متخصص بالشأن الفلسطيني

كواليس “صفقة” تسليم رُفات الجندي “الإسرائيلي”: عماد مرمل

 

شكلت عملية تسليم رُفات الجندي الإسرائيلي زخاريا باومل الذي كان مدفوناً في سوريا الى بنيامين نتنياهو، وفق سيناريو وإخراج روسيَّين، اختباراً صعباً للعلاقة بين موسكو ودمشق التي بَدا أنها فوجئت بـ«الهدية الروسية» الى تل أبيب، بل إنّ البعض ذهب الى حدِّ اعتبارها بمثابة «الحليف المخدوع».

روايتان متضاربتان

والى حين تبيان المفاعيل المترتبة على «ملف الرُفات»، برزت في الكواليس روايتان لما حدث:

• الاولى، يعكسها مصدر قريب من تنظيم فلسطيني كان مؤثراً في مخيم اليرموك، وتفيد أنّ بوتين صادق ومُحق في تأكيده أنّ العثور على رُفات الجندي زخاريا باومل تم بالتعاون مع «الشركاء السوريين»، كما انّ دمشق بدورها صادقة ومُحقة في نفي علمها بذلك. ويشير المصدر الى انّ الجانب الروسي تمكن من الوصول الى مكان دفن جثة الجندي في «اليرموك» بمساعدة، على ما يبدو، من ضباط سوريين موجودين على الارض، تَولّوا التنسيق مع الاستخبارات الروسية وقدموا لها المعلومات والتسهيلات، إنما من دون معرفة القيادة السياسية السورية.

ويلفت المصدر الى انّ موسكو توصلت الى تظهير هوية الجندي الاسرائيلي منذ فترة، بعد إجراء الفحوصات الضرورية وإحضار عيّنات من تل أبيب، لكن تم تأجيل الاعلان عن النتيجة الى هذا التوقيت تحديداً، لتعزيز أوراق نتنياهو في الانتخابات الاسرائيلية.

في المقابل، تملك أوساط وثيقة الصلة بأحد أطراف محور المقاومة والممانعة رواية أخرى مخالفة تماماً، وقوامها انّ السبب الاساسي لما حصل يعود الى «خيانة» إرتكبها مسؤول فلسطيني تابع لفصيل على خلاف مع سوريا، وكان مقيماً في «اليرموك»، حيث تولّى هذا المسؤول «نبش القبور» والتعاون مع الروس للوصول الى مكان وجود الرُفات.

ولا تقلّل تلك الاوساط من شأن اللوبي الاسرائيلي في روسيا، والذي دفع ايضاً في اتجاه تحقيق هذه الخدمة الانتخابية لنتنياهو، بالتقاطع مع مصلحة روسية في دعم رئيس الوزراء الاسرائيلي وإنجاحه، على قاعدة تفاهمات معينة بين بوتين ونتنياهو.

وتستبعد الاوساط ان يكون بوتين قد تعمّد عن سابق تصور وتصميم الاساءة الى القيادة السورية، مرجّحة انه تعمّد الترويج أنها كانت على علم بمسار قضية الرُفات، مراعاةً لوضعها ولصورتها، وحتى لا تبدو في مظهرِ مَن لا يعلم بما يجري على ارضها، إلّا انّ الحصيلة الاجمالية أتت معاكسة وأساءت الى دمشق.

ووفق تقديرات الاوساط نفسها، فإنّ بوتين تجنّب الإبلاغ الى دمشق رسمياً بالعثور على رُفات باومل والنية في تسليمها لإسرائيل، قبل إتمام المهمة، لاقتناعه بحساسية هذه العملية بالنسبة الى القيادة السورية ولإدراكه صعوبة ان توافق عليها، من دون ان تكون شريكة في ترتيباتها التي كان يجب ان تتضمّن في رأيها تبادلاً مع الجانب الاسرائيلي.

وتجزم الاوساط أنه لو كانت دمشق هي التي أمسكت بملف جثة الجندي باومل وتولّت إدارته، فإنها لم تكن لتسمح بتسليم بقاياه الى الاحتلال الاسرائيلي من دون مقابل وتبادل.

وتشدد الاوساط الوثيقة الصلة بمحور المقاومة على انّ ملابسات عملية تسليم الرُفات لتل ابيب لن تترك تداعيات على جوهر العلاقة التحالفية بين موسكو ودمشق، التي تأخذ في الاعتبار انّ هناك فروقات ثقافية وسياسية مع الروس في النظرة الى اسرائيل، «ذلك انهم لا يرونها كما نراها ولا يصنّفونها عدوّاً كما نصنّفها».

وبمعزل عن واقعة تسليم الرُفات في حد ذاتها، تلفت الاوساط الى انّ موسكو تدير عموماً علاقاتها الجيدة مع تركيا واسرائيل بطريقة تراعي حتى أقصى الحدود مصالح دمشق، في ما خَص الأزمة السورية تحديداً «وهذه حقيقة يجب الإقرار بها».

على الضفة الأخرى من الحدث المباغت، يقول السفير الروسي لدى بيروت الكسندر زاسبيكين لـ«الجمهورية» إنه لا يمكنه أن يزيد على ما قاله بوتين بالنسبة الى ظروف تسليم رفات الجندي الى اسرائيل، ونحن نتقيّد بما يُدلي به الرئيس ونحترم مرجعيته.

ويشدّد زاسبيكين على الطابع الإنساني للخطوة التي بادر اليها بوتين، معتبراً انّ هناك تفسيرات مبالغ فيها أعطيَت لها، ويضيف: «أعتقد انّ البعض توسّع في استنتاجاته وتأويلاته، وأعطى ما حدث أبعاداً تفوق حجمه الحقيقي ومعناه الواقعي».

ولدى سؤاله هل يمكن أن ينعكس «ملف الرفات» سلباً على العلاقة التحالفية بين روسيا وسوريا؟ أجاب زاسبيكين: علينا أن نراقب المستجدات وننتظر كيف ستتطور الامور، ولكن أنا لا أتوقع تأثيرات سلبية على تحالفنا مع دمشق، إنطلاقاً من وجهة النظر الروسية التي تضع عملية تسليم الرفات في إطار إنساني بالدرجة الاولى.
المصدر:
عماد مرمل

آخر الأخبار
*جبهة النضال في ذكرى وعد”بلفور” تؤكد على التمسك بكامل الحقوق الوطنية والتاريخية وتوجه التحية لشعبنا ... العدو يعترف بالخسائر الكبيرة في شهر أكتوبر..يألمون كما تألمون..وسموتريتش سيبكي كثيرا قبل النهاية  الصمت الرسمي العربي وعداؤه للمقاومة أكبر هديةٍ للكيان الصهيوني، ومشاركة عربية مكشوفة في المجازر وحرب... *جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تبارك للأخوة في قيادة وكوادر حزب الله وقوى المقاومة في لبنان والمنطقة ... فلسطين محور المقاومة… ندوة لمؤسسة القدس الدولية سورية بثقافي أبو ‏رمانة *الكنيست "الإسرائيلي" يحظر عمل "الأونروا"التي وصفتها بالخطوة "المشينة"ورفض فلسطيني وتنديد عربي ودولي... *نائب قائد سلاح الجو الروسي اللواء أناتولي كونوفالوف: يكشف فشل الهجوم الإسرائلي وكذبهم* خبير عسكري: هذه هي الأسباب التي أدت إلى ارتفاع وتراكم الخسائر اجيش الإحتلال بجنوب لبنان طوفان بشري بالملايين للشعب اليمني في كل المحافظات في الشمال والجنوب تضامناً مع المقاومة في غزة ولبنا... المقاومة الإسلامية في العراق، تواصل دعمها جبهتي غزة ولبنان، وتعلن استهدافها أهدافاً حيوية في الجولان... *حركة الجهاد الإسلامي في ذكرى استشهاد د. فتحي الشقاقي: أبناؤه في الميدان والساحات يواجهون العدو الصه... عمليات مكثّفة للمقاومة شمال غزة وتفجر منزلاً تحصن بداخله جنود الاحتلال وتسقط مسيرة شمالي غزة حزب الله يستهدف مقر الاستخبارات الرئيسي في صفد.. وقاعدة "تل نوف" الجوية جنوبي "تل أبيب"ويواصل تكبيد ... إيران تؤكد تصديها للعدوان الصهيوني بنجاح ولم يكن مؤثراً..سنستخدم كل إمكاناتنا للدفاع عن أمننا *جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تدين وتستنكر العدوان الصهيوني على بعض المواقع العسكرية في إيران، وتحيي... خريطة إسرائيل الكبرى..عسى أن يطلع عليها بعض الحكام العرب خبير عسكري يحذر: سوريا والأردن وجنوب لبنان على قائمة الإستهداف والمخطط الإسرائيلي والأردن مفتاح "الج... هآرتس: بعد الخسائر وتذمر جنود وضباط الجيش..حكومة نتنياهو تنظر للجنود كأدوات عليهم أن يفعلوا ما يؤمرو... "الخبر ماترون لا ماتسمعون" استشراف لطبيعة المعركة الاعلامية وامساك بأهم مفاتيح النصر. حفل تأبيني لشهداء المقاومة الفلسطينية في جامعة دمشق *فصائل المقاومة الفلسطينية تقيم مجلس عزاء وتبريكات للشهيد القائد يحيى السنوار في مخيم اليرموك بدمشق* *قصف وقطع طريق دمشق-بيروت ومنع إصلاحه لعبور النازحين..قرار امريكي وتنفيذ إسرائيلي لماذا خضعت الحكومة... *قادة فصائل المقاومة بدمشق: فشل حكومة نتنياهو الإرهابية، باخضاع شعبنا في شمال قطاع لمخططاته، نحيي ال... خالد عبدالمجيد: العدو يعيش مأزق تاريخي في معركة طوفان الأقصى توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي..قتل بلا حدود و لا رادع أخلاقي او ديني أو قانوني، الحرب الصهيونية ضد ا...