متخصص بالشأن الفلسطيني

اختراق كبير في الشرق الأوسط في مواجهة سياسة القطب الواحد الأمريكي..كيف نظر وتعامل الإعلام الأمريكي مع “المفاجئة الصينية” في اتفاق السعودية وإيران؟

اختراق كبير في الشرق الأوسط في مواجهة سياسة القطب الواحد الأمريكي..كيف نظر وتعامل الإعلام الأمريكي مع “المفاجئة الصينية” في اتفاق السعودية وإيران؟

واشنطن – د ب أ: بقدر ما كان الإعلان عن استعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران مفاجئاً، بقدر ما توقف الكثير من المحللين عند نقطة معينة، ألا وهي رعاية الصين لهذا الاتفاق التاريخي الذي أنهى 7 أعوام من القطيعة.

وأفردت الكثير من الصحف الأمريكية مساحات لهذه الجزئية وما تحمله من دلالات، في مقدمتها تعاظم الدور الصيني اقتصادياً وسياسياً في الشرق الأوسط، على حساب ضعف النفوذ الأمريكي في تلك المنطقة، حسبما رأت صحيفة “نيويورك تايمز”.

وفي بيان الإعلان عن هذا الاتفاق، أبرزت السعودية الدور الذي اضطلعت به الصين وبمبادرة من الرئيس شي جين بينغ “لتطوير علاقات حسن الجوار” واستضافة بلاده مباحثات بين الطرفين خلال الفترة من 6 – 10 مارس/ آذار برئاسة مساعد بن محمد العيبان مستشار الأمن الوطني في المملكة، وعلي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.

كما ركزت صحيفة “واشنطن بوست” على دور الوساطة الذي قامت به بكين بالنسبة للاتفاق الذي تضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران “وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران”، وكذلك التأكيد على “احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”، فضلا عن الاتفاق على عقد لقاء بين وزيري خارجية البلدين قريبا “لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما”، كما نص الاتفاق على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني الموقعة بينهما عام 2001، وكذلك اتفاقية اقتصادية موقعة عام 1998 .

اختراق كبير

ووصفت الصحيفة هذا التطور بأنه “اختراق كبير لتنافس مرير لطالما قسم الشرق الأوسط” ، ولفتت إلى فشل محاولات إدارة الرئيس باراك أوباما إصلاح العلاقات بين السعودية وإيران، الذي كان يرى أن الصراع بينهما يمثل “مصدراً للتوتر الطائفي في المنطقة”.

ونقلت الصحيفة عن جون كيربي ، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي ، ترحيب الولايات المتحدة بالاتفاق ، مع التأكيد على أن واشنطن “لم تكن طرفاً مباشراً” فيه.

واعتبر كيربي أنه ما زال مبكراً الحكم على صمود هذا الاتفاق وأنه “يبقى أن نرى ما إذا كان الإيرانيون سيلتزمون به… هذا ليس نظاماً يفي بكلمته، لذا نأمل أن يفعلوا هذه المرة ونرغب في أن تنتهي الحرب في اليمن”.

وأشارت الصحيفة إلى تمتع اليمن بـ”توقف نادر” للقتال منذ أبريل(نيسان) الماضي بعد تطبيق هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة، على الرغم من انتهاء سريانها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وتحدثت الصحيفة كذلك عن استئناف “قنوات الحوار الخلفية” بين الحوثيين والجانب السعودي.

تقارب سعودي إيراني

ونقلت “واشنطن بوست” عن ميساء شجاع الدين، الباحثة البارزة في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية أن هذه المحادثات “انعكاس أيضا للتقارب السعودي الإيراني”.

من ناحية أخرى، علقت السفارة اليمنية في واشنطن على الاتفاق السعودي الإيراني بالقول: “لا يزال النظام الإيراني المارق يرسل أسلحة فتاكة لميليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، والسفاة اليمنية في طهران لا تزال محتلة”. بينما بدا موقف الحوثيين مرحباً بالاتفاق ، حيث غرد المتحدث باسمهم محمد عبد السلام على تويتر قائلاً :”المنطقة بحاجة لعودة العلاقات الطبيعية بين دولها، تسترد بها الأمة الإسلامية أمنها المفقود نتيجة التدخلات الأجنبية”.

وأشارت واشنطن بوست إلى تقارب سعودي إيراني منذ عام 2021 ، من خلال جولات محادثات استضافها العراق وسلطنة عمان.

ورأت الصحيفة أن التركيز على الدور الذي قامت به الصين في هذا الاتفاق ربما يستهدف توجيه رسالة للقوى العظمى، ومن بينها الولايات المتحدة ، “مفادها أن محور الشرق الأوسط يتغير” ، حسبما ذكرت ماريا لويزا فانتابي المستشارة الخاصة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز الحوار الإنساني بجنيف.

واستشهدت الصحيفة بوصف إدارة الرئيس جو بايدن لتعاظم دور الصين بأنه “أكبر تحد جيوسياسي للقرن الـ21”.

واعتبرت كاميل لونس، الباحثة في مكتب الشرق الأوسط بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن دور الصين “مفاجئ جداً حتى للمحللين الصينيين”.

