دماء شهداء جنين وقود لثورة الضفة
17 اغسطس 2021
شهداء جنين هم امتداد لأمجاد الفدائيين الأوائل في الدفاع عن فلسطين، وهم اليوم يسطرون بدمائهم أن المستقبل لمشروع المقاومة وليس للتنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني.
أُعلن عن استشهاد أربعة شهداء من مخيم جنين بعد اشتباكهم وتصديهم لقوة مسلحة من وحدات المستعربين الصهاينة لدى محاولتها دخول المخيم واغتيال واعتقال عدد من المقاومين، لتبرز جنين بأبطالها من جديد للتصدي للاحتلال ولتعبر عن جوهر أصالة شعبنا ورفضه التنسيق الأمني مع الاحتلال.
إن المطلوب من شعبنا وأحراره بكل توجهاتهم السياسية أن يقفوا سنداً وداعماً أصيلاً لمشروع المقاومة في مواجهة مشروع التنسيق الأمني الخبيث الذي يقتل أبناءنا، وأن يلتف الجميع خلف المقاومة، وأن يوفروا لهم الحماية والدعم فهؤلاء الأبطال هم خيرة أبنائنا وصفوة شعبنا نهضوا للدفاع عن حقوقنا في ظل الانتكاسة التي منيت بها الأجهزة الأمنية في الضفة التي تنتهج عقيدة التنسيق الأمني مع الاحتلال منهاجا أساسيا في التعامل مع المقاومة وتتفاخر بهذه الخيانة الوطنية والدينية من خلال ملاحقة المقاومين وقتلهم وجريمة اغتيال الناشط نزار بنات أكبر دليل على الطريقة التي تتعامل بها أجهزة أمن رام الله مع كل من يرفض سياساتها غير الوطنية .
ولا ننسى الاستدعاءات والاعتقالات لعشرات المجاهدين وتعذيبهم في أقبية الأجهزة الأمنية بالضفة وضربهم بعرض الحائط كل القوانين والأعراف الوطنية، والصمت على قَتَلة نزار بنات مثال عملي يوضح الخلل القيمي والأخلاقي لدى حكام الضفة والأجهزة الأمنية فيها. مسكين من يعتقد أن التنسيق الأمني سيصنع دولة، فبالمقاومة وبالقوة تستعاد الأوطان ويطرد الاحتلال، وإن أكثر ما يغيظ هو تكاثر هذه الجراثيم السياسية المتعاونة مع الاحتلال وأن تجد من يدافع عن الاحتلال دفاع المستميت.
مخيم جنين مركز إشعاع ثوري ونضالي، فشهداء جنين تشبعوا بفكر وعقيدة المقاومة رغم سيل الجرائم الصهيونية التي يعيشها سكان جنين من ملاحقة الاحتلال والأجهزة الأمنية لسلطة عباس، وقد وقفوا بثبات الرجال بقليل من السلاح وكثير من الإيمان واستطاعت جنين أن توصل رسالتها للاحتلال ومن سار في فلكه، أن جنين القسام وطوالبة ستبقى قلعة للكرامة والصمود، وستتحطم على أرضها كل المؤامرات بثبات أهلها وإيمانهم بمشروع المقاومة، وأنه السبيل الحقيقي لاستعادة حقوقنا المسلوبة.
إن عقلية الإجرام الصهيوني ضد أهلنا في الضفة واعتقالات واقتحامات مدن الضفة وتواطؤ الأجهزة الأمنية لسلطة رام الله ستكون دافعا للمجاهدين لتصعيد عملياتهم ضد جيش الاحتلال ومستوطنيه المجرمين الذين يقتلون الأطفال والشيوخ والنساء ويهدمون البيوت ويصادرون الأراضي.
كل هذه الاعتداءات شكلت تربة خصبة لانطلاق ثورة شعبية ثالثة من جنين لتعم الضفة الغربية المحتلة في ظل الاحتقان القائم وجرائم الاحتلال التي كان آخرها اقتحام مخيم جنين واستشهاد 4 شهداء ستكون دماؤهم وقودا لإشعال ثورة في وجه الاحتلال وأدواته، وسيخوض أهلنا في جنين موجة من العمليات الجهادية في وجه الظلم والإجرام الصهيوني. فكل هذه الإرهاصات والدلائل تؤكد أن استمرار الجرائم الصهيونية وعصابات المستوطنين ستكون الشرارة التي تشعل ثورة فلسطينية قوية .
إن المطلوب من جماهير الضفة استثمار الوقت والجهد والموارد لدعم المقاومة وتصعيد العمل المقاوم وتحقيق خسائر فعلية في المنظومة الأمنية الصهيونية وأجهزتها الإجرامية وصولاً لإنهاء الاحتلال والاستيطان من كل فلسطين.