في ظل عقد الحوارات الفلسطينية في تركيا، أسئلة مشروعه للقيادات الفلسطينية…!؟
د.حكمت المصري.
الساحة الفلسطينية بحاجة لبرنامج وطني جامع يوحد طاقات الشعب ويخرجه من التناقضات والشرذمة الذي يعيشها الشارع، برنامج قادر على الأقل توفير مقومات الصمود والتصدي لمخططات الإحتلال الصهيوني.
ونحن على أعتاب الانتخابات النسبية التى تتبع المحاصصة بين الأحزاب كما أشيع إعلاميا خلال الأيام السابقة و التى لا أري أن هناك أفق ملائم لحدوثها لسبب أننا سبق وسمعنا مرارا وتكرارا اعلان إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية من قبل الرئيس محمود عباس ولم نرى تطبيق لها على أرض الواقع فأصبحنا وكأننا نعيش المثل القائل” أسمع كأكأة ولا أري بيضا” .
وبالعودة إلى أرشيف الاعلان عن إجراء انتخابات في
- عام 2009 ثم إصدار مرسوم رئاسي على أن يتم إجراء الانتخابات في يناير 2010.
*عام 2014 تم تشكيل حكومة الوفاق ولكنها فشلت .
*عام 2016 ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية وفق برنامج منظمة التحرير الفلسطينية. ثم الدعوة بعدها لإجراء إنتخابات رئاسية وتشريعية.
*عام 2017 كانت هناك دعوة لتمكين حكومة الوفاق وتم الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية .
*عام 2019 تم دعوة الرئيس لانتخابات عامه لكل من الضفه الغربية وقطاع غزة والقدس.
بالأمس 2020 طالب الرئيس محمود عباس عبر لقاء خاص الفصائل والاحزاب الفلسطينية بالإستعداد لإجراء أنتخابات برلمانية ورئاسية بمشاركة جميع القوى والاحزاب.
السؤال اين نحن من كل هذه المسكنات ولماذا لم تحدث الإنتخابات سابقا ، وما هو المبرر لحدوثها في هذا الأوان؟ خصوصا في ظل المتغيرات الخطيرة التي تعصف بالشعب الفلسطينى وفي ظل هرولة الدول العربية لإجراء صفقات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي الذي أعلن انه لن يوقف تنفيذ قانون الضم وإنما تم تأجيله.
اما إن تطرقنا لجلسات المفاوضات التى تتم بين الفينة والأخرى بين الفصائل والاحزاب الفلسطينية تحت رعاية أغلب الدول العربية وعلى رأسها جمهورية مصر العربية لإنهاء الانقسام واخرها تركيا فإن هناك بعض الأسئلة التى وجب البحث عن إجابات لها .
السؤال المطروح : من الذي يفاوض لإنهاء الانقسام بالنيابه عن الشعب منذ عام 2007 حتى اللحظه ؟
الجواب الذي لا يخفي على أحد من يفاوض عنا هم أنفسهم من أوقعونا بخلافاتهم واوصلونا الى هذا الانقسام البغيض بسبب عدم تسليمهم بنتائج إنتخابات 2006 م وهم المستفدين منه فقط، هم من ينادون ليلا ونهارا عبر وسائل الإعلام المختلفة بضرورة إنهاءه رغم انه لم يؤثر عليهم قيد أنمله.
أما نحن الجيل الذي عايش الأزمه منذ عام 2006 حتى اليوم فحدث ولا حرج أننا أيها السادة الأفاضل نعانى الويلات تلو الأخرى فالبطاله تنخر في أعمارنا والفقر يؤرق مضاجعنا وأفعالنا تذهب سدى بين طمعكم السياسي في البقاء على المناصب والامتيازات.
أين النظر في حالة المواطن وأوضاعه وإحتياجاته في ظل الوضع الراهن ، ماذا تناقشون وأنتم في كامل سندامكم تأكلون ما لذ وطاب وتنعمون بالنوم في أرقي الفنادق والشعب أسير جدول كهرباء متغير ما بين الأربع والست ساعات .
هل ناقشتم كيفية النهوض بالشباب ومستقبلهم، وهل تطرقتم للوضع إقتصاديا وإجتماعيا وسياسيا وتربويا وصحيا وكيف أثر هذا الوضع بشكله السلبي على تغيير سلوك شبابنا وولادة أفكار متمردة غريبه عن ديننا وعاداتنا وتقاليدنا؟
هل أوجعكم قطع الرواتب عن أهالى الشهداء والأسري والجرحى الذين دفعوا دمائهم ثمنا لوجودكم في أماكنكم؟
هل تطرقتم لقطع الرواتب والإعتقالات السياسية وتكتيم الأفواه وغيره من الممارسات التي تطبقوها علينا يوما بعد يوم؟
ثم لماذا غزة خارج الإعتبار والتأثير وخصوصا حركة فتح
مع انها وليه الدم ، أيعقل أن لا يكون هناك شخص من غزة في وفد تركيا ؟؟
والآن لنقرأ سويا هذه القصة الواقعية التي تجسد صفات القائد الناجح ففي حادثة تاريخية لغاندي عندما زار بريطانيا لغرض مقابلة الملكة بسبب ما قامت به الهند من عصيان أنذاك ، أستعدت الملكة البريطانية لمقابلة من يمثل الشعب الهندي كمفاوض عنه ،خيث تم إختيار غاندي كمفاوض عن الشعب الهندي .
نزل غاندي من الطائرة في مطار لندن وكانت الملكة تنتظر إستقباله .
كان غاندي حافي القدمين وعاري الجسد ملفوف بقطعة قماش .
الملكة أستغربت منه وقالت هل أنت من يفاوض عن الهند ؟.
فقال العظيم غاندي .
جئتك وأنا أمثل شعباً حفاة الاقدام ؟ وعراة بلا ملبس ،
وجائعين بلا طعام ، جئتكم كمواطن يحمل هموم شعبه ؟
السؤال كيف ومن حمل هم غزة المثقلة بالهموم والفقر والحصار في تركيا من قبل حركة فتح؟
اين انتم يا قادة من سمات الذكاء الاجتماعي والتى تبلورت في قوله تعالي (حَريصٌ عَلَيكُم )وهى ميزة قيادية بديعة، تقود القائد باتجاه التأثير والإلهام ، وتتجلى من خلال حرص القائد على شئون أتباعه ونفعهم فمعلوم انه اذا خرجت القيادة عن الانا واستطاعت لملمت القاعدة
وتطلعت لاحتياجات الشعب. فإنها بالتأكيد ستنجح لذلك نحن في الساحة الفلسطينية لسنا بحاجة لمن يكتسح الإنتخابات بقائمة محاصصه نسبية لأشخاص أرهقونا. خصوصا أن المستفيذ منها فقط كل من حركة حماس وفتح كأكبر الفصائل على الساحة الفلسطينية. وهذا سيؤذي الى ضياع فرص الشخصيات المستقلة المرموقة في المجتمع.
الساحة الفلسطينية بحاجة لبرنامج وطني جامع يوحد طاقات الشعب ويخرجه من التناقضات والشرذمة الذي يعيشها الشارع، برنامج قادر على الأقل توفير مقومات الصمود والعيش الكريم من خلال أشخاص مهنيين يستطيعون النهوض بالإنسان أولا الذي بدورة سينهض بالوطن والمطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة ، لكن كلنا يعلم أن أغلب الفصائل تختار تحت إطارها من ينطبق عليهم قول “قرد موالف ولا أسد مخالف”.فلا مكان فى معظم الأحيان للشخصيات القيادية المناضلة بحق .