مع بدء دخول بري محدود.. “إسرائيل”لا تستطيع القيام باجتياح واسع..حزب الله بإنتظار جيش الإحتلال..تطورات مفاجئة في الساعات المقبلة ستحدد مصير المنطقة..
مع بدء دخول بري محدود.. “إسرائيل”لا تستطيع القيام باجتياح واسع..حزب الله بإنتظار جيش الإحتلال..تطورات مفاجئة في الساعات المقبلة ستحدد مصير المنطقة..
بيروت: على قدم وساق يستعد الجيش الإسرائيلي لتنفيذ أخطر المراحل التي يخشاها باجتياح لبنان برًا بشكل تدريجي، وذلك وفقًا للأوامر التي وجهها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي أكد بأن “إسرائيل” مقبلة على “أيام خطيرة وصعبة” بعد اغتيال الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله.
ورغم أن الإعلام العبري الموجه والتصريحات التي تصدر من قادة الجيش والمسؤولين الإسرائيليين أجمعت على قرب ساعة انطلاق العملية البرية، التي يبدوا أنها بدأت إلا أن هناك الكثير من الترجيحات تؤكد أن “تل أبيب” تخشى كثيرًا اتخاذ هذه الخطوة لما تحمله من مخاطر كبيرة على أمنها وجيشها وما يخبئه “حزب الله” من مفاجآت.
والساعات الماضية، تطرّق الإسرائيليون، من عسكريين وسياسيين وإعلاميين، إلى فرضية اجتياح لبنان، ونقلت صحيفة “معاريف” العبرية، عن مصادر إسرائيلية مطلعة قولها إن “العملية البرية في لبنان ستكون محدودة في حال المصادقة عليها”، وقرار شنّها “لم يتخذ بعد ولكن الجيش مستعد لذلك”.
وتزامن هذا المعطى مع معطيات مماثلة لسلطات مستوطنة “كريات شمونة” والقائد السابق للقيادة الشمالية لجيش الاحتلال يائير غولان، داعية إلى شنّ هجوم بري في لبنان، في المقابل تحدثت صحيفة “هآرتس” العبرية عن “تقديرات بأن الجيش يعاني نقصاً بنحو عشرة آلاف جندي، مع مواجهة حرب متعددة الجبهات وإرهاق في صفوف الجنود”.
وعملياً، هل يمكن للاحتلال غزو لبنان مرة ثالثة بعد عامي 1978 و1982، ففي 14 مارس/آذار 1978، اجتاح الإسرائيليون بـ25 ألف جندي جنوب لبنان وصولاً إلى نهر الليطاني، بحجة دفع منظمة التحرير الفلسطينية إلى خلف النهر.
وكان لبنان حينها قد دخل العام الثالث من حربه الأهلية، التي بدأت في عام 1975 وانتهت في عام 1990.
وأطلق الإسرائيليون على اجتياحهم اسم “عملية الليطاني” ودام سبعة أيام، حتى 21 مارس 1978، وأدى إلى استشهاد أكثر من ألف شخص، ونزوح بين 100 ألف و250 ألف شخص في لبنان. بعد 21 مارس 1978، تراجع الاحتلال إلى الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة تاركاً منطقة جنوب الليطاني بعهدة طرفين: “جيش لبنان الجنوبي” (تابع لإسرائيل) بقيادة الرائد المنشق عن الجيش اللبناني سعد حداد، وقوة الأمم لمتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).
وفي 6 يونيو/حزيران عام 1982، اجتاح الاحتلال لبنان مجدداً تحت مسمى “عملية سلامة الجليل” بقيادة وزير الدفاع آرييل شارون، واتخذ الاحتلال حينها من محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في بريطانيا شلومو أرغوف، في 3 يونيو 1982، ذريعة لاجتياح لبنان.
هذا الاجتياح بحدّ ذاته كان الأكثر أهمية في تاريخ الشرق الأوسط، بسبب اجتياح الجيش الإسرائيلي بيروت، باعتبارها ثاني عاصمة عربية يجتاحها بعد القدس المحتلة، بقوات من 78 ألف جندي، ووفق مذكرات إسرائيلية، قرر شارون التمهيد للهجوم عبر الإيحاء لرئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت، مناحيم بيغن، بأن هدف العملية هو “المقاومين الفلسطينيين عن الحدود”، لكن شارون اعتمد سياسة “خداع بيغن”، وفق تلك المذكرات، إذ مع كل تقدم للجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية، كان شارون يشرح لبيغن “ضرورة التقدم أكثر”، وذلك “من أجل إسكات المدافع”، ووفق هذا المبدأ، وصل جيش الاحتلال إلى بيروت.
وقالت هيئة البث إن “الجيش الإسرائيلي يجري استعدادات جدية لعملية برية محدودة في لبنان”، مضيفة أن “المستوى السياسي (الحكومة) يفكر جديا في تنفيذ العملية البرية المحدودة ”.
ويدعي مسؤولون إسرائيليون، حسب تقارير إعلامية في الأيام القليلة الماضية، أن العملية البرية المحتملة ستهدف إلى إقامة “منطقة أمنية عازلة جنوب لبنان”.
واشنطن تقول أنه كان ينبغي التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل و”حزب الله”، وعدم الانجرار إلى مواجهة عسكرية واسعة.
ويخيم الغموض على مستقبل المواجهة الراهنة منذ أن اغتالت مقاتلات حربية إسرائيلية الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله في غارة على مبنى بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت الجمعة.
كذلك أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بيتر ليرنر، أنه يجري الاستعداد لتنفيذ عمليات برية محتملة في لبنان، بينما كشفت القناة 12 أن “المهمة هي إضعاف حزب الله قدر الإمكان حتى يتم التوصل إلى اتفاق سياسي لوقفه”.
وأشار المتحدث بحسب شبكة “سي إن إن ” إلى أن “رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي تحدث مع قوات الاحتياط في وقت سابق من هذا الأسبوع حول هذا الخيار”.
وأوضح أن “الهدف الأساسي للجيش الإسرائيلي في ما يتعلق بحزب الله هو استعادة الأمن والسلامة في شمال إسرائيل حتى يتمكن 60 ألف إسرائيلي تم إجلاؤهم من المنطقة من العودة إلى ديارهم”.
ومن ناحيته قال مصدر أمني رفيع في الجيش الإسرائيلي: “نجمع معلومات استخباراتية بشأن استعدادات حزب الله وخاصة قوة الرضوان قبل الدخول البري، نُعد خططا عملياتية جديدة لإجراء تغييرات في جنوب لبنان والمنطقة”.
هذا وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الإثنين، إن بلاده لا تريد وقف إطلاق النار في لبنان، وتصر على انسحاب حزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني، ونقلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية “كان-ريشت بيت”، عن كاتس قوله إن “إسرائيل تريد انسحاب حزب الله إلى ما بعد الليطاني ونزع سلاحه”.
وأبلغ وزير الخارجية الإسرائيلي نظراءه في 25 دولة أوروبية وعالمية أن الحكومة الإسرائيلية لا تريد وقفا لإطلاق النار في لبنان، موضحًا أن تطبيق كل قرارات مجلس الأمن السابقة حول لبنان، سيتيح التوصل إلى وقف إطلاق النار.
وطالما لم يحدث ذلك، أضاف كاتس: “ستواصل “إسرائيل” إجراءاتها لضمان أمن مواطني “إسرائيل” وعودة سكان الشمال إلى منازلهم”.
وأمام هذه التطورات الساخنة..
ماذا ينتظر “إسرائيل” في لبنان؟ وهل يستطيع الجيش على اتخذا الاجتياح الواسع..؟ وهل سيكون للدول العربية وبعض دول العالم موقف آخر للبنان يختلف عن موقفها عن غزة؟ الساعات والأيام القادمة والميدان ستجيب على ذلك..
غزة: خاص بـ “رأي اليوم”- نادر الصفدي: