“الخبر ماترون لا ماتسمعون” استشراف لطبيعة المعركة الاعلامية وامساك بأهم مفاتيح النصر.
“الخبر ماترون لا ماتسمعون” استشراف لطبيعة المعركة الاعلامية وامساك بأهم مفاتيح النصر.
عندما استخدم الســيد حـسن نصــر لله التركيب اللفظي المتعلق ب “الخبر ما تــرون لا ما تسـ.ـمعون” إنما كان استشراف لطبيعة المــعركة الإعلامــية وامساك بأحد أهم مفاتيح النـصر فيها.
فالسـيد أراد أن يثبت معـ.ـادلة لردع العقول عن التغييب… قوامها إذا أردتم أن ننــتصر بهذه المــعـركة فلا تجعلوا من أنفسكم الخاصرة الرخوة للمـقاومة فتؤتى المـقاومـة بأهلها …
لا تنصتوا السمع الا لوعد الله { فَإِذا جاءَ وَعدُ أولاهُما بَعَثنا عَلَيكُم عِبادًا لَنا أُولي بَأسٍ شَديدٍ فَجاسوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعدًا مَفعولًا }[ الإسراء:٥
عينكم على الميدان …. فهذا ليس زمن رفاهية الرأي والرأي الآخر …
لا تسمعوا لشذاذ التحليل ومنجمي هذا العصر ممن جعلوا لأنفسهم الوصاية على سلوك المـقاومــين.
ولا لبعض من يدعون بأنهم من مثقفي المـقاومة فاحتضنوا رواية الأوراق… وتوازن القوى… والخطوط الحمراء … وتجاهلوا فقه المقـاومة المتعلق ب قوله تعالى:
{ أَم حَسِبتُم أَن تَدخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمّا يَأتِكُم مَثَلُ الَّذينَ خَلَوا مِن قَبلِكُم مَسَّتهُمُ البَأساءُ وَالضَّرّاءُ وَزُلزِلوا حَتّى يَقولَ الرَّسولُ وَالَّذينَ آمَنوا مَعَهُ مَتى نَصرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصرَ اللَّهِ قَريبٌ }[ البقرة: ٢١٤ ]
“الخبر ما تـرون لا ما تسـمعون”
فالاحتلال قادر على صناعة الوهم واستحداث الفرضيات من خلال سلب السّمع ورهن العقل لجملة من السرديات التي يتعامل في بنائها على جيوش من المفكرين والمنظرين ومهندسي الإدراك.
فرضيات استطاع الاحتلال أن يعيد تركيبها بالوهم لتصبح حقيقة تحت وطأة سذاجة المتلقي
فرضيات يُؤخذ العاقل بها فيتتبع آثارها وتختلط عليه الحقائق … حتى ينتقل من مثقف فاعل إلى مثقف متردد إلى مثقف خائف.
ويتبناها الجاهل وهو في زهوة العالم بخفايا الأمور والممسك بخيوط المعــركة فيتداولها وينخر في جسد المــقاومة بفعل أشد من وطأة أي سـلاح آخر.
نعم أدرك السيــد مرارة سطوة الإعلام المعـادي على سلوك حواضــن المقـاومة فقال لهم “الخبر ما تــرون لا ما تسـمعون”
فمن أراد حقيقة أن ننـتصر على الاحـتلال لا بدّ له أن يسلم بقدرة الله على صناعة الفرق على أيدي عباده المـجاهـدين.
فلا تخذلوهم وقد أحسنوا العدّة والعتاد وانظروا فقط لحسن فعلهم وجهــادهم.
{ إِذ جاءوكُم مِن فَوقِكُم وَمِن أَسفَلَ مِنكُم وَإِذ زاغَتِ الأَبصارُ وَبَلَغَتِ القُلوبُ الحَناجِرَ وَتَظُنّونَ بِاللَّهِ الظُّنونا(١٠) هُنالِكَ ابتُلِيَ المُؤمِنونَ وَزُلزِلوا زِلزالًا شَديدًا (١١) وَإِذ يَقولُ المُنافِقونَ وَالَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسولُهُ إِلّا غُرورًا }[ الأحزاب: ]
الصحفي الفلسطيني – رامي الحاج سعيد