شباب رام الله والبيره يعيدون الذاكرة لعملية قتل جنديين تسللا للمدينة عام 2000
شباب رام الله والبيره يعيدون الذاكرة لعملية قتل جنديين تسللا للمدينة عام 2000
نضال الشعب-رام الله
أعادت مشاهد انقضاض عشرات الشبان الفلسطينيين على مستوطنين اثنين كانا داخل مركبة تسللت إلى مدينة رام الله مساء الأربعاء، إلى الأذهان عملية بطولية وقعت إبان انتفاضة الأقصى عام 2000.
ففي 12 أكتوبر من ذاك العام، قتل جنديان من جيش الاحتلال تسللا إلى رام الله، وسحلا في الشارع ذاته الذي تصدى فيه شبان فلسطينيون مساء اليوم لمركبة المستوطنين.
في بداية الأمر، كانت شرطة السلطة قد تحفظت على الجنديين في مركز شرطة البيرة، لكن الفلسطينيين الغاضبين الذين كانوا في جنازة شاب فلسطيني قتلته قوات الاحتلال هاجم المركز وتمكن من الانقضاض على الجنديين المحتجزين.
وتزامن احتجازهما مع اختتام مراسم جنازة حضرها آلاف الفلسطينيين للشهيد خليل زهران (17 عامًا) الذي استشهد في مواجهات مع قوات الاحتلال.
سرعان ما انتشرت معلومات بين المشيعين عن وجود مستعربين “إسرائيليين” في مبنى الشرطة، وأدى ذلك إلى تجمع أكثر من ألف فلسطيني أمام المركز للمطالبة بقتل الجنديين.
وبعد مدة وجيزة، اقتحم الحشد المبنى وتغلبوا على عناصر الشرطة وقتلوا الجنديين، وأفادت وسائل إعلام عبرية آنذاك أن قرابة 13 عنصرا من أجهزة السلطة أصيبوا أثناء محاولتهم إنقاذ الجنديين.
لولا التنسيق الأمني
وفي إشارة منها إلى تلك العملية وحادثة الليلة، قالت القناة العبرية 14 مساء اليوم: “الحقيقة يجب أن تُقال بأمانة ونزاهة: لولا التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لانتهى حدث الليلة بطريقة مروعة، تمامًا كما حدث قبل عقدين”.
من جانبه، وصف “غال بيرغر”، الصحفي “الإسرائيلي” المتخصص بالشؤون الفلسطينية في قناة “كان” العبرية حادثة الليلة في رام الله بـ”الخطيرة”.
وأضاف “برغر” أن الحادثة تؤكد أهمية التنسيق الأمني بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية في رام الله.
وأشار إلى أن دوار المنارة يعج بعناصر أمن السلطة “وكان ذلك من حسن حظ المستوطنين، وإلا لكان من الممكن أن ينتهي الحدث بالإعدام”.
وفي وقت سابق من مساء الأربعاء، أصيب مستوطنان بجراح بعدما تمكن عشرات الشبان الفلسطينيين، من تحطيم وإحراق مركبة كانا بداخلها لحظة تسللها إلى مدينة رام الله.
وأفادت مصادر عبرية، أن المستوطنيْن أصيبا بجراح قبيل مسارعة أجهزة السلطة الأمنية إلى إنقاذهما والتحفظ عليهما ثم تسليمهما إلى قوات الاحتلال لاحقا.
ويتزامن العمل الشعبي المقاوم هذه الليلة في رام الله مع تصاعد جرائم الاحتلال والمستوطنين بحق المواطنين في الضفة الغربية.
ويشن المستوطنون عشرات الهجمات التي تستهدف سيارات المواطنين ومنازلهم في القرى المحاذية للمستوطنات.
وأدت تلك الاعتداءات لإصابة عشرات المواطنين واستشهاد عدد منهم كما حدث مع المواطنة عائشة الرابي التي تعرضت للرشق بالحجارة من قبل المستوطنين.
والأربعاء الماضي رشق مستوطنون سيارة مواطن فلسطيني بالحجارة وانهالوا عليها بالهراوات المعدنية قرب قرية المغير شمال شرق رام الله، ما أدى إلى انقلاب السيارة وإصابة قائدها بجروح خطرة ونجله بجراح متوسطة.
المصدر: حرية نيوز