إسرائيل: تعاون عددمن الدول العربيّة مع الكيان يخدِم مصالح واشنطن الإستراتيجيّة وتل أبيب توظف هذه العلاقات التي يُديرها (الموساد)للدفاع عن أمنها القوميّ
الناصرة-من زهير أندراوس
رأى مركز دراسات الأمن القوميّ الإسرائيليّ، التابع لجامعة تل أبيب، رأى في دراسةٍ جديدةٍ نشرها على موقعه الالكترونيّ أنّ تعزيز العلاقات الإسرائيليّة الخليجيّة يؤدي دورًا مُهمًا للغاية في إستراتيجية الأمن القوميّ الأمريكيّ، مُشيرًا إلى أنّ الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب يهدف من خلال “صفقة القرن” لتحقيق أهدافٍ إستراتيجيّةٍ تتعلّق بالأمن القومي الأمريكيّ، والتي أعلن عنها مؤخرًا في مؤتمرٍ صحافيٍّ، من خلال توفير ظروفٍ إقليميّةٍ مناسبةٍ.
وبحسب الدراسة التي قام بإعدادها الجنرال الإسرائيليّ شمعون عراد، فإنّ ترامب كلّف أنظمة عربية مُصنفةً وفق المعجم الأمريكيّ والإسرائيليّ بالدول المعتدلة، بالعمل على جلب السلطة الفلسطينيّة لطاولة المفاوضات مع إسرائيل وأنْ تُضفي في الوقت نفسه شرعية على التنازلات التي سيتوجب عليهم تقديمها لإسرائيل، مُضيفًا أنّه بحسب مخطط ترامب فإنّه يتوجّب على الدول العربية “المعتدلة” توفير الغطاء المالي الذي يسمح بإغراء الفلسطينيين بالعودة للمفاوضات وتقديم تنازلات، كما جاء في الدراسة.
وتابع عراد قائلاً إنّه حسب إستراتيجيّة الأمن القوميّ الأمريكيّ يتوجّب على الدول العربية السُنيّة المُتحالِفة مع واشنطن أداء دورٍ مركزيٍّ في تحقيق الأهداف الإستراتيجيّة من خلال توفير ظروفٍ تسمح باستئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّ حلّ الصراع يُوفّر بيئة تسمح بتعزيز العلاقات بين الكيان والدول الخليجيّة، بحسب وصفه.
إلى ذلك، قال رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال السابق، غادي آيزنكوت، إنّ الجيش والأجهزة الاستخباراتيّة الإسرائيليّة يُواصلون استغلال الفرص القائمة في التعاون مع الدول العربية “المعتدلة” في الدفاع عن أمنها القوميّ ومواجهة التحدّيات الإقليميّة المُتعاظمة.
ولفت آيزنكوت، في حديثٍ مع صحيفة “معاريف” إلى أنّ كلاً من الجيش وجهاز المخابرات الداخلية (الشاباك)، وجهاز الاستخبارات الخارجيّة (الموساد)، تعمل بشكلٍ وثيقٍ مع نظيراتها بالوطن العربيّ في محاولة لتقليص المخاطر التي تتعرض لها إسرائيل، مشدّدًا على أنّ هذا التعاون بات ضروريًا لضمان تعزيز قدرة على التصدّي للتحديات الإقليميّة.
وحذّر من أنّ إسرائيل تُواجِه في الوقت الحالي تهديدات متعددة الأوجه والطبقات في كلّ ساحةٍ من الساحات التي تحيط بها، جازمًا أنّ حزب الله يمثل التهديد الاستراتيجيّ الأوّل الذي تُواجِهه إسرائيل. كما لفت إلى الأنشطة التي ينفذها “فيلق القدس”، التابع للحرس الثوري الإيرانيّ، الذي يقوده قاسم سليماني، والذي يُعّد برأيه، أهّم مصادر التهديد التي تواجهها إسرائيل في المنطقة، مشدّدًا على أنّ هذه القوّة تعمل على زيادة عدد بؤر التهديد التي تستهدف إسرائيل، إلى جانب دورها الحاسم في تمكين طهران من تعزيز نفوذها في المنطقة.
وبحسب آيزنكوت، فإنّه على الرغم من أنّ حركة حماس تمثل “الطرف الضعيف”، من بين أعداء إسرائيل، على حدّ وصفه، إلّا أنّ مواجهتها عسكريًا تنطوي على تحدّياتٍ كبيرةٍ، وأقّر بأنّ أحد التحديات الكبرى التي تُواجِه إسرائيل تتمثل في ضمان صلاحية جيشها واستعداده لمواجهة التحدّيات المحدقة بها، ومُشيرًا إلى أنّ جيش الاحتلال عمد في السنوات الأخيرة إلى إعادة بناء قوته العسكرية لتوائم هذه التحديات وضمن ذلك تكثيف المناورات والتدريب، مُختتمًا أنّ الجيش الإسرائيلي مُطالبٌ باستغلال فترات الهدوء بين المواجهات في محاولة لتعزيز قوّته وزيادة مستوى تفوّقه النوعيّ على أعداء إسرائيل لتمكينه من تحقيق نصرٍ واضحٍ في أيّ مواجهةٍ مستقبليّةٍ، كما قال.
في سياق ذي صلةٍ كان المُراسِل السياسيّ في القناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ، باراك رافيد، كشف النقاب، نقلاً عن مسؤولين كبار في تل أبيب، عن أنّ البحرين وجهّت رسالةً سريّةً لإسرائيل قبل ستنين أعربت من خلالها عن رغبتها في تسخين العلاقات مع الكيان، مُشدّدًا على أنّ الرسالة سلّمها وزير خارجيّة البحرين، خالد بن أحمد آل خليفة، إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بواسطة وزيرة الخارجيّة السابِقة، تسيبي ليفني.
وتابع أنّ ليفني وآل خليفة التقيا سرًّا في مؤتمر ميونيخ للأمن، واصفًا اللقاء بالدراماتيكيّ، حيث أكّد بن خليفة لليفني أنّ البحرين اتخذّت قرارًا بإقامة علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ مع إسرائيل، مُوضحًا أنّ القرار اتخذّه الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
كما كشفت المصادر عينها أنّ العلاقات بين البحرين والكيان بدأت قبل 25 عامًا، وكانت في معظمها “تحت الطاولة”، تمامًا كما هو الحال مع دولٍ خليجيّةٍ أخرى، لافتةً إلى أنّ الموساد (جهاز الاستخبارات الخارجيّة) هو الذي يقوم بالاتصالات مع هذه الدول، وهو عمليًا وزارة خارجيّة، كما أكّد المُحامي دوف فايسغلاس للتلفزيون العبريّ، علمًا أنّه كان المدير العّام لديوان رئيس الوزراء الأسبق، أرئيل شارون.