قلق إسرائيلي من ماكنة حماس الإعلامية.. “تقف خلف الذئاب المنفردة
قلق إسرائيلي من ماكنة حماس الإعلامية.. “تقف خلف الذئاب المنفردة”
بالتزامن مع تصاعد التوتر العسكري بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، فإن جبهة أخرى نشبت بينهما تتمثل في العمل الدعائي والإعلامي، وما يصفه الاحتلال بنشاط متزايد من قبل حركة حماس ومؤثريها على الإنترنت ووسائل الإعلام.
واعتبر إعلام الاحتلال، أن ما تقوم به ماكنة “حماس” يعدّ مقدمة لتمهيد الطريق لاستمرار مزيد من التصعيد، كما يتضح مما كشفه جهاز الأمن الإسرائيلي العام- الشاباك عن كيفية قيام كبار قادة الحركة بالتحريض عبر التحكم عن بعد لإثارة الشارع الفلسطيني من خلال الفيديوهات و”جنود الكيبورد”.
نير دفوري، المراسل العسكري للقناة 12، زعم أن “الإسرائيليين لا يحتاجون للتذكير بالتهديد الذي تشكله حماس في جميع القطاعات: من إطلاق الصواريخ التي عادت في الجولة الأخيرة، إلى الهجمات المسلحة، وإيجاد المزيد من النقاط الساخنة في جميع أنحاء فلسطين المحتلة، وهذه التهديدات تستمر في تحدي الاحتلال من عدة جبهات مختلفة، وفي نفس الوقت، وتواصل التأجج والاشتعال”.
وأضاف في تقرير أن “جهاز الشاباك كشف لأول مرة عن ما تملكه حماس من ماكنة تحريض دعائية واسعة هدفها التصعيد ضد الاحتلال، وهو ما اتضح خلال شهر رمضان الأخير، وقبله وبعده، تعبّر ظاهرة “الذئاب المنفردة” الخاصة بالعمليات الفردية نموذجا للتحريض الذي تنفذه الحركة عبر رواية تزرعها الحركة في غزة، وتحرض عليها من خلال مقاطع فيديو تدريبية على تنفيذ الهجمات، وزرع الرسائل، ووسائل الإعلام التي تكتسب الشرعية”.
وأشار إلى أنه “يتم توزيع هذا المحتوى في إطار ملفات شخصية مخصصة على شبكات التواصل الاجتماعي، ثم تتردد أصداؤه على المنصات الإعلامية الأخرى لحماس، مع أن هذا ليس تحريضًا من قبل أفراد في حماس، بل هو حملة منظمة هجومية وكثيفة الموارد من جانب الحركة، هدفها تحفيز وتحريض أعداد كبيرة من الفلسطينيين على تنفيذ العمليات الفدائية، وقد كان جزءا من أسلوب عملها منذ تأسيسها، لكنها هذه المرة تعتمد على تقنيات التوزيع الجماهيري، خاصة شبكات التواصل الاجتماعي”.
وزعم أن “العمل الدعائي الخاص بحماس ينزع الصفة الإنسانية عن الاحتلال، ويمجّد الشهداء، ويشجع على المزيد من العمليات الفدائية، والهدف النهائي هو المبالغة في ترديد هذه السردية بين الجمهور الفلسطيني المستهدف بحيث تؤدي للتصعيد، عبر استخدام روايات حساسة من جانبه كالمطالبة بالإفراج عن الأسرى، والحديث عن ظروفهم داخل السجن، وبالطبع الحديث عن المسجد الأقصى، حيث تستخدم ماكنة حماس الدعائية شبكات التواصل لبث مقاطع فيديو ومحتوى بصري قصير ينتشر بسرعة”.
وأوضح أن “كبار مسؤولي حماس يستخدمون المقابلات والتصريحات والشبكات الاجتماعية للتحريض علناً على الاحتلال، وإشعال قضايا حساسة وفق الروايات الراسخة، مثل اقتحام اليهود للأقصى، حيث يراقب أمن الاحتلال عن كثب الرسائل المنتشرة على الإنترنت”.
وزعم أن “وراء هذه الماكنة الإعلامية منظومة معلوماتية كثير الخبرة والمال، تُسخَّر له جميع أجهزة الحركة، وعلى رأسها مكتبها الإعلامي الرئيسي، وبالتعاون المكثف مع قادة الحركة في مختلف القطاعات، وهذا المكتب نظام متعدد الطبقات ذو بنية تحتية فعالة للسيطرة على الإعلام الفلسطيني، والخطاب العام، وتشكيلهما، بل التأثير على الخطاب بشكل أوسع في العالم العربي من خلال فرق واسعة من وسائل الإعلام والمصورين والعاملين في وسائل التواصل، والمؤثرين على الشبكة الذين يشاركون بإعداد المحتوى، وتوزيعه على المنصات”.
وأشار إلى أن “حملات حماس الإعلامية عبر الإنترنت تهدف لتعزيز الرسائل، وتوسيع الجمهور المستهدف عبر المنشورات لإثارة الشارع الفلسطيني، بزعم أن لدى حماس مجموعة واسعة ومعقدة من الأدوات والمواقع والمنصات والصحافيين المنزليين، وعبرهم تنجح حماس بنشر تحريضها تحت غطاء التقارير الإخبارية، مع الاستفادة من المساحة المتاحة للشبكات الاجتماعية، عبر مختلف وسائلها التي تعتبر أرضا خصبة للتحريض، وترديد رسائل الحركة في مدح الشهداء، ونشر صور جثث القتلى الإسرائيليين، وتشجيع نشاط المقاومة”.
ونقل عن مسؤولي الشاباك أن “الغرض من كل هذه المنشورات إحياء الشارع الفلسطيني لأحداث الاحتجاجات، بإقامة علاقات وثيقة مع قنوات فضائية عربية ودولية “متعاطفة” مع رسائل حماس، للتأثير على خطاباتها المقدمة، والترويج للروايات المؤيدة لحماس، والمناهضة للاحتلال، ما يجعل من “جنود لوحة المفاتيح” لحماس يخوضون جانبا آخر في المعركة من أجل الوعي من خلال “جيش حماس الإلكتروني” في الترويج لاستراتيجيتها بالتحريض المستمر، ومواجهة أحداث معينة مثل الهجمات”.
وأوضح أن “جنود لوحة المفاتيح” لحماس يتمتعون بقدرات إنتاج عالية المحتوى كالرسوم المتحركة، ومقاطع الفيديو، والرسومات، والخبرة في نشاط وسائل التواصل، وهذه طريقة الحركة للسيطرة على السردية، وجعل المحتوى التحريضي ينتشر على نطاق واسع، ويؤجج المنطقة، بترديد شعار “الأقصى في خطر”، ومطالبة المسلمين بحمايته”.
يكشف هذا التقرير الأمني الإسرائيلي وجود نوايا عدوانية لدى الاحتلال لمحاربة الماكنة الإعلامية لحماس وباقي قوى المقاومة، من خلال منع وإحباط المنصات والقنوات الدعائية، وتوفر جهد منهجي لإغلاقها، وإزالة ما يعتبره الاحتلال محتوى تحريضياً، بزعم الحيلولة دون إشعال المنطقة، تمهيدا لاحتواء التصعيد القادم، الذي يتسبب الاحتلال بإشعاله عبر أعماله العدوانية.