تعقيبا على تصريحات عباس بوقف التعامل بالإتفاقيات الموقعة مع “الإحتلال”..لا تستخفوا بنا..ولا تبيعونا أوهاماً..ولا تاكلوا بعقولنا حلاوةً..! لقد سئم شعبنا التصريحات الفارغة بدون تنفيذ
د.احمد محيسن ـ برلين
لقد استمع شعبنا يوم الخميس الموافق 25/07/2019 لخطاب السيد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية مدة ولايته .. والتي جددت له بقرار من جامعة الدول العربية .. باتخاذه قرارا بوقف العمل بالإتفاقيات المبرمة مع الإحتلال .. وتشكيل لجان لبحث تنفيذ آلية ذلك دون تفاصيل تذكر .. بعد أن أقدم الإحتلال على هدم أكثر من مئة شقة سكنية شرقي القدس في بلدة صور باهر في حي وادي الحمص .. ليتبع ذلك لاحقا هدم المزيد من المنازل والشقق في القدس .. التي حصلت أيضا على تراخيص بناء من السلطة .. وهي تعتبر منطقة ضمن مناطق “أ” الخاضعة لسيادة السلطة حسب أوسلو اللعينة .. أي أنها مثلها مثل منطقة المقاطعة في رام الله .. مما سبب إحراجا صارخا للسلطة …!!
*لم ينبس الرئيس الفلسطيني ببنت شفة ذاك اليوم في خطابه .. حول أوضاع أهلنا في مخيمات العودة واللجوء في لبنان .. وهم يخوضون حراكا مستنفرا .. دفاعاً عن الوجود .. وضد قوانين التمييز العنصري والظلم التي طالت كينونتهم ومعيشتهم الحياتية بكرامة إنسانية .. وطالت لقمة عيشهم ومعيشة أطفالهم .. فهل شطبتم فلسطينيي الخارج من حساباتكم .. وهل تريدون التخلص والهروب من تحمل مسؤولياتكم تجاه مخيمات اللجوء في لبنان ..؟!*
*لماذا تسكتون وتصمتون على ما يجري لشعبنا من ظلم في لبنان .. بل وتستخدمون نفوذكم عند البعض ومن خلالهم للضغط على أبناء شعبنا بالقبول بالظلم والهوان .. وبالقرارات المجحفة تحت حجج ودرائع واهية مخجلة .. تفعلون ذلك تهديدا ووعيدا بقطع الراتب والمعاش .. أو بالأحرى ما تلقونه من فتات أو ملاليم لمن ضحى وناضل وقدم الشهداء .. ويعيش حياة الذل والهوان في المخيمات .. فهل نسيتم أن المخيم هو خزان الثورة ومخزونها .. وهل تتنكرون اليوم للمخيم الذي انطلقت منه وبه الثورة .. لتصبحوا مسؤولين .. أصحاب السعادة والمعالي والأبهة والمنجهة .. وتطلق عليكم اليوم ألقابا فلكلية أنتم لا تصدقون سماعها ولا تصدقون أنفسكم بها .. وتحصدون من المكاسب الجهوية والمادية والأموال ما يكفي خزينة دولة من دول العالم الثالث .. وفساد سلطتكم يزكم الأنوف وذلك حسب تقاريركم واعترافاتكم ومنشوراتكم .. ألا يوجد حمرة في الخدود …؟!*
*لقد أيقن شعبنا منذ أن وطأت أقدام أول صهيوني محتل لأرضنا .. بأن الإحتلال لن يرحل بالتوسل .. فقد بات من الواضح والمؤكد.. وبعد كل هذا الإجرام والعدوان على شعبنا.. بأن الحل الشافي يكمن في أخذ الجماهير والحراك الشعبي زمام المبادرة في الوطن والشتات لمقاومة المحتل .. لقيادة المشروع الوطني نحو التحرير والعودة.. وأصبح من الضروري وصول الفصائل الوطنية الفلسطينية التي أصبحت لا تختلف عن الأحزاب السياسية في آدائها وتكوينها بالتسليم للجماهير بقيادة المشروع .. وكفانا سماع أنشودة منظمة التحرير التي شنقتموها على عتبات التنسيق الأمني .. وسرحتم عساكرها وأنهيتم دوائرها .. وقضيتم على مؤسساتها .. ولم يتبقى منها غير شعارها .. اسم بلا مضمون .. يستخدم بسماجة كما في عهد الجاهلية وعبادة الأصنام .. ويبرز الإسم عندما يصاب البعض في النخاع .. ليتغظى عند ذلك باسم المنظمة .. سيما وأن شرعية الفصائل والمنظمة العددية أصبحت لا تتجاوز 2% من تعداد شعبنا في الوطن والشتات في أحسن الأحوال .. مع تقديرنا واحترامنا للتاريخ النضالي لكافة الفصائل ..!!*
*أية قيادة أنتم .. وأية سلطة أنتم .. إنها ليست بأكثر من سلطة بيت العنكبوت ..!!*
*لماذا لا تتعلموا من دروس القيادات الشرعية في العالم .. وتتبعوها وتحذون حذوها .. أين أنتم من القيادات المدعومة من شعوبها والمتسلحة بحاضنتها وبنتائج صناديق اقتراعها…؟!*
*ما الذي تفعلونه في اجتماعاتكم على وقع أصوات الجرافات في وادي الحمص في مجزرة هدم المساكن الفلسطينية .. وصرخات ابن الخمسة أعوام المناضل محمد ربيع عليان الذي أراد الإحتلال اعتقاله بتهمة المقاومة وإلقاء الحجارة على مركبات الإحتلال .. لولا هبة الجماهير التي أجبرت الإحتلال على التراجع ..؟!*
*إن ما ورد على لسان السيد محمود عباس قبل عدة أيام بالصوت والصورة .. بوقف التعامل بالإتفاقيات الموقعة مع الإحتلال لا يكفي .. وقد سمعنا ذلك من السيد محمود عباس قبل ذلك عدة مرات .. فوقف التعامل والتعاطي مع الإتفاقيات هو لا يعني إلغائها.. إن شعبنا يطالب بإلغاء كافة الإتفاقيات الموقعة مع الإحتلال بكل تسمياتها.. وفِي مقدمتها إتفاقية أوسلو اللعينة وإفرازاتها وتنسيقها الأمني الذي وقع عليها بيديه السيد محمود عباس ..!!*
*إن شعبنا يصرخ بأعلى الصوت ويطالب بالتعجيل والإسراع والعمل على تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمجلس المركزي.. بإلغاء كل الإتفاقيات التي أبرمت مع الإحتلال فوراً .. جهراً وتصريحاً .. مفنداً غير قابل للتأويل .. ودون مواربة ولف ودوران .. بإعلان موت إتفاقية أوسلو وتبعاتها وملحقاتها .. وما يتعلق بكل ملفاتها السياسية والأمنية والإقتصادية .. والعودة إلى خيارات الشعب ومطالبه الصريحة والواضحة في التصدي للإحتلال .. بكافة الوسائل المشروعة والمتاحة .. في ظل ما يعلن اليوم في العلن وعلى رؤوس الأشهاد عن صفقة العصر .. ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية…!!*
*لقد عبر أبناء شعبنا في محطات عديدة عن قناعتهم .. بأن جرائم الإحتلال لا يمكن أن تبقى دون مواجهة حقيقية.. على المستوى الشعبي والسياسي والإعلامي .. وعلى كل المستويات التي أقرها المجتمع الدولي ومؤسساته.. إنها مواجهة الإستيطان والتهويد واقتلاع الفلسطيني وتهجيره .. وهدم المساكن وابتلاع الأرض والقدس والحصار.. والإعدامات الميدانية اليومية .. والزّج بأهلنا في السجون والمعتقلات..!!*
*لقد مل شعبنا وسئم الكلام الإنشائي والتصريحات الفارغة بدون مضمون حقيقي .. فقد بات الفعل اليوم هو سيد الموقف ..!!*