*هل نضج الواقع الفلسطيني لانتاج نظام سياسي جديد
*هل نضج الواقع الفلسطيني لانتاج نظام سياسي جديد؟* هل ستترجم الفصائل مواقفها بخطوات عملية تجبر القيادة المتنفذة في الرضوخ لإرادة الشارع الفلسطيني..
المتابع للوضع الفلسطيني وخاصة بعد معركة سيف القدس الأخيرة، التي خاضتها جماهير شعبنا ومقاومته على كل الجبهات ، العسكرية منها والشعبية والجماهيرية، الحقوقية والاعلامية، وفي كل الميادين والساحات على امتداد مساحة المعمورة من أقصاها إلى أقصاها، واستعادت رسم خارطة فلسطين التاريخية بقلم وريشة الحركة النضالية تحت عنوان التحرير والعودة، كل هذا كان يفتقد لوجود القيادة السياسية الفلسطينية، التي غابت عن الساحة واختبأت خلف حساباتها ومصالحها المرتبطة مع الكيان وحلفائه من الامبريالية والرجعية العربية، غير أن المشهد الصارخ بعنفوان ثوري كان يظهر بشكل جلي جاهزية الواقع الفلسطيني والبيئة الوطنية للتغيير السياسي، بما يخلق تكاملاً وانسجاماً ما بين القيادة والجماهير ، ويلبي طموحات شعبنا وأهدافه، ويحافظ ويستثمر نضالاته وتضحياته، ولا يستمر الهدر لهذا الثمن الباهظ الذي ينزفه دماً منذ نحو قرن من الآن، فالعامل الموضوعي فلسطينياً اذن مهيأ لهذا التغيير ، وعلى العكس من ذلك فهو يدفع باتجاه هذا التغيير رغم أن رياح النظام الدولي والعربي الرسمي يمكن أن تكون معاكسة لذلك، حيث أن المؤشرات التي خرجت عنها تدلل على أنها تسعى لتثبيت النظام القائم وتعزيزه واعادتنا لحالة الدوران المفرغة في مربع التسوية والمفاضات، إلا أن الميدان الفلسطيني أثبت أنه أكثر قدرة على المواجهة وفرض معادلته.
يبقى العامل الذاتي والمتمثل في القوى السياسية الفاعلة على الساحة الفلسطينية والتي اذا كان لها أن تلتقي لأي حوار فعليها أن تلتقي حول هذا العنوان بشكل رئيسي وأن لا تغرق في التفرعات ، فلسان حال معظم القوى والفصائل الفلسطينية المعلن يتحدث عن وجوب هذا التغيير في النظام السياسي، وضرورة انجاز ما تم تعطيله على مدار السنوات الماضية، ووقف حالة الاحتكار والتفرد التي تمارس على القرار الفلسطيني من قبل حركة أو فرد ، والبحث عن صيغة للمشاركة في صنع القرار وادارة العملية السياسية والكفاحية لشعبنا الفلسطيني على أساس برنامج وطني جامع، ولكن هل ستترجم هذه الفصائل مواقفها المعلنة وترتقي لتتخذ خطوات عملية تجبر القيادة المتنفذة في الرضوخ لما تمليه ارادة الشارع الفلسطيني، أم أن الاختلاف بين الفصائل على شكل هذا التغيير سيوفر طوق النجاة لكل الرافضين لهذا التغيير ؟
هذا السؤال يجب أن يوجه لهذه القوى الآن وقبل الانطلاق لأي حوار اذا كانت النوايا مخلصة للانتقال بالواقع الفلسطيني من هذه الأزمة التي كانت مظلة للتهويد والاستيطان والتطبيع وتشجيع مخططات التصفية للقضية وضياع ثوابتها الوطنية، والانتقال من حالة التشتت والانقسام لمرحلة جديدة لاستعادة الهوية والاعداد للمعركة الجديدة على درب التحرير والعودة واقامة الدولة، وهل بامكانها أن تتجاوز عوامل التعطيل والمراوغة أم أنها ستنساق لها وتعود مرة أخرى لهذه الحلقة المفرغة.
بقلم: هاني خليل