وأضافت أن بكين لطالما تجنبت التدخل سياسيا في الشرق الأوسط، مع التركيز بدلاً من ذلك على العلاقات الاقتصادية، مشيرة إلى أن الاتفاق يبعث برسالة رمزية “قوية جداً” نظراً لتوقيعها قبل أيام فقط من الذكرى العشرين للغزو الأمريكي للعراق.

ومن جانبها ، قالت كريستين سميث ديوان من معهد دول الخليج العربية بواشطن إن الصين حلت حقاً كـ”لاعب استراتيجي في الخليج”.

وفي سياق متصل، ركزت صحيفة نيويورك تايمز على ما أعلنه كبير الدبلوماسيين الصينيين وانج يي في بيان على موقع وزارة الخارجية الصينية تعقيبا على الاتفاق، وتأكيده أن بكين قامت بدور رئيسي في استئناف العلاقات بين الرياض وطهران.

ووصف الدبلوماسي الصيني البارز هذا التطور بأنه “انتصار للحوار، انتصار للسلام ، وخبر إيجابي كبير للعالم المضطرب بشدة حاليا، ويرسل إشارة واضحة”.

وبعيداً عن حسابات الصين والولايات المتحدة ومصالحهما ، يرى مراقبون أن الاتفاق السعودي الإيراني ربما يضع نهاية لسنوات من الخلافات بين قوتين لهما ثقلهما في المنطقة ، الأمر الذي قد يخمد نار صراعات لم تعد دول الإقليم تتحمل تبعاتها في ظل أزمة اقتصادية غير مسبوقة ، وذلك ما لم يكن لقوى عظمى أخرى رأي مغاير.

آخر الأخبار
خالد عبد المجيد لجريدة الوفاق: نعتمد على ارادة شعبنا وصموده الأسطوري ومقاومته الباسلة وقوى محور المق... "صحيفة إسرائيلية": 4 ملفات مصيرية ستحدد مستقبل "إسرائيل" في الشرق الأوسط (عيد البعث والجلاء والقضية الفلسطينية)...ندوة سياسية فكرية في قاعة السابع من نيسان بدمشق. الضربة الانتقامية الايرانية لمواقع ومطارات كيان الإحتلال تمثل تحولا استراتيجیا في الصراع مع العدو ال... #أطفال فلسطين لونا دياب طوفان_الأحرار #طوفان_الأقصى #يوم_القدس_العالمي من مخيم اليرموك معرض فني سينوغرافي في مخيم اليرموك يحاكي بطولات المقاومة وصمودها مخيم الوافدين تحضيرات العرض العسكري في يوم #القدس_العالمي بريف دمشق مخيم السيدة زينب (سلام الله عليها) تحضيرات العرض العسكري في يوم #القدس_العالمي مخيم خان دنون تحضيرات العرض العسكري في يوم #القدس_العالمي مخيم خان الشيح تحضيرات العرض العسكري في يوم #القدس_العالمي مخيم اليرموك تحضيرات العرض العسكري في يوم #القدس_العالمي يديعوت أحرونوت": ليلة الهجوم الإيراني كانت مهزلة استراتيجية و "فشل استراتيجي" لـ"إسرائيل" بسبب سوء ا... انتقادات واسعة للسلطة الفلسطينية في رام الله والدول العربية إزاء الصمت والتواطؤ على إرهاب المستوطنين... حجم الرسائل السياسية والعسكرية الإيرانية في الضربة الموجهة لمواقع العدو الصهيوني كان بالغا وبليغا في... *عبد المجيد يشيد بالضربة الإيرانية لمواقع العدو الصهيوني، ويعتبرها خرقا سياسيا وعسكريا استتراتيجيا ل... ورطة أمريكا وتحالف ثلاثي الشر تزداد اتساعاً في البحر الأحمر، أمام الكابوس اليمني واستمرار دوره المحو... ايران تؤكد عقب هجومها التاريخي على كيان العدو: ثبتنا معادلة جديدة…ونحذر العدو من أي مغامرة جديدة وست... المقاومة العراقية تُحذر أمريكا وإسرائيل: ردنا على أي حماقة في العراق أو دولة مجاورة سيكون مباشراً وأ... رصد في آراء الخبراء: هل باتتْ الضربة الإيرانية "لإسرائيل" وشيكةً..وإلى أي مدى تستطيع أمريكا ضبط إيقا... نص مشروع القرار الفرنسي الذي المقدم لمجلس الأمن والمتعلّق بكيفية انهاء الحرب على غزّة وخطة التسوية ا... *القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ تنفذ أربعَ عملياتٍ عسكريةٍ ضد سفنا إسرائيلية وسفينة حربية أميركية في خليج... خيارات الرد الإيراني على قصف القنصلية الايرانية بدمشق من المنظور المعادي الأمريكي والصهيوني. (منبر القدس)...لقاء فكري في العاصمة دمشق انطلاق حملة الترويج الاعلامي #طوفان_الاحرار في ساحات محور المقاومة عرضا تعبويا لشباب فصائل المقاومة الفلسطينية بمناسبةيوم القدس العالمي في مخيم اليرموك