إقرار إضعاف القضاء سيؤثر سلبا على علاقات ألمانيا وإسرائيل
إقرار إضعاف القضاء سيؤثر سلبا على علاقات ألمانيا وإسرائيل
قال مصدران ألمانيان رفيعا المستوى إنه يتوقع أن يعبر المستشار الألماني، أولاف شولتس، خلال لقائه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في برلين غدا، عن قلق من تبعات خطة الحكومة الإسرائيلية لإضعاف جهاز القضاء، وفق ما نقل عنهما موقع “واللا” الإلكتروني اليوم، الأربعاء.
وحذر أحد المصدرين الألمانيين من أن “إضعاف المؤسسات الديمقراطية في إسرائيل من شأنها أن تؤثر سلبا على العلاقات مع ألمانيا”.
ولفت “واللا” إلى أن ألمانيا هي ثاني أهم حليفة لإسرائيل بعد الولايات المتحدة، وهي دولة الأهم في أوروبا بالنسبة لإسرائيل. ومن شأن تضرر العلاقات معها أن ينعكس على علاقات إسرائيل مع الكثير من الدول الأوروبية.
ورغم أن شولتس لم يتطرق علنا إلى خطة إضعاف جهاز القضاء في إسرائيل، إلا أن مسؤولين ألمان وإسرائيليين يتوقعون أن يتطرق شولتس للخطة خلال مؤتمر صحافي في نهاية لقائه مع نتنياهو.
وستقلع طائرة نتنياهو عند الساعة الخامسة من مساء اليوم بتوقيت القدس. وتجمع منذ الصباح متظاهرون معارضون لخطة إضعاف القضاء في مطار بن غوريون ومحيطه في محاولة لعرقلة حركة السير ووضع مصاعب أمام وصول نتنياهو إلى المطار. وجرت مظاهرة مشابهة في المطار، يوم الجمعة الماضي، ووصله نتنياهو بواسطة مروحية من أجل السفر إلى روما.
ويتوقع تنظيم مظاهرات مقابل الفندق الذي سينزل فيه نتنياهو في برلين، التي يصلها في ساعات المساء. ويشارك في هذه المظاهرات إسرائيليون يسكنون في برلين ويحتجون ضد الخطة.
ويجري نتنياهو، صباح غدا، مراسم تذكارية في برلين لضحايا الهولوكوست، بمشاركة المستشار الألماني. وسيتوجه ظهرا إلى مكتب المستشار حيث سيعقدان لقاء عمل.
وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو أنه سيبحث مع المستشار الألماني في عدد من القضايا السياسية والأمنية، وفي مقدمتها القضية الإيرانية والتطورات في الشرق الأوسط. “وسيشدد نتنياهو على ضرورة منع إيران من حيازة سلاح نووي”، حسب البيان.
ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو مع الرئيس الألماني، فرانك فولتر شتاينماير. ويعتبر الأخير مقرب من الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، وعبر في الأيام الأخيرة عن ضرورة تمرير خطة إضعاف جهاز القضاء بتوافق إسرائيلي واسع، وأعلن تأييده لمساعي هرتسوغ من أجل التوصل إلى تسوية حول الخطة بين الحكومة الإسرائيلية والمعارضة.
وكان من المقرر أن يعود نتنياهو إلى إسرائيل قبل حلول مساء يوم الجمعة المقبل، لكن في أعقاب مداولات أمنية تتعلق بانفجار لغم عند مفترق مجيدو، أول من أمس، تقرر أن يعود نتنياهو غدا إلى إسرائيل.
وزار مستشار الأمن القومي الألماني، يانس بلوتنر، قبل ثلاثة أسابيع إسرائيل والتقى مع نظيره الإسرائيلي، تساحي هنغبي، ووزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، وانضم نتنياهو إلى هذا اللقاء. ونقل بلوتنر رسالة من شولتس إلى نتنياهو، عبر فيها عن قلق ألمانيا من إمكانية المصادقة على خطة إضعاف جهاز القضاء، وفقا لـ”واللا”.
وكانت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، قد قالت لنظيرها الإسرائيلي، إيلي كوهين، خلال مؤتمر صحافي مشترك بينهم في برلين، نهاية الشهر الماضي، إن ألمانيا قلق جدا من تشريعات خطة إضعاف جهاز القضاء ومن طرح مشروع قانون في الكنيست لإعدام أسرى فلسطينيين.
واعتبرت بيربوك أن دولا كثيرة، بينها ألمانيا، تنظر إلى إسرائيل أنها نموذج “لديمقراطية ليبرالية”، ولذلك تثير الخطة القضائية قلقا. وأضافت أن “ألمانيا مقتنعة أن ديمقراطية قوية بحاجة إلى محكمة مستقلة يكون بإمكانها مراقبة قرارات الأغلبية”.