كواليس “فتحاوية”: جناح “معترض” يحاول “الإنزال خلف خطوط” المصالحة بدعم مصر والامارات.
كواليس “فتحاوية”: جناح “معترض” يحاول “الإنزال خلف خطوط” المصالحة بدعم مصر والامارات.. ضغوط على “عباس” وضد “الرجوب” لإعادة صياغة “الشروط” مع حماس والفصائل بقيادة الاحمد والشيخ وفرج ونقاشات “حادة” في “المركزية” بعد مفاجآت “الشعبية والجهاد الاسلامي
رام الله ـ خاص بـ”راي اليوم”:
يبدو ان محاولة منهجية رصدت خلال الساعات القليلة الماضية على المستوى الحركي في السلطة الوطنية الفلسطينية لإعاقة مشروع المصالحة الواعد بين حركتي حماس وفتح بعد الضوء الاخضر الكبير الذي خصصه الرئيس محمود عباس للواء جبريل الرجوب لقيادة حوارات مفصلة تحت عنوان المصالحة الحقيقية هذه المرة وعلى اساس ان هذه المصالحة هي الخيار الوحيد لإنقاذ ما تبقى من المشروع الوطني الفلسطيني .
وتتحدث انباء الساعات الاخيرة والتسريبات الصادرة عن اجتماعات حركية على مستوى اللجنة المركزية لحركة فتح عن محاولات انزال محتملة على الارجح خلف خطوط المصالحة بهدف تصويب المسار المعلن لما فيه مصلحة الحركة حسب رموز ذلك الانزال.
لكن في الواقع وفيما وراء الستار يبدو ان الهدف اعادة انتاج وثيقة تم الاتفاق عليها فعلا وحظيت بمباركة الرئيس عباس خلال الاسابيع الثلاثة الماضية
ومن المرجح ان اعادة صياغة وثيقة المصالحة الوطنية الهدف منها سلسلة مناكفات لحركة حماس ولبقية الفصائل التي اتخذت موقفا مساندا هذه المرة من اجواء مناخات وتفاصيل وبرامج تلك المصالحة وعلى اساس انها مصالحة يجب ان تتكرس ليس فقط في المستوى القيادي والسياسي .
ولكن في المستوى التنظيمي والاجتماعي وفي المستوى المتعلق بإجراء انتخابات حقيقية للمجلس التشريعي تكرس هذه المصالحة حتى ترد على مشاريع تصفية القضية الفلسطينية وعلى موجة التطبيع الخليجية والاماراتية النشطة هذه الايام وايضا على مشروع الضم الذي يتسارع براي اوساط في الفصائل الفلسطينية .
ومن الواضح وراء الستارة والكواليس ان مجموعة شخصيات او جناحا نافذا في حركة فتح تحرك بنشاط مدعوما من محور الاعتدال العربي حيث اتصالات وضغوط من جانب مصر والاردن ودولة الامارات وباتجاهات تحاول تصويب اتفاق المصالحة حتى لا تستثمر فيه حركة حماس .
وحتى لا ينعكس على وقائع الانتخابات المقبلة في ظل تحذيرات من هذه الدول وعواصمها تضغط على السلطة الفلسطينية وعلى الفريق المفاوض بقيادة اللواء جبريل الرجوب تحت عنوان العودة لمخاطر الاخوان المسلمين والحركة الاسلامية وتمكين حركة حماس في الضفة الغربية خلافا لتمكينها اصلا في قطاع غزة .
والنشاط في هذا الاتجاه كان فعالا على جبهة قياديين كبار من حركة حماس بينهم الدكتور صائب عريقات قبل مرضه واصابته بـ كورونا وعلى راسهم القيادي الفتحاوي حسين الشيخ وكذلك مدير المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج اضافة لعزام الاحمد .
وهؤلاء لهم مناصرون ومؤيدون في اللجنة المركزية للحركة ولهم وجهة نظر ضغطت على الرئيس عباس في لقاء خاص مساء الاربعاء وبعد اجتماع طارئ طلبته هذه الشخصيات من الرئيس وحصلت ضغوط على الرئيس لتعديل الوثيقة الاولوية او مسودة الاتفاق الاولي مع حركة حماس وفصائل المقاومة .
ويبدو ان ضغوط هذا الجناح الفتحاوي مع انصاره في اللجنة المركزية ساهم فعلا في تغيير بعض الاتجاهات التي كان اللواء الرجوب قد اتفق عليها سواء في اسطنبول او ممثلين له في بيروت وفي الدوحة مع فرقاء وقادة ورموز الفصائل الفلسطينية المعارضة .
وتلمست قيادات في الفصائل حسب معلومات خاصة جدا كشف النقاب عنها هذه التأثيرات للجناح الذي يحاول الانزال خلف خطوط المصالحة واعاقتها عبر التمسك ببعض الشروط والمطالب التنظيمية لحركة فتح.
ويبدو على الارجح ان هذه التأثيرات تم رصدها وتجري محاولة للتعامل معها.
ومنها تردد الرئيس عباس في المصادقة النهائية على الوثيقة المتفق عليها سابقا واضعاف الغطاء الذي يوفره الرئيس عباس للواء المتحمس للمصالحة جبريل الرجوب اضافة لذلك عقد اجتماع للجنة المركزية مساء امس ايضا الاربعاء لمناقشة بنود الاتفاق الخلافية او التي ستثير التجاذب وسط تحضيرات من بعض قادة حركة فتح بأن حماس ستكسب جميع الجولات سياسيا وانتخابيا اذا ما انجزت الوثيقة كما تقررت برعاية اللواء الرجوب .
تمسك الجناح الفتحاوي المعارض لصياغة مسودة الاتفاقية الاولى للمصالحة بثلاث نقاط رئيسية هي:
أولا: عدم ضرورة جمع المجلس الوطني واعادة تركيبه وتشكيله بالتوازي او بالتساوي او بموازاة الانتخابات التشريعية التي تم الاتفاق عليها مبدئيا كوسيلة لتوحيد الجهود
وثانيا: الغاء البند المتفق عليه سابقا بخصوص آلية العقاب والحساب والتي كانت فعلا قد وافقت عليها حركة حماس وتحت عنوان ابعاد الرموز التأزيمية بين الحركتين في اطار عقابات تنظيمية داخلية ومنع هذه الرموز من الاستمرار في التحريض داخل كل حركة ضد الحركة الأخرى .
وهو مبدأ كان اساسيا واقفت عليه حركة حماس في البداية لكن اعضاء اللجنة المركزية اعتبروه امس نوع من التشهير ببعض رموز حركة فتح وقد يؤدي الى مشكلات داخل اقاليم الحركة .
اما نقطة الخلاف الثالثة، فكانت التركيز على مبدا القائمة الوطنية الموحدة في الانتخابات المقبلة والتي شهدت حقيقة مفاجآت من العيار الثقيل عندما تمكنت حركة حماس من اقناع حركة الجهاد الاسلامي ولأول مرة في تاريخها بالمشاركة بالانتخابات التشريعية وعندما ايضا سجلت الجبهة الشعبية موقفا كبيرا بالموافقة على المشاركة في انتخابات القائمة الموحدة .