عبدالمجيد: في ندوة ملتقى الرأي النخبوي “التطبيع والانتخابات الفلسطينية تحت الاحتلال”
اعداد وتقديم:فاديا خالد
في أولى نشاطاته ملتقى الرأي النخبوي والذي يضم عددا كبيرا من السياسيين والمفكرين من كافة أنحاء الوطن العربي أقام الملتقى ندوة سياسة تمحورت حول شقين
الأول: التطبيع المتصاعد مع الكيان الصهيوني والثاني الانتخابات الفلسطينية تحدث فيها كل من الاستاذ خالد عبد المجيد أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني .
جميعنا يعلم أن التطبيع مع الكيان الصهيوني، هو بناء علاقات رسمية وغير رسمية، سياسية واقتصادية وثقافية وعلمية واستخبارية مع الكيان الصهيوني، والتطبيع هو تسليم للكيان الصهيوني بحقه في الأرض العربية بفلسطين، وبحقه في بناء المستوطنات وحقه في تهجير الفلسطينيين وحقه في تدمير القرى والمدن العربية، وهكذا يكون التطبيع هو الاستسلام والرضا بأبشع مراتب المذلة والهوان والتنازل عن الكرامة وعن الحقوق. ومن هذا المنطلق يجب علينا التصدي له بكل السبل والوسائل المتاحة .
وندوتنا اليوم تتناول في شقها الأول مسألة التطبيع ويتحدث في هذا المحور الاستاذ خالد عبد المجيد أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني.
عبدالمجيد:-
بداية لا بدّ من الاشارة ان المشروع التي كانت تعتمد عليه الادارة الأميركية وأدواتها في المنطقة والكيان الصهيوني من أجل تقسيم المنطقة في ظل ما سُمّي بالربيع العربي وفي ظل الحروب التي قادتها الولايات المتحدة الأميركية وأدواتها من دول الرجعية العربية والكيان الصهيوني وادواته من مجموعات ارهابية في سورية وعدد من الدول العربية والمحاولات الجارية الآن في لبنان والعراق .
إن فشل هذا المشروع أدّى الى الالتفاف على خطوات منها التطبيع مع الكيان الصهيوني. فالولايات المتحدة الأميركية تدفع بالعديد من الدول العربية وخاصة السعودية ودول الخليج بأن تطبّع علاقاتها مع العدو الصهيوني وجرت سلسلة من الخطوات العلنية والسرية، منها مؤتمران في البحرين، حتى لو كانت هذه المؤتمرات تحت عناوين اقتصادية او تحت عناوين تتعلق بالشرق الاوسط إلا ان الكيان الصهيوني يعتبر هذا التطبيع وهذا التنسيق بينه وبين دول الخليج يوظف بالاتجاه الذي تسعى له أميركا ودوائر عربية في الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية من اجل تحويل الصراع من صراع بين الأمة العربية والإسلامية مع الكيان الصهيوني الى صراع مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحور المقاومة، وبالتالي أقدمت دول الخليج على خطوات التطبيع هذه والتنسيق في العديد من القضايا الأمنية والعسكرية في الحروب التي دارت وبدور مباشر للكيان الصهيوني في الحرب الكونية على سوريا او ما جرى في ليبيا واليمن او ما يجري الآن في لبنان والعراق هذا الدور الذي تسعى له دولة الكيان الصهيوني بتعاون خليجي يعبر عن ان هذه الدول تعتبر أن بقاء أنظمتها واستمرار حكامها في مناصبهم لا بد من أن يتم إنهاء الصراع العربي الصهيوني وتطبيع العلاقات وإنهاء القضية الفلسطينية.
نحن كفلسطينيين نعتبر أن عملية التطبيع الجارية عبر زيارات متبادلة كلها تصبّ في مصلحة الكيان الصهيوني ومحاولة انتشاله من المأزق الذي وصل اليه. فإننا نعبر بموقفنا هذا عن الموقف الوطني الفلسطيني، لكننا في الوقت نفسه لا نعتبر ان السياسة المنتهجة من قبل دوائر السلطة الفلسطينية تخدم التصدي للتطبيع، فإذا ما قلنا أن علينا جميعاً كفصائل وقوى وهيئات فلسطينية وعربية بمواجهة هذا التطبيع مع الكيان الصهيوني لا بدّ اولاً أن نقف بوجه عمليات السمسرة بين الحين والآخر لأن السلطة الفلسطينية التي تروّج للزيارات بين الحين والآخر لمدينة القدس تحت عناوين مختلفة وتروّج لزيارات وفود رياضية أو شبابية الى القدس والأراضي المحتلة. وهذه الزيارات هي التي تساهم بدعم التطبيع مع العدو الصهيوني تجري عمليات التطبيع في ظل خطوات لصفقة القرن وإعلان ترامب القدس عاصمة للكيان الصهيوني او في ظل الاعتراف بيهودية الدولة وشطب حق العودة.
وكل هذه الخطوات التي يحاول الكيان الصهيوني تمرير مخططاته من خلال هذا الاعلان الأميركي، نعتبر أن القضية الفلسطينية تمر الآن بمنعطف خطير تتطلّب من كل القوى أن توحّد جهودها من اجل مواجهة هذه الخطط التي تنسق لها دوائر صهيونية وأميركية وللأسف عربية من أجل تصفية القضية والحقوق الفلسطينية.