متخصص بالشأن الفلسطيني

قراءة داخلية في مسار المصالحة الفلسطينية بين اسطنبول والقاهرة

قد يكون مفاجئاً -حتى للمراقبين- الإعلان عن إعادة إحياء المصالحة من آخر نقطة وصلت إليها من بعد خيبة الأمل التي مثلها قرار السلطة العودة للتنسيق الأمني في منتصف نوفمبر 2020. لكن من الواضح أن طرفي “مسار التفاهمات” بين الحركتين لم يستسلما للعقبات الداخلية لكل منهما، مع استحضار أن الضغط الخارجي كان أكبر من الرفض الداخلي بالذات لاستكمال ذلك المسار. ولا شك أن مسار التفاهمات مع حركة فتح أوجد مناخاً سياسياً جديداً لحركة حماس فبعد “الفيتو” المصري على أي دور لا تكون القاهرة أساسه، أصبح اتفاق اسطنبول مقبولاً لديها؛ بل مرتكزاً للضغط على الطرفين للقبول به أولاً.
إن نجاح مسار التفاهمات في تجاوز مبدأ التزامن الذي تخشاه حركة فتح لأسباب انتخابية صريحة، متعلقة بخشيتها من المفاجئات التي قد تحملها الانتخابات (البرلمانية والرئاسية) كما حصل في انتخابات 25 يناير 2006 لصالح حركة حماس في حال تم عقدهما بشكل متزامن. بالإضافة إلى التدافع الداخلي في حركة فتح الذي سيظهر جلياً بتشكيل أكثر من قائمة انتخابية ستشتت أصوات القاعدة الانتخابية الفتحاوية
إن الإعلان من قبل حماس وفتح عن ضمانات متعددة من دول لا يجمع بعضها مع الآخر تقارباً في المواقف الإقليمية يمثل نقطة قوة لصالح حماس ولكن ليس على حساب فتح، ومع ذلك فإن حركة حماس بإمكانها أن تستثمرها في تعزيز حضورها الإقليمي والدولي. وصحيح أن الضمانات من أربعة دول (مصر، وتركيا، وقطر، وروسيا) لكنها منفردة وغير مجتمعة، بمعنى أن قوة الضغط اللازم للاعتراف بنتائج العملية الانتخابية يحتاج إلى بذل جهود -قد تكون مستحيلة- لجمع نفس الدول على القبول بوجهة نظر معينة لأحد الطرفين! خاصة وأن القاهرة -مثلاً- لا تزال تحمل حماس مسؤولية فشل جولات حوار سابقة ومنها الأخيرة في القاهرة بعد اسطنبول، مع استحضار الموقف السعودي الذي يحمل الحركة نفسها فشكل اتفاق مكة في فبراير2007.
لا يمكن قراءة غياب الاردن عن قائمة الضامنين بأنه إيجابي، فهي الدولة العربية التي لديها قوة تأثير على رام الله في موضوعات متعددة وليس أقلها الوضع في مدينة القدس، لكنها بالإضافة إلى الموقف السعودي والإماراتي من حماس وعدم رضاهم عن أي نتائج تعزز وجود حماس السياسي أو حتى تحافظ عليه كما هو! لكنهم جميعاً لا يرغبوا في عرقلة الموقف المصري الذي برونهم ضامناً قوياً للتحكم بالمسار ومخرجاته.
لا شك أن تركيا وقطر هما أكثر الضاغطين لإنجاز المصالحة من أجل خلق بيئة أكثر استقراراً لتغطية سياستهم تجاه حماس والقضية الفلسطينية إجمالاً. فهما دولتان تحافظان على علاقات متوازنة مع جميع الأطراف الفسطينية والإسرائيلية. ورغم كل محاولات تشويه الدور القطري والتركي إلاّ أنه كان يحمل قيم أخلاقية مهمة لتغطية الدعم القطري مع الرعاية التركية لقيادة حماس داخل حدودها الواسعة، جغرافياً وسياسياً.
إن نجاح مسار التفاهمات في تجاوز مبدأ التزامن الذي تخشاه حركة فتح لأسباب انتخابية صريحة، متعلقة بخشيتها من المفاجئات التي قد تحملها الانتخابات (البرلمانية والرئاسية) كما حصل في انتخابات 25 يناير 2006 لصالح حركة حماس في حال تم عقدهما بشكل متزامن. بالإضافة إلى التدافع الداخلي في حركة فتح الذي سيظهر جلياً بتشكيل أكثر من قائمة انتخابية ستشتت أصوات القاعدة الانتخابية الفتحاوية. بالمناسبة تعدد القوائم حدث في انتخابات 2006 عندما شكل محمد دحلان “قائمة المستقبل” ووضع على رأسها الأسير مروان البرغوثي، ولكن تم التوافق وطنياً على تمديد فترة الترشح والانسحاب خصيصاً لتجاوز هذه المعضلة لأنها شكلت خرقاً صريحاً للنظام؛ بوجود البرغوثي على رأس قائمتين -قائمة فتح وقائمة المستقبل). ولذا تشدد فتح على فكرة القائمة المشتركة مع حماس! لتحمي نفسها داخلياً من خطر يراه المراقبون للحالة الفتحاوية أنه في الضفة كما في غزة.
كما لا يمكن تجاهل أن رغبة رئيس السلطة “أبو مازن” في المحافظة على منصبه كرئيس يشكل مرتكزاً أساسياً في رزمة التفاهمات المتوقعة بين الحركتين خلال “الحوار الوطني” الذي تؤكد عليه حماس بعد إعلان مرسوم الانتخابات من رئيس السلطة. ولا شك أن الحوار الوطني هو يهدف إلى ضمان حقوق حلفاء حماس السياسيين في العمل الوطني، فمسار حماس الوطني على المستوى السياسي وكذا العسكري يؤكد أنها حريصة على ضمان تمثيل كل مكونات العمل الوطني مهما كان حجمها الانتخابي، على قاعدة الشراكة الوطنية في مشروع المقاومة، بما لا يستثني أي جهد فردي أو جماعي، وهذا ما يمكن أن تعززه النسبية الكاملة في الانتخابات التشريعية، أي القوائم الانتخابية على مستوى الوطن.
د. ناجي شكري الظاظا || كاتب ومحلل سياسي
آخر الأخبار
*تقرير عبري خطير: محمود عباس صنيعتنا وهو يحمل الجنسية الاسرائيلية ويَخدم "اسرائيل" منذ لجا الينا في ... محمود عباس لم يعد رئيساً شرعياً..لوفيغارو: السلطة الفلسطينية ضعيفة ومعزولة ولم يبق من أوسلو سوى التن... الراشد: مسار التطبيع السعودي مع إسرائيل لن يؤدي الى دولة فلسطينية،لكنَّه قد يخلق المناخَ السياسي لذل... التطبيع السعودي يَدْفُنُ القضية الفلسطينية في الصحاري العربية، وسيمنح "إسرائيل"فرصةً تاريخيةً لاستكم... *جوهر الاستراتيجية الصهيونية..! ملخص مراكز الأبحاث عن السياسة الإسرائيلية تجاه ما يجري في المنطقة * بهجت أبو غربية حامي الذاكرة والتاريخ الفلسطيني المشرق.. المؤسس في حزب البعث ومنظمة التحرير الفلسطيني... الشاباك يدعي إحباط خلية مقاومة فلسطينية تخطط لاغتيال “بن غفير” "وغليك” لصالح إيران.. *شباب المقاومة في الضفة يخوضون مواجهات مسلحة بطوباس ونابلس وطول كرم والقدس والخليل وجنين وقلقيلية وأ... اللوبي الصهيوني يسعى ويعمل لإعاقة العمل الفلسطيني في أوروبا؟ ما هي السبل لإفشاله؟ لن تجني السلطة إلا الخيبة والخسران، نتيجة دور أجهزتها الأمنية التي تلاحق المقاومين وتشويه صورة المقا... كلمة خالد عبد المجيد في المؤتمر الدولي الثامن للمجاهدين في الغربه في مدينة مشهد بإيران . ملتقى تضامني مع الشعب اليمني في الذكرى التاسعة لثورة ٢١ سبتمبر المجيد بالعاصمة دمشق تحالف القوى الفلسطينية في لبنان * تطبيق مبادرة دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري وإنجاحها لحل مشكلة مخي... حالة جدل وتساؤلات تنتظر الإجابة حول الظهور المفاجئ “لياسر عباس” بقوة على الساحة..لماذا يشارك نجل الر... الشرق الأوسط إلى الواجهة مجددًا..تطورات أعادت فرض منطقة الشرق الاوسط كأولوية جيوسياسية على المستوى ا... كيف خططت الولايات المتحدة لاشتباكات عين الحلوة..؟ المطلوب فصل المخيم عن جواره بجدار ،إنهاك الفلسطيني... المدير العام لمؤسسة القدس الدولية (سورية) ورئيس اللجنة العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني يلتقون أ... المخطط الأمريكي الصهيوني الذي يستهدف مخيم عين الحلوه: إزالة المخيمات الفلسطينية في لبنان مقدمه لإنها... عبد المجيد في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا: استهداف شعبنا في المخيمات هدفه شطب حق العودة وتهجير اللاجئين  ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا..أفظع ما شهد العالم من المذابح..نفذها حزب الكتائب وجيش لبنان الجنوبي والجيش ... *نبيه بري إنتزاع التزام من حركة «فتح» بوقف إطلاق النار..«وفتح» تنزل عن الشجرة..بعد خراب المخيّم..وهز... «عناصر غير منضبطة» تدمّر عين الحلوة.. مرور 30 عاما على إتفاق الذل والعار "أوسلو" المشؤوم، وفصائل المقاومة تؤكد أن تصعيد المقاومة ومداومة ا... السلطة الفلسطينية حصلت على معدات أمريكية بموافقة "إسرائيل" عن طريق الأردن تتكون من مركبات مصفحة وبنا... *حسين الشيخ رجل أمريكا وإسرائيل يعمل لحشد الدعم الإقليمي من مصر والأردن والسعودية ويطمح لمنصب نائب م...