البارجة “ ساعر 5 “ ورسائل فيديو استهدافها
رامز مصطفى
مع الذكرى 13 لانتصار المقاومة على العدو الصهيوني في حرب تموز 2006 ، يعرض الإعلام الحربي في حزب الله فيديو لتلك الليلة االتي تم فيها استهداف البارجة الحربية الصهيونية ” ساعر 5 ” ، قبالة شواطئ بيروت . السؤال الذي بادر الكثيرون إلى طرحه ، لماذا وبعد 13 عاماً تتعمد المقاومة عرض هذا الفيديو ؟ .
مؤكد أن لدى المقاومة وقيادتها الشيء الكثيرفي جعبتهم الكثير ، ولكن كل شيء في أوانه ، هذا أولاً . أما ثانياً ، فالرسائل من وراء نشر فيديو استهداف ساعر 5 ، جاءت لتشكل تكاملاً مع مجموع الرسائل التي عمدت منظومة المقاومة على إرسالها على أكثر من جبهة في فسطين واليمن وإيران وسوريا . حيث أنّ ما مرت وتمر به المنطقة من تطورات وأحداث ، نتيجة السياسات العدوانية السافرة التي تنتهجها الإدارة الأمريكية ، اتجاه قوى المقاومة في المنطقة ، الهدف منها محاصرة هذا المحور والإجهاز عليه ، وخصوصاً في هذه المرحلة ، التي يتم استهداف الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، عبر الحرب الاقتصادية ، وفرض العقوبات عليها ، وصولاً لمحاصرتها . والمترافقة مع ازدياد حجم حضورها العسكري الغير مبرر في منطقة الخليج . وعلى الضفة الأخرى ، التحضيرات والاستعدادات والمناورات والتهديدات التي يطلقها قادة العدو الصهيوني ضد المقاومة في لبنان وقطاع غزة . من الواضح أنها جميعاً تهدف إلى تمرير ما يسمى ب” صفقة القرن ” ، من دون مقاومة لتلك الصفقة الهادفة ليس تصفية القضية الفلسطينية وحسب ، بل لإعادة رسم المنطقة بما يتوافق والمشروع الصهيو أمريكي .
رسائل ” ساعر 5 ” واستهدافها بتقديري في اتجاهين ، الأول داخلي ويتعلق بلبنان ، لقطع الطريق على المحاولات المستمرة في شيطنة المقاومة ، من خلال زيارات ساتر فيلد ، وتصريحات بومبيو وجون بولتون ، جميعها تتقاطع في التحريض على المقاومة وحزب الله . ومن ثم إشغاله من خلال حوادث مفتعلة ومتنقلة ، نتمنى أن تكون حادثة قبر شمون أخرها . أما الاتجاه الثاني ، فهي لقادة العدو الصهيوني ، في نقطتين ، الأولى أن أي عدوان قادم ستواجهون أضعاف ما واجهتم في تموز 2006 . وهذا ما جاء في كلمة سماحة السيد حسن نصر الله في خطاب الذكرى 13 لانتصار المقاومة : ” أعدكم لو فكرتم في الاعتداء على لبنان ، أن العالم سيشاهد في بث مباشر تدمير أولوياتكم وكتائبكم ومدرعاتكم ” . أما النقطة الثانية ، فهي ليطمئن أصحاب الرؤوس الحامية من قادة العدو ، أن المقاومة جدياً تمتلك أسلحة وصواريخ دقيقة . أما الرسالة للإدارة الأمريكية ، فإن الاعتداء على إيران أو محاصرتها ، فإن قطعكم وأساطيلكم في الخليج ستلقى مصير البارجة الحربية الصهيونية ” ساعر 5 ” ، التي تم استهدافها في العام 2006 ، ونحن اليوم في العام 2019 ، أي بفارق 13 عاماً . بمعنى أن هناك تطور عميق قد دخل على الأسلحة التي في حوزة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، وإسقاطها الطائرة الأمريكية المتطورة لخير دليل أن المواجهة سيترتب عليها الكثير .
صحيح أن المقاومة وسيدها أجادوا شن الحروب النفسية على العدو وقادته ومجتمع المستوطنين ، ولكن الصحيح أيضاً ، أن هذه الحروب كانت على الدوام تترجم بأفعال ووقائع ميدانية في العام 2000 و 2006 ، والقادم أعظم مع أية حرب قادمة .
رامز مصطفى
كاتب فلسطيني