ذكرى رحيل ضمير الثورة الفلسطينية القائد الوطني والقومي الكبير أحمد اليماني “أبو ماهر”
يصادف اليوم ذكرى رحيل الرفيق المناضل والقائد الرمز الكبير أحمد حسين اليماني (أبو ماهر)، والذي أمضى ستة عقود متواصلة في الكفاح من أجل تحرير فلسطين والوحدة العربية، والقائد الفذ المتواضع الذي أفنى عمره حتى آخر لحظة من حياته في خدمة قضية شعبه وأمته العربية.
وُلد الرفيق القائد المؤسس في سحماتا ـ قضاء عكا في سنة 1924، درس المرحلة الابتدائية في مدرسة البلدة، وتابع دراسته في مدرسة ترشيحا، ثم في مدرسة عكا الثانوية، ثم في الكلية العربية في القدس ، عمل بعد تخرجه في دائرة الزراعة في عكا ثم استقال بعد سنة وثلاثة أشهر. ثم عمل في دائرة الأشغال العامة في حيفا واستقال منها جراء صداماته مع الموظفين اليهود، شارك في نشاط اللجنة المركزية التي شكلها أبناء المناطق الفلسطينية في لواء الجليل للدفاع عن قراهم بوجه الهجمات الصهيونية، واختير أميناً لسر هذه اللجنة، نشط في المجال النقابي وكان أحد قادة جمعية العمال العربية الفلسطينية بين 1944 و1948،
شارك في معارك سنة 1948 في الجليل،رفض مغادرة فلسطين بعد سقوط معظم المدن فاعتقلته السلطات الإسرائيلية في 29/10/1948 ونقل الى معتقل نهلال، ثم أبعد الى لبنان عنوة في 31/01/1949، فانضم الى عائلته التي عثر عليها في مخيم البداوي في شمال لبنان، ـ بدأ حياته في لبنان بالعمل كاتباً للحسابات لدى شركة منح وسميح عذرة للصناعات الكيماوية في طرابلس لكنه
لم يلبث أن قدم استقالته وسافر إلى الضفة الغربية في فلسطين للالتحاق بجمعية العمال العربية الفلسطينية، التي عاودت نشاطها في نابلس عام 1949. لكن، لم يطل الأمر به في الضفة الغربية فعاد الى لبنان، عمل مدرساً ومدير مدرسة وناظراً في مدارس وكالة غوث اللاجئين في لبنان (الأونروا) منذ سنة 1951 حتى سنة 1963، كما عمل في إحدى مدارس المقاصد الإسلامية، ثم أصبح مديراً لمبرة الملك سعود في برج البراجنة، أسس مع بعض رفاقه «المنظمة العسكرية لتحرير فلسطين» سنة 1949، أحد مؤسسي اللجان الشعبية في المخيمات الفلسطينية في لبنان، أمين سر رابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان، كان مشرفاً على رابطة الطلاب الفلسطينيين في لبنان حين تأسيسها في خمسينيات القرن العشرين، مؤسس وأمين سر اتحاد عمال فلسطين ـ فرع لبنان، نائب الأمين العام للاتحاد العام لعمال فلسطين، مندوب الاتحاد العام لعمال فلسطين الى الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، أسهم في تأسيس حركة القوميين العرب الى جانب جورج حبش ووديع حداد وهاني الهندي، وناضل في صفوفها منذ سنة 1953 حتى سنة 1967
وكان أحد مؤسسي الفرع العسكري للحركة، اعتقل أول مرة في سنة 1955 بعد توزيع بيان باسم الشباب العربي الفلسطيني، التقى ياسر عرفات للمرة الأولى في بيروت عام 1965 لتنسيق العمل العسكري بين حركة القوميين العرب وحركة فتح، استشهد شقيقه محمد في ثاني عملية لمنظمة أبطال العودة في 18/10/1966،شارك في صوغ اتفاق التهدئة بين منظمة التحرير والحكومة الأردنية سنة 1970 لكن هذا الاتفاق لم ير النور، أحد مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وظل يشغل عضوية المكتب السياسي للجبهة منذ تأسيسها حتى استقالته منها لأسباب ذاتية،
شغل أمين سر جبهة الرفض من سنة 1974 حتى سنة 1979، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في دورات عدة، وهو عضو في المجلس الوطني الفلسطيني، سجن في لبنان نحو 55 مرة، رئيس دائرة التنظيم الشعبي في منظمة التحرير الفلسطينية، ثم رئيس دائرة شؤون العائدين، عضو في اللقاء الثقافي الفلسطيني الذي أسسه الدكتور أنيس صايغ، عضو في المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي ـ الاسلامي في مجلس أمناء المنتدى القومي العربي ـ لبنان، أصدر كتاباً عن تجربة «جمعية العمال العربية الفلسطينية» في فلسطين، شارك في تحرير كتاب عن بلدته «سحماتا»، أصدر مذكراته بعنوان «تجربتي مع الأيام» في خمسة أجزاء (دمشق: دار كنعان، 2006)
“إنه ضمير الثورة الفلسطينية”
تحية لروحه الطاهرة ولأرواح كل شهداء شعبنا وأمتنا الأوفياء لفلسطين والأمة…