . كان لها الدور في تفجير وتطور الانتفاضة ضد الاحتلال .
أبو موسى مسيرة طويلة من العطاء لحركته وقضيته . لم يكن يوماً متردداً في المواقف , بل كان حاسماً واضحاً وضوح الشمس . في الوقت الذي كنا نرى فيه المناورات والتكتيكات التي أدت إلى ما أدت إليه لمن كانوا في خط المقاومة . حيث نراهم اليوم الحريصين على ما يسموه العقلانية والتهدئة والهدنة . أما أولئك المراهنون على المفاوضات والتسوية , فلم يكن لديه أية أوهام اتجاههم . خاصة بعد أن عقدت اجتماعات الحوار في القاهرة فكثيراً ما كان ينبه من المحظور ومن الوقوع في الوضع الذي أصبحت هذه القوى تقع فيه اليوم.
أخي أبو موسى, افتقدناك في الزمن الصعب حيث تتعرض سوريا لمؤامرة من أشرس المؤامرات وأنت الوفي لسوريا وللقومية العربية وللإسلام .
افتقدناك ونحن في أمسّ الحاجة لمواقفك ودورك الحريص على العطاء والعمل من أجل شعبك وقضيتك لكن عزاءنا أن لك إخوة ورفاق درب في حركة فتح وفي الفصائل يكملون المسيرة . وملتزمون بذات الأهداف والمبادئ والمواقف التي التزمت بها طيلة حياتك.
وفاؤنا لك أن نستمر في العطاء للشعب والقضية. ونعاهدك أننا سنبقى أوفياء لمسيرة النضال والكفاح حتى نحقق أهداف شعبنا وأمتنا. لن نستكين رغم الصعاب لن نرضخ للأعداء رغم تكالبهم . لن نساوم على الحقوق رغم محاولات من هم ممسكون بالقرار الفلسطيني. سنبقى عل ذات النهج من أجل قضية شعب هي من أقدس القضايا ومن أجل حقوق وطنية وتاريخه لن نسمح بالمساس بها مهما كلف ذلك من تضحيات وسيبقى شعبنا وفياً لقضيته وقياداته الملتزمة بالمبادئ والقيم والأهداف وأنت في مقدمتهم.
تحية لك في استشهادك, وتحية لكل الشهداء.
خالد عبد المجيد
Nedal Alshaab، محمد سعد وشخص آخر