جبهةُ النّضال الشّعبي الفلسطيني اثنان وخمسون عاماً على درب النّضال الوطنيّ والكفاح التحرّري
بقلم الدّكتور سامي الشّيخ محمّد
أكاديمي وباحث فلسطيني
في الخامسِ عشر من تموّز لعام سبعةٍ وستّين وتسعمئة وألف ، شهدت حركة الكفاح الوطنيّ الفلسطينيّ ، انبلاجَ فجرٍ جديدٍ بالإعلانِ عن ولادةِ فصيلٍ فلسطينيٍّ مقاومٍ من داخل فلسطين المحتلّة ، شكّل إضافة وطنيّة لافتةً إلى جانب فصائل حركة المقاومة الفلسطينيّة الّتي اضطّلعت ولا تزال بمهمّة النضّال والكفاح والمقاومة ، لتحرير فلسطين من المحتلّ الصّهيوني المدعوم من كبريات الدّول الغربيّة الاستعماريّة وعلى رأسها الولايات المتّحدة الأمريكيّة ، وعودة جموع الّلاجئين من أبناء شعبنا إلى ديارِهم الّتي طُرِدوا منها عنوةً بفعل الإرهاب الفاشيّ للعصابات الصّهيونيّة المجرمة .
لقد مارست جبهة النّضال الشّعبيّ الفلسطينيّ ، الكفاح المسلّح في مواجهة الاحتلال الصّهيوني لفلسطين ، فكانت باكورة عمليّاتِها المسلّحة تفجير مبنى الإذاعة والتّلفزيون الصّهيوني في 24 كانون أوّل لعام 1967 ، وتوالت عمليّاتها الفدائيّة المسلّحة على مدى العقود الّلاحقة ، فبذلت الدّماء الزّكيةّ ، وقدّمت مئات قرابين الشّهداء من قياداتها ومناضليها على درب المقاومة والتّحرير ، إضافة إلى الكثير من الأسرى المعتقلين في السّجون والمعتقلات الصّهيونيّة .
لم تلن لها قناة في متابعة مسيرة النّضال والمقاومة رغم فداحة التّحدّيات السياسية والمعاشيّة الّتي واجهتها عبر مسيرتها التحرريّة ، فاليوم وبعد مرور اثنتين وخمسين سنةً على انطلاقتها ، تزدادُ إصراراً على متابعة نهج المقاومة ، وبعزيمةٍ وطنيّة تحظى باحترام وتقدير أبناء شعبنا الفلسطيني داخل الوطن وفي الشّتات ، حتّى أضحت معبّراً أميناً عن معاناة شعبنا وتطلّعاته ، وصوتاً حرّاً بلسان المقهورين والمستضعفين من أبناء شعبنا الأبيّ ، إلى جانب الأصوات الوطنيّة الحرّة الشّريفة في السّاحة الوطنيّة الفلسطينيّة ، رغم شحّ الإمكانات الماديّة الضّروريّة المتوفّرة لديها ، بفعل حرمانها وحرمان مناضليها ، إلى جانب عدد من فصائل التّحالف الوطنيّ الفلسطيني ، من أي دعم مباشر من جانب منظّمة التّحرير الفلسطينية ، لتمسّكهم بنهج المقاومة ورفض الاعتراف بشرعيّة المحتلّ الصّهيونيّ على الأرض الفلسطينيّة المحتلّة .
المجد والخلود للشّهداء
والحريّة للأسرى والمعتقلين
والنّصر المؤزّر لشعبنا الأبيّ