فلسطينيو 48 يحيون الذكرى الخامسة والستين لمجزرة كفر قاسم
فلسطينيو 48 يحيون الذكرى الخامسة والستين لمجزرة كفر قاسم
الناصرة: أحيت الجماهير الفلسطينيّة في بلدات وقرى ومدن الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، اليوم الجمعة، الذكرى الخامسة والستين لمجزرة كفر قاسم التي ارتكبها جيش الاحتلال عام 1956، وراح ضحيتها 49 شهيداً، منهم 23 طفلًا وعدد من النساء.
وشارك الآلاف من فلسطينيي الداخل في المسيرة السنوية التي تنظم بهذه المناسبة في مدينة كفر قاسم، والتي كانت مسرحًا للمجزرة، والتي انطلقت من ميدان مسجد أبو بكر الصديق وحتى صرح الشهداء في المدينة.
ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية إلى جانب الأعلام السوداء؛ حدادًا على أرواح الشهداء، كذلك صور شهداء المجزرة، وسط هتافات منددة بسياسة الحكومة الإسرائيلية، وأخرى مطالبة الحكومة بالاعتراف بالمجزرة وتحملها المسؤولية عن المجزرة.
وقال رئيس بلدية كفر قاسم عادل بدير: “جئنا لنقول سنبقى نحمل ذكرى الشهداء في قلوبنا، وسنواصل المطالبة بالحرية والسلام، فمجتمعنا بالرغم من كل التضييقات سيبقى مجتمعنا شامخًا إلى الأبد من خلال انتماء ودعم قيمنا الأخلاقية، في “دولة” لنا فيها حقوق أصلانية، وسنسعى دائما لتحقيقها ولن نتنازل عنها، ونحن أبناء لشعب لا يزال يعيش تحت الاحتلال، وإن دماء الشهداء تعطينا القوة والعزيمة للوقوف سدًّا أمام الجريمة”.
وأضاف: “لن تستطيع قوات حرس الحدود أن تثنينا وأن تزحزحنا وأن تهجّرنا من وطننا، ولم تستطع جرافات الهدم بتهجيرنا، وبقينا صامدين، ولن نسمح للعنف ولا للإجرام ولا للمجرمين أن يهجرونا من بيوتنا”.
وأشار إلى أنه بعد 65 عامًا من ارتكاب المجزرة، ما زالت كفر قاسم تعاني من أخطار عدم توسيع للخرائط وعدم التصديق على منطقة صناعية، مؤكدًا “سنواصل المطالبة بالاعتراف الرسمي بمجزرة كفر قاسم”.
وقال رئيس لجنة المتابعة العربية محمد بركة: إنّ “إحياء ذكرى مجزرة كفر قاسم، يعني إحياء ذكرى الشهداء، وذكرى الصمود والبقاء في وطننا”.
وأضاف: “يجب أن نفهم بأنّ هذا المشروع يستهدف الجميع من مستقبلنا وأطفالنا وعلاقتنا مع الأرض والوطن. هم لم يتمكنوا من ترحيل أهلنا في المثلث وكفر قاسم الذين بقوا صادمون، لكن ماذا يحدث بالنسبة للجريمة، ونعرف أن السلاح مصدره من الجيش”.
وشدد على أن الجريمة هي مشروع سياسي، وهم يريدون أن نكون مفكّكين ومذعورين داخل الوطن.
وأضاف: قدرنا هو ليس ما تعرضه علينا الحكومة من إدخال الشاباك (المخابرات الإسرائيلية) واقتحام البيوت بدون استئذان، نحن أبناء هذا الوطن ويجب أن نكون موحدين حول حقوقنا ومقدساتنا وبيوتنا، فنحن أصحاب الوطن، ولنا الحق الكامل في حقوقنا دون مساومات ولا تنازلات.
ويُحيي أبناء الشعب الفلسطيني في مثل هذا اليوم من كل عام ذكرى مجزرة كفر قاسم التي ارتكبتها العصابات اليهودية ضد الفلسطينيين العُزَّل في بلدة كفر قاسم، إذ كان من شهداء المذبحة تسعة عشر رجلًا وست نساء وثلاثة وعشرين طفلًا من عمر 8 إلى 17 عاماً.
وفي حينه، حاولت حكومة الاحتلال بقيادة بن غوريون التستّر على المجزرة ومنع نشرها، وتعرّض المتهمون لمحاكمات صورية وأُطلق سراحهم فيما بعد، ولم تعترف أي من حكومات الاحتلال بمسؤوليتها عن المجزرة إلى يومنا هذا.
وأسقط برلمان الاحتلال، الأربعاء، اقتراح قانون يلزم الحكومة الإسرائيلية بالاعتراف بالمسؤولية عن المجزرة، بأغلبية كبيرة (صوت ضده 93 نائباً، في حين صوت 12 نائبًا لمصلحته).