قيادة السلطة الفلسطينية وترميم العلاقات الاقليمية نحو ادارة الصراع والتحالف مع الدول المطبعة والمعتدلة
قيادة السلطة الفلسطينية وترميم العلاقات الاقليمية نحو ادارة الصراع والتحالف مع الدول المطبعة والمعتدلة
القدس/المنـار/ هناك تحركات تجري لصياغة حل للقضية الفلسطينية، سيكون القبول بالتفاوض على اساسه شرطا لاعادة العلاقات مع العرب المطبعين والمعتدلين، وخلالها ستكون المساومة على كل شيء عنوان التحرك الفلسطيني السياسي القادم، و ما يجري اليوم هو التفاوض على ثمن الغطاء الفلسطيني للتحالف الناشىء، تحالف المطبعين.. الذي يستهدف تصفية القضي
“ذاهبون الى حل للصراع بغطاء عربي” لن يكون بعيدا عن القواعد التي بنيت عليها صفقة القرن، خطواته الاولى استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية بضغط وتحايل عربيين، وجهود وساطة “عرابون” امتهنوا “التقريب” مهما كانت أثمانهم، وغير ذلك، ازدياد حجم فضائحهم.
وحتى يجلس الجانبان على طاولة التفاوض بغطاء عربي تباركه الادارة الامريكية الجديدة، مطلوب عودة الدعم المالي العربي، واجراء مصالحات مع الانظمة والمرتدة بشكل خاص، التي سوقت تهديدات وتحذيرات من اقصاء للقيادة الفلسطينية، والتخويف من امكانية استلام حركة حماس الحكم، وهي ايضا في محور ليس بعيدا بافكاره ومصالحه وارتباطاته عن المحور المسمى بمحور الاعتدال والدول الخليجية منضمة في هذين المحورين، ولكل منهما دورها المرسوم في اسرائيل وامريكا، جميعها تعمل كل ما تستطيعه للمحافظة على بقاء أنظمتها، هذه المصالحات تعني او عنوانها كيف نتعايش فلسطينيا مع حلف التطبيع ومظلته مصر.
في هذه المرحلة التي شكلتها عودة العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية، بدأت قوى اقليمية ودولية دفع القيادة الفلسطينية الى اتخاذ خطوات ترضي الادارة الامريكية وفي مقدمتها، استئناف التفاوض واخرى داخلية في الساحة الفلسطينية، فالدول الاوروبية لها دورها، في هذا التوجه، ودول الاعتدال أو محور التطبيع يدفع بقوة فهي المعنية بغطاء فلسطيني لتغطية خيانتها وولوجها باب التطبيع، وفي ذات الوقت سينشأ مكون علني، يمارس مهامه ونشاطاته ع المكشوف، تحت اسم التحالف ضد ايران.. وكل ما أشرنا اليه تقف عليه توجيها ورقابة وتسييرا الولايات المتحدة واسرائيل، وهما يعرفان الى اين ستصل وتتجه هذه التحركات، وهذا لن يتعدى ادارة الصراع تحت غطاء تحذيري هو حل الدولتين، الذي لم يعد واقعيا بعد أن نسفته خطوات اسرائيل من استيطان ومصادرة اراض، يغذي ما تواصل القيام به بقوة وهو رسم خارطة مصالحها في الضفة الغربية، وها هي طرق ربط المستوطنات الالتفافية تلتهم مساحات واسعة من الارض لصالح هذه الخريطة، ولم يواجه هذا المخطط بأي اعتراض أو فضح من جانب الدول العربية الوسيطة “العرابون”.
والجولة الأخيرة التي قام بها الرئيس محمود عباس التي تجيء في ظل تسارع الاحداث والتطورات في المنطقة وفي ضوء ما يمكن تسميتها ببوادر حسن النية وباتت قدر الفلسطينيين وحدهم.. هذه الجولة، هي لترميم العلاقات الاقليمية، فهي مرحلة جديدة من العلاقات مع المحيط الاقليمي وحتى الدولي وبمعنى أوضح، انه اعادة التموضع والرجوع الى بيت الطاعة، والقبول بالواقع الجديد، ومد جسور التواصل المنضوية فعلا تحت لواء الامارات والسعودية، مع القبول برؤية واشتراطات هذه الدول، وكأنه تنسيق متفق عليه بينها، حيث أدركت القيادة الفلسطينية أن المواجهة معها ستكون خاسرة، لكن، الحقيقة التي لا يريد البعض الاعتراف بها، أن مناقشة الترتيبات السياسية مع الادارة الامريكية، والتي يسعى اليها عباس تحت تسمية اقامة موقف سياسي عربي موجه للتحدث مع الرئيس بايدن لن يتحقق.
الرئيس الفلسطيني يعلق امالا عريضة على سعي بايدن الى احياء محادثات السلام لانهاء الصراع على اساس حل الدولتين، أي العودة الى المسار التقليدي لاداة الصراع بدلا من حله، واعتماد هذا المسار من شأنه تخفيف حدة الصراع مع تأخير حله الى لحظة متأخرة وان كانت غير واقعية، اي ابقاء حل الدولتين شعارا على قيد الحياة لانه يمثل غطاء مناسبا، وهنا تكون صفحة التطبيع العربي قد طويت، ليأتي حسب ما تراه وتفكر به القيادة الفلسطينية طرح مبادرة دبلوماسية.
لكن، ما تجمع عليه دوائر متابعة عديدة، ان هناك تحركات تجري لصياغة حل خلاق للقضية الفلسطينية، سيكون القبول بالتفاوض على اساسه شرطا لاعادة العلاقات مع عرب الاعتدال، وخلالها ستكون المساومة على كل شيء عنوان التحرك الفلسطيني السياسي القادم، وما يجري اليوم هو التفاوض على ثمن الغطاء الفلسطيني للتحالف الناشىء، تحالف المطبعين.. الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية.