متخصص بالشأن الفلسطيني

خطاب خليل الحية خريطة طريق لصمود المقاومة والشعب الفلسطيني بمواجهة تآمرٍ عالميٍ وخذلانٍ عربيٍ وإسلاميٍ ودوليٍ لم يحصل على مرّ التاريخ

خطاب خليل الحية خريطة طريق لصمود المقاومة والشعب الفلسطيني بمواجهة تآمرٍ عالميٍ وخذلانٍ عربيٍ وإسلاميٍ ودوليٍ لم يحصل على مرّ التاريخ*

وصّفت المقابلة التي أجراها الدكتور خليل الحية القائم بأعمال رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة، ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة حماس، مع فضائية الأقصى بمضامينها والتفاصيل الدقيقة للواقع الذي تحياه القضية الفلسطينية اليوم بكل آلامها وآمالها والتحديات التي تواجهها كخريطة طريق لمواجهة تآمرٍ عالميٍ يتجلى بانحيازٍ وشراكةٍ أمريكيةٍ كاملةٍ وخذلانٍ عربيٍ وإسلاميٍ ودوليٍ لم يحصل على مرّ التاريخ.
وجاءت مضامين المقابلة لتعلي وتكبر صمود الشعب الفلسطيني البطل الذي تعرض لأبشع أنواع الإبادة المتواصلة منذ أكثر من أربعة عشر شهرًا، فهو الذي يستحق التحيّة في كل بقعة يتواجد فيها وخاصة في قطاع غزة المنكوب بأشد أنواع الجرائم على يد آلة العدوان الصهيوني النازية بمباركة ودعم غربي أمريكي منقطع النظير في تاريخ البشرية كلها.
مخطط الاحتلال لتقسيم غزة.. واستعراض نتنياهو
واستعرض الحيّة خلال المقابلة مخطط العدوّ المجرم وأهدافه من استمرار الحرب طوال هذه المدة وحرصه على قتل الحياة في غزة، والتي ظهرت إحدى تجلياتها بـ “صورة نتنياهو في محور نتساريم الاستعراضية مع مجموعة من القتلة”، حيث لا يرى وجودا للشعب الفلسطيني ويريد تهجيره، في الوقت الذي يسعى – ظلما وزورًا – لتشخيص القضية في المقاومة وحركة حماس، كنوع من الهروب للأمام لتبرير إجرامه وجرائمه.
وليس أشد دلالة على ذلك – بحسب الحية – من أنّ “الاحتلال يقتل الكل ويستهدف المستشفيات والدفاع المدني والنساء والأطفال والشيوخ وكل الوجود الفلسطيني لتفريغ غزة من أهلها”. وهو بذلك لا يميّز بين مدنيٍ ومقاوم كما يزعم.
وأمام ذلك كله هل يرفع الشعب الفلسطيني الراية البيضاء ويستسلم، مع استمرار الاحتلال باستهداف كل المناطق في غزة والضفة والقدس والداخل والمحتل، والإجابة وفقًا للحية بكل تأكيد: “لا”.
والواقع المقروء اليوم في القطاع، فإنّ “العدو الصهيوني يعمل على تقسيم قطاع غزة ويحارب المستشفيات ويقطع عنها الإمدادات كما يجري في مستشفى كمال عدوان، ويسعى لفصل شمال القطاع عن مدينة غزة بهدف تهجير الناس بشكل كامل في خطة خبيثة لم يشهد التاريخ مثلها”.
وليس هذا فحسب، “فالاحتلال يعمل على تجويع الناس وخنقهم ليستسلموا عبر خطة الجنرالات التي يجري تنفيذها”، وفقًا للحيّة، وذهب لأبعد من ذلك بعد أن دمّر “دمر المنطقة الجنوبية مع الحدود المصرية ويعمل على توسيع محور نتساريم بهدف حماية قواته من ضربات المقاومة”.
تهجير الشعب الفلسطيني هدف للعدوان المتواصل
ويرى في المخططات السابقة وقائع يسعى الاحتلال لتثبيتها عبر تهجير الشعب الفلسطيني من كل الأرض الفلسطينية، لا سيما وأن الضفة الغربية تشهد حالة يومية من القصف والقتل والعدوان الصهيوني.
ويؤكد أنّ حكومة المتطرفين الصهاينة وفرت غطاء لعدوان المستوطنين على ممتلكات المواطنين وحرقها في الضفة، منوها إلى أنّ الاحتلال يسعى لضم الضفة الغربية بالكامل ويأمل أن يجد الضوء الأخضر من إدارة ترمب القادمة.
ليس هذا فحسب، وكذلك المسجد الأقصى يتعرض لحالة ممنهجة من تضييق الخناق على المصلين حتى يقلل عددهم إلى أكبر قدر ممكن، وفقا للحية.
التجويع الممنهج والتطهير العرقي واللصوص زيادة
ولم يتوقف إجرام الاحتلال عند هذا الحد بحسب الحية فقد “لجأ إلى التجويع كقتل ممنهج ويرفض إجراء التطعيم لأطفال شمال القطاع في مسعى للضغط على الشعب الفلسطيني للاستسلام”.
وهي صورة يراها خليل الحية كما كلّ العالم اليوم “أبشع عملية تطهير عرقي وتهجير قسري يضاف إليها حالة تجويع ممنهجة”.
وفي الوقت الذي “يعيش فيه الشعب الفلسطيني في غزة مجاعة خطيرة واضحة أمام مرأى العالم يتحمل الاحتلال مسؤوليتها”، يذهب الاحتلال المجرم لمخطط اشد بشاعة وإجراما فيسلط اللصوص وقطاع الطرق الذين يحميهم بحرابه وتجري سرقة المساعدات بمباركته وتحت مرآه، ثم يمارس الأكاذيب على العالم بأنه يدخل 250 شاحنة يومياً.
هكذا يؤكد الحيّة بشاعة المشهد في ظل أنّ “المساعدات شحيحة واللصوص يسيطرون على جزء كبير منها تحت مرأى ومسع الاحتلال، وهناك حالة من التجويع والتهجير والقتل لإجبار الشعب الفلسطيني على الاستسلام، فضلا عن المشاهد المؤلمة لنسائنا وأطفالنا تدمي القلب لكنها لم تحرك الانسانية وتلزم الاحتلال على وقف العدوان، بحسب الحية.
والخلاصة التي يراها ويسمعها العالم صباح مساء “شعبنا يتعرض لإبادة جماعية لكنه غير قابل للتذويب والإنهاء والاستسلام لأنه يمكث على أرضه ويدافع عن قضيته ويطالب بحقوقه”.
ويضع الحيّة يده على الجرح الذي يتعمّد الاحتلال وضع الملح عليه وتعميق المعاناة من خلاله عبر “إغلاق معبر رفح، ومنع المؤسسات الدولية وخاصة الأونروا من العمل بحرية في غزة وسرقة المساعدات عبر قطاع الطرق”.
والأكثر ألما في هذا الوجع كله بحسب الحية أننا “لم نر حالة من الصمت والسكون وعدم التجاوب في الحروب كما يجري مع الحرب والعدوان على غزة”.
رسائل لقطاع الطرق وسارقي المساعدات والتجار
ومن المضامين المهمّة في خطاب الحية اليوم، تلك الرسائل التي وجهها لتلك الفئة الضالة التي رأت في انتهاز العدوان وما يعانيه الشعب الفلسطيني في غزة، ليضعوا أيديهم بيد العدوّ ويزيدوا مأساة أهل غزة، التي تستفز إنسانيتهم وضمائرهم إن بقي شيء منها حيث يقول: نوجه رسالة لقطاع الطرق بأن من يموت جوعاً هم أهلكم وشعبكم من أجل أن تحصلوا على المال المسموم، ومشاركتهم للاحتلال في مسؤولية الجريمة.
ورسالة ثانية أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها يوجهها الحية للتجار “بأن يكفوا عن شراء البضائع المسروقة لأنه يساهم في رفع أسعارها على المواطن”، وثالثة يشد بها على أيدي الجهات الأمنية والشعبية التي ضربت اللصوص بيد من حديد.
ويشدد الحية على أنّ “اللصوص أمام خيارين إما أن يواجهوا شعبهم بقوة السلاح والعزل من المجتمع أو يكفوا عن الأمر”، مؤكدًا على أنّ “المقاومة والشعب الفلسطيني ماضون في ملاحقة اللصوص فكفوا أفضل لكم ولا تصطفوا في كنف الاحتلال”.
وعلى الرغم من أنّ الاحتلال مسؤول عن اللصوص وشريك في عمليات السرق وقطع الطرق عن المساعدات، إلا أن حالة التضامن المجتمعي مع المقاومة في تشكيل قوة لحماية المساعدات ومواجهات مخطط الاحتلال الإجرامي مع تلك الحفنة الضالة حتى لو تطلب الأمر بذل الأرواح وهو ما حصل سابقا حيث استشهد العشرات في سبيل ذلك، وفقا للحية.
ملف الوحدة الوطنية ضرورة مُلحّة
وفي ظل هذه الصورة القاتمة والواقع الأليم، تلمس خليل الحية في خطابه أهمية العلاقات الوطنية التي أكد أنها في تصاعد وتناغم كبير على صعيد الفصائل وقوى المجتمع المدني والعشائر، لا سيما وما ظهر من حالة الإنسجام والتنسيق المجتمعي والقدرة على استيعاب الحالة التي نشأت مع الحرب.
حالة يرى فيها حاجة ملحة تمثل المسؤولية التي تلزم الجميع أن يقف في مواجهة تصفية القضية الفلسطينية بكل الأدوات، محذرًا في الوقت نفسه من أنّ” الحالة الفلسطينية ستكون عاجزة عن مواجهة العدو الصهيوني بدون وحدة وطنية”.
المقاومة الصامدة ووحدة الساحات
وتحت هذا العنوان الكبير أكد الحية أنّ المقاومة في الخارج على تواصل دائم في كل الساحات مع القوى الفلسطينية للتشاور والحديث في الوضع الراهن، موجها رسالة تقدير واحترام للمقاومة الفلسطينية الباسلة التي تقاتل بدمها ولحمها طوال 14 شهرا.
ويلفت إلى أنّ المقاومة تقاتل بسلاح متواضع أبشع وأجرم وأشرس قوة عرفتها البشرية ومعها قوى الشر المتمثلة بالإدارة الأمريكية، مثمنا جهود المقاومين في كل الفصائل المعتصمين بسلاحهم ويحملون شعار استنزاف العدو أينما حل.
كما يشيد الحية في هذا السياق بالمقاومة في شمال القطاع الصامد، التي ما زالت تدافع عن شعبها وقتلت أكثر من 30 جنديا صهيونيا حسب اعترافه، وليؤكد بالقول:” نحن شعب يدافع عن نفسه ومقاومة تدافع عن قضية باسلة مقدسة”.
طرق كل الأبواب للوصول لوقف العدوان
وفي هذا السياق يكشف الحية عن الجهود المبذولة لوقف العدوان فيؤكد على القول: نحن نبحث في كل الأبواب وكل المسارات والطرق التي يمكن من خلالها وقف العدوان.
ويلفت إلى أنّه تجري الآن بعض الاتصالات لتحريك ملف المفاوضات ونبدي مرونة في ذلك، موضحا أنّ المقترح الأمريكي الأخير لم يتحدث عن وقف الحرب ولا عودة نازحين بل عن إعادة بعض أسرى العدو فقط.
كما يكشف الحية عن عرض مصري يتضمن لجنة إدارية لقطاع غزة وتعاملنا مع الموضوع بشكل مسؤول.
ويقول: خطونا خطوات كبيرة في طريق التوافق والرعاية المصرية متواصلة لتشكيل لجنة تدير كل شيء في قطاع غزة، موضحا أنّ” اللجنة الوطنية تتشكل من مجموعة من المهنيين القادرين على العمل في المجالات كافة وستقوم بمهام العمل الحكومي”.
ويتحدث الحية عن بعض الشروط والعوامل المهمة لإنجاح مثل هذه اللجنة وأنها يجب أن تكون اللجنة على علاقة وثيقة بالحكومة مع الضفة الغربية ولا بد أن تكون لها جهة رقابية تدافع عنها وتغذيها.
كما يعبرّ عن تفاؤله من أنه من الممكن أن نتفق على آلية لفتح معبر رفح بما هو ممكن ومتاح حتى تعود الحياة لقطاع غزة ودخول المساعدات وسفر المرضى.
ويتابع بالقول: عرضنا الاتفاق على إدارة الشرطة في قطاع غزة بقيادة شخصية وطنية بالتنسيق الكامل مع السلطة ومصر.
ويقول: “لن نترك أي فرصة للوصول إلى حالة توافق وطنية من موقع المسؤولية”.
ويلفت الحية إلى أنّ المقاومة اشترطت فقط أن تكون اللجنة قادرة على تلبية احتياجات القطاع وقت الحرب وبعدها من الإعمار والإغاثة والإيواء والصحة والتعليم، منوها إلى القول: قطعنا شوطا كبيرا في الاتفاق على لجنة لإدارة قطاع غزة وماضون حتى النجاح.
الأمة العربية والإسلامية وحالة الخذلان
وفي ختام المضامين التي تحدث عنها الحية، يعبر عن ألمه الشديد من الشعور بالخذلان الحقيقي من الأمة على كل المستويات وبشكل غير مسبوق.
ويطرح الحية عددا من التساؤلات التي تحمل عتبا شديدًا على الامّة بكل مكوناتها، إزاء الصمت والخذلان الحاصل تجاه الدماء النازفة والمحرقة الحاصلة والإبادة الجماعية في فلسطين منذ أكثر من أربعة عشر شهرًا.
فلا يعقل أن الأمة العربية الإسلامية بما تملكه من مقدرات لا تستطيع أن تلزم العدو على وقف الحرب، فهل يعقل أن تكون الشعوب العربية والإسلامية عاجزة عن وقف العدوان على غزة.
وهل استسلمت الأمة للعدوان الصهيوني دون حراك حقيقي يوقفه، و ماذا سيفعل الاحتلال إذا تعطلت مصالحه السياسية والاقتصادية في الدول العربية.
ورغم ذلك لا يجد الحيّة بدًا من القول رغم كل الألم: لدينا أمل في الأمة العربية والإسلامية أن تستعيد دورها، محذرا في ختام حديثه من أنّ “الوجود الصهيوني خطر على البشرية والأمة العربية والإسلامية وعامل لفقدان السلم في المنطقة بأكملها”.

آخر الأخبار
مسيرات مليونية في 600 ساحة مركزية وفرعية في اليمن: ثابتون مع غزّة العزة..بلا سقف ولا خطوط حمراء مقتل أسرائيلية في عملية طعن في "هرتسيليا" قرب تل أبيب قان بها شاب من سكان طولكرم.. الاحتلال يحرق مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة ويختطف اأطباء ومرضى،ويرتكب مجزرة مروعة خلفت 50 شهيدا ب... صاروخ يمني باليستي فلسطين 2 يثير الذعر في “إسرائيل” واليمنيون يتوعدون بالتصعيد و18إصابة بعد إطلاق صف... أكثر 40 ألف مصلّ أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، بالرغم من عراقيل وإجراءات الإحتلال  سورية اليوم تواجه خطران، الخطر الصهيوني، وخطر التقسيم، وحدة سورية هي ضمانتها بوجه مخطط تقسيمها *المقاومة في جباليا..بسالة وصمود أرعب العدوّ..وتصاعد عمليات المقاومة في الضفة.. وتنديد بما تقوم به أ... فصائل وعدد من الشخصيات الوطنية تسلم مصر قائمة المرشحين لإدارة لجنة الإسناد المجتمعية بغزة تجمع الشخصيات المُستقلة يدعو الرئيس محمود عباس عبر "وطن" لإنهاء الحملة الأمنية في جنين، مايجري يصبُ ... بيان صحفي ثلاثي مشترك صادر عن (حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية ) *تفاصيل مُفاجئة حول العملية الأمنية التي تقوم بها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في جنين..الخطة اطلعت ع... *جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تهنئ حركة حماس بذكرى انطلاقتها 37*. *هل تتراجع قيادة السلطة الفلسطينية عن قرار رفضها تشكيل لجنة الإسناد المجتمعية في غزة التي تم التوافق... اجتماع قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية مع د.سمير الرفاعي سفير دولة فلسطين بدمشق جبهة النضال تلتقي سفير جنوب افريقيا في دمشق لقوات المسلحة اليمنية تعلن استهداف مدمّرة أميركية و3 سفن إمداد تابعة للقوات البحرية الامريكية بـ 16 ... *القوات المسلحة اليمنية تستهدف هدف عسكري حيوي في يافا "تل أبيب"بصاