متخصص بالشأن الفلسطيني

خطاب محمود عباس في الأمم المتحدة خطاب استجدائي توسلي ومسيء لتاريخ وحاضر الشعب الفلسطيني النضالي

خطاب محمود عباس في الأمم المتحدة خطاب استجدائي توسلي ومسيء لتاريخ وحاضر الشعب الفلسطيني النضالي

عليان عليان
في الوقت الذي سطر فيه شعبنا العربي الفلسطيني بالأمس، صفحةً مشرقة في قطاع غزة الأشم وفي الضفة الغربية المنتفضة، وفي الوقت الذي أكد ويؤكد فيه أهل القدس عروبتها بالتضحيات الجسام ، خرج علينا رئيس السلطة ، ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية “محمود عباس- أبو مازن”، بخطاب في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 16 أيار (مايو) الجاري، بمناسبة الذكرى أل ( 75) للنكبة، يتوسل فيه الحماية من المجتمع الدولي قائلاً :” من شان الله أحمونا…ألسنا نحن بشر، وحتى الحيوانات يجب حمايتها”.
فالفقرة التي وردت بالنص في خطابه، والتي ضجت بها وسائل التواصل الاجتماعي ولا تزال تتفاعل حتى اللحظة، كانت وفق النص التالي: “لماذا لم يوفر المجتمع الدولي وجلس الأمن الدولي الحماية لنا ، نتعرض للقتل والذبح يومياً، احمونا احمونا.. من شان ألله احمونا، ألسنا نحن بشر، حتى الحيوانات يجب حمايتها”… هذه الفقرة بالإضافة إلى فقرات أخرى ، أثارت غضب جماهير الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، ورأت فيها إهانة للشعب العربي الفلسطيني، ولتاريخه النضالي على مدى أكثر من مائة عام ،ولعشرات الآلاف من الشهداء ومئات الآلاف من الأسرى.
ولم يكتف رئيس السلطة – رئيس منظمة التحرير- بعبارات التوسل الذليلة ، لكنه تجاهل عن عمد المقاومة الفلسطينية، التي انطلقت في ستينات الماضي، وبعد حرب عام 1967، والتي أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية، بوصفها قضية حقوق تاريخية ووطنية مشروعة للشعب الفلسطيني ،وليس بوصفها قضية لاجئين، والتي في ضوئها اعترف النظام العربي الرسمي، ومعظم دول العالم بمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ، وصدرت قرارات من الأمم المتحدة تباعا، تؤكد على حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وعلى حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وغير القبلة للتصرف، وبطلان ضم القدس وعدم شرعية الاستيطان ألخ
كما تجاهل في خطابه المقاومة الفلسطينية قبل وبعد توقيع اتفاقيات أوسلو المشؤومة عام 1993 ، ولم يأت على ذكر انتفاضتي الحجارة ( 1987- 1993) وانتفاضة الأقصى (2000-2006) ولا على ذكر بقية الهبات اللاحقة ، وتجاهل الانتصارات التي حققتها فصائل المقاومة في قطاع غزة ، في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتكرر عام 2008-2009 ، 2012 ، 2014 ، وتجاهل معركة سيف القدس في مايو ( أيار) 2021 التي أذلت العدو الصهيوني، ودفعت نتنياهو لتوسل الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، للتدخل من أجل إقناع المقاومة بوقف إطلاق النار .
ad
وتجاهل صفحة المقاومة المشرقة، التي قادتها غرفة العمليات المشتركة في المواجهة الأخيرة تحت اسم “معركة ثأر الأحرار”، ولم يأت على ذكرها سوى بتبسيط وتسخيف “بأنها أسفرت عن مقتل “امرأة إسرائيلية” واحدة ،لأن هذه الصفحة كشفت عورة السلطة وتنسيقها الأمني المذل، وكشفت حقيقة أن المقاومة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وكشفت بؤس خيار السلطة التسووي، في حين راح رئيس وزراء السلطة محمد اشتية يلهث وراء الحدث، بإدانة الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني ويطالب شأنه شأن رئيسه بالحماية الدولية، وكأنه رئيس لوزراء حكومة “بوركينا فاسو” في قارة فريقيا.
لقد قدم رئيس السلطة سرداً تاريخياً مفصلاً بشأن نشوء القضية الفلسطينية والتآمر البريطاني والأمريكي على الشعب الفلسطيني، منذ صدور وعد بلفور عام 1917، مؤكداً أن النكبة حصيلة مؤامرة صهيو بريطانية أمريكية ، كما قدم سردية موسعة حول جرائم الاحتلال والاستيطان وعدم تطبيق الأمم المتحدة لعشرات القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وعلى عدم ديمقراطية الكيان الصهيوني الذي يعتدي على أراضي الغير بالقوة ، ليصل في خطابه المأساوي ، إلى طرح مناقض لأهداف الشعب الفلسطيني وثوابته الوطنية ، طرح يأمل منه استدرار عواطف المجتمع الدولي، عبر تذكيره بما يلي:
“أن الشعب الفلسطيني يقبل بقيام دولة فلسطينية على(22) في المائة فقط من أرض وطنه التاريخي ، ويعترف ب(إسرائيل) ويستعد للعيش بجانبها بأمن وسلام وحسن جوار، وأنه يقبل بقرارات الشرعية الدولية كلها ، وبمبادرة قمة بيروت العربية عام 2002 “الأرض مقابل السلام” وبأن إسرائيل، هي التي تنكرت وتراجعت ،عن تفاهمات العقبة وشرم الشيخ التي جرت بحضور الولايات المتحدة ومصر والأردن، قبل أن يجف الحبر الذي كتبت به..ألخ”
وهو بهذا التذكير لا يحمل القيادة المتنفذة لمنظمة التحرير ، وزر الفواحش التي ارتكبتها بحق القضية الفلسطينية، منذ توقيعها اتفاقيات أوسلو التصفويه عام 1993 وحتى اللحظة الراهنة ، ويعلن زوراً وبهتاناً “أن الشعب الفلسطيني هو الذي قبل بقيام دولة فلسطينية على (22) في المائة فقط من فلسطين التاريخية ، وأن هذا الشعب يعترف ب (إسرائيل) ويستعد للعيش بجانبها بأمن وسلام “…. متجاهلاً حقيقة أن الشعب الفلسطيني بريء من كل ما تفوه به، وأنه يشعل مقاومة باسلة في الضفة والقطاع ومناطق 1948، وفق استراتيجية تستهدف تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني ، وإنهاء الوجود الصهيوني في فلسطين .
ويختم رئيس السلطة خطابه ب”الديباجة” المكررة في مختلف البيانات: “إن أهم شرط لتحقيق السلام والأمن في المنطقة ،يكمن في الإقرار بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وقيام دولته الفلسطينية ذات السيادة ،على حدود الرابع من حزيران وبالقدس الشرقية عاصمة لها ، وحل قضية اللاجئين على أساس القرار 194، وإطلاق جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ، ولا يمكن أن يتحقق السلام والأمن بغير ذلك”
لكن هذه الديباجة التي يجري تسويقها إعلاميا تتناقض ( أولا)ً مع مضامين اتفاقي أوسلو( 1) وأوسلو (2) الذي أخضع (60) في المائة من مساحة الضفة للسيطرة الإسرائيلية وتتناقض (ثانياً) مع اتفاقية باريس الاقتصادية التي تجعل من الكيان الفلسطيني المنتظر تابعاً وحديقة خلفية للكيان الصهيوني ، وتتناقض (ثالثاً) مع مفهوم السيادة الوطنية عبر التزام قيادة السلطة بنهج التنسيق الأمني مع العدو ، لإفشال نهج المقاومة الذي يخوضه الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة … هذا كله ناهيك أن موضوع الدولة الفلسطينية بات وراء ظهر كل من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة.
ومن نافلة القول أن هذه ” الديباجة- البرنامج الوطني المزعوم ” التي تطرحها قيادة السلطة والقيادة المتنفذة في المنظمة ، تحتاج إلى استراتيجية المقاومة لتنفيذها ، وليس استراتيجية التوسل تحت عنوان ” من شان ألله احمونا” واللهاث وراء سراب المفاوضات منذ عام 1993 وحتى اللحظة الراهنة ، فهذه القيادة باتت عملياً في الصف المعادي للمقاومة ، من خلال التنسيق الأمني ، ومن خلال موافقتها على ترتيبات أمنية في قمتي العقبة وشرم الشيخ ، تستهدف اجتثاث المقاومة من الضفة الغربية.
وأخيراً لفت انتباهي ما جاء في خطابه ، إصراره على العودة إلى بلدته ” صفد ” في مناطق 1948 ، وهو بذلك يناقض ما سبق وأن صرح به قبل أكثر من عشر سنوات ، بأنه لا يريد العودة إلى بلدته “صفد ” ، ويناقض أيضاً موقفه الرافض لحق العودة، الذي أكده في الخطاب الذي القاه في جلسة افتتاح ما يسمى “بمنتدى الحرية والسلام الفلسطيني” في مقر السلطة في مدينة رام الله ، في 7 شباط – فبراير 2019، وأعلن فيه “بأنه لن يسمح بعودة (5) ملايين لاجئ فلسطيني إلى ديارهم، مكذباً ادعاءات الإعلام الإسرائيلي بهذا الصدد…..
كاتب فلسطيني

آخر الأخبار
قراءات الإعلام والخبراء بالشؤون الإسرائيلية .. انتصر الإيرانيون قبل أن يطلقوا صواريخهم علينا.. اللقاء التضامني الفلسطيني - السوري مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق إصابة ثلاثة مستوطنَين بعملية دهس غرب مدينة القدس المحتلة، وتخبط وإرباك في صفوف الشرطة.* الخامنئي: القوات المسلحة قدمت صورة جيّدة لقدراتها وأثبتت قوة إرادة شعبنا وإمكانياته على الساحة الدول... السيد عبد الملك الحوثي: لا يمكن أن يكون هناك استقرار والعدو الصهيوني محتلا لفلسطين *رئیس الجمهوریة الإيرانية إبراهيم رئيسي: دور اليمن ومبادراته وخطواته الشجاعة في البحر الأحمر وتجاه ا... عيد البعث والجلاء والقضية الفلسطينية العرض التعبوي للفصائل الفلسطينية #طوفان_الأحرار #طوفان_الأقصى #طوفان_الأحرار تحضيرات شباب فصائل الم.#قاومة الفلسطينية في مخيم اليرموك...للعرض الع.#سكري في يوم الق... مسيرات جماهيرية حاشدة نصرةً لغزة وللمقاومة الفلسطينية، ودعما للمواقف والقرارات الشجاعة لقائد الثورة ... مشروع القرار لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة، حظي بتأييد 12 عضواً من أصل 15، وامتناع بريطانيا وسويسرا... العرض التعبوي لشباب فصائل المقاومة الفلسطينية في مخيم اليرموك بالعاصمة دمش بمناسبة يوم القدس العالمي... مقتطفات مترجمة من خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي اليوم الخميس الموافق - 18.4.2024 - 9 ش... خالد عبد المجيد لجريدة الوفاق: نعتمد على ارادة شعبنا وصموده الأسطوري ومقاومته الباسلة وقوى محور المق... "صحيفة إسرائيلية": 4 ملفات مصيرية ستحدد مستقبل "إسرائيل" في الشرق الأوسط (عيد البعث والجلاء والقضية الفلسطينية)...ندوة سياسية فكرية في قاعة السابع من نيسان بدمشق. الضربة الانتقامية الايرانية لمواقع ومطارات كيان الإحتلال تمثل تحولا استراتيجیا في الصراع مع العدو ال... #أطفال فلسطين لونا دياب طوفان_الأحرار #طوفان_الأقصى #يوم_القدس_العالمي من مخيم اليرموك معرض فني سينوغرافي في مخيم اليرموك يحاكي بطولات المقاومة وصمودها مخيم الوافدين تحضيرات العرض العسكري في يوم #القدس_العالمي بريف دمشق مخيم السيدة زينب (سلام الله عليها) تحضيرات العرض العسكري في يوم #القدس_العالمي مخيم خان دنون تحضيرات العرض العسكري في يوم #القدس_العالمي مخيم خان الشيح تحضيرات العرض العسكري في يوم #القدس_العالمي مخيم اليرموك تحضيرات العرض العسكري في يوم #القدس_العالمي يديعوت أحرونوت": ليلة الهجوم الإيراني كانت مهزلة استراتيجية و "فشل استراتيجي" لـ"إسرائيل" بسبب سوء ا...