تفاصيل رحلة زيارة وفد”إسرائيلي” الى تونس ولقاء مسؤوليين فيها
تل بيب: كشفت القناة الـ 12 العبرية الحكومية النقاب، عن أن وفدا إسرائيليا زار تونس في الأيام الأخيرة لإحياء أحد الأعياد اليهودية في مدينة جربة، بعد أن أفسحت تونس المجال للإسرائيليين بزيارتها مرة واحدة في العام، وعلى نحو خاص لليهود من أصولٍ تونسية.
واستغلت الصحافية رينا متسليح 61 عاما، يهودية من أصول تونسية، هذه الفرصة للمشاركة في هذه الزيارة، ووثقت هذه الرحلة في تقريرٍ تلفزيونيّ تم بثه في نشرة الأخبار المركزيّة، لافتةً إلى أن الزيارات الإسرائيليّة إلى تونس هي جزء من السياسة التونسية في الانفتاح على العالم الخارجي، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه البلاد، والرغبة بتحسين السياحة الخارجية وزيادتها، وبناء على ذلك، شددت رينا متسليح في تقريرها، على أنّ تونس باتت تسمح بزيارة الإسرائيليين مرة واحدة في العام على الأقل.
وخلاله زيارتها التقت الصحافية، متسليح مع وزير السياحة التونسي رونيه طرابلسي، هو رجل أعمال تونسي يهودي، الابن البكر لجوزيف الطرابلسي رئيس الجمعية اليهودية التونسية التي تشرف على النشاطات المرتبطة بكنيس الغريبة في جزيرة جربة، حيث تم تعيينه في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 وزيرًا للسياحة في تونس ضمن حزمة تعديلات وزارية في حكومة يوسف الشاهد، الذي تحدث عن هذه الرحلة، وهو محاط بمئات الإسرائيليين من السياح الذين يأتون إلى تونس بجواز سفر إسرائيلي، حيث ألقى كلمةً في المكان أمام الإسرائيليين الزائرين.
وقالت متسليح في التقرير الذي تمّ عرضه على الصفحة الرسميّة للقناة في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وأيضا على قناتها في يوتيوب، قالت إن “الحافلات التي تقل السياح اليهود الذين يأتون إلى تونس تحاط بإجراءات أمنية مكثفة من الأجهزة الأمنية التونسية، بما في ذلك توفير كلابٍ أمنيّةٍ لتعقب الأثر، وتوفير مزيدٍ من الحماية والاحتياطات، مع العلم أن عدد الإسرائيليين الذين يزورون تونس سنويًا هو الأكبر هذا العام منذ اندلاع الثورة التونسية في عام 2011”.
وكشفت الصحافية الإسرائيليّة النقاب عن أنّ بعض اليهود الإسرائيليين الذين يزورون تونس يأتون لرؤية منازل ذويهم، كما استطاع بعضهم الحديث باللغة العربية ذات اللهجة المحليّة التونسية، لأنهم يسمعونها من أجدادهم وجداتهم المقيمين في إسرائيل.
وأوضحت متسليح أنه في الوقت الذي يبدو فيه صعبًا أنْ يعثروا اليوم على قبور أجداد آبائهم الذين ماتوا في تونس قبل عشرات السنين، فإن العودة إلى منازلهم الأساسية تبدو مسألةً سهلةً جدًا، فالسكان التونسيون المحليون يساعدون اليهود الزائرين للتعرف على أماكن منازلهم في تونس.
وقالت يردينة دهان يهودية من بلدة، “رمات غان”، وسط إسرائيل إن والدتها تحدثت لها كثيرا عن مدينة جربة التونسية، وقد أتينا هنا للتعرف على جذورنا في تونس، “أنا متأثرة جدا بهذه الزيارة”، من ناحيتها تحدثت ماري كروكوس باللهجة عينها وقالت للتلفزيون الإسرائيلي: “في البداية شعرت بالخوف من زيارة تونس، لكني حين رأيت البلاد تبدد كل الخوف”.
أما إيريس كوهين المرافقة السياحية للوفد الإسرائيلي فقالت إنّ “هناك زيادة في أعداد اليهود الإسرائيليين الراغبين بزيارة تونس في السنوات الأخيرة، وهناك زيادة غير عادية في حجم الزائرين”، وأضافت:” أذكر في سنواتٍ سابقة كنت أحاول إقناع بعض المسنين اليهود من أصول تونسية لزيارة تونس، لكني اليوم بت أنظم رحلات دورية من إسرائيل إلى تونس من الجيلين الثاني والثالث، اليهود يأتون مع الأبناء والأحفاد لزيارة تونس، يقودهم الحنين”.
ويشار في هذا السياق إلى أن أمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي اتهم الحكومة التونسية، باستغلال موسم حج اليهود لجزيرة جربة، بوابة “للتطبيع مع إسرائيل، عبر السماح لحاخاماتٍ متطرفين بالدخول بجوازات سفرٍ إسرائيلية”.
وعبر المغزاوي عن أسفه لما وصفها “هرولة مجموعة هامة من الشخصيات السياسيّة، وقيادات الأحزاب التونسيين لجزيرة جربة، تحت غطاء التسامح الديني، مع اقتراب الانتخابات التشريعية والرئاسية”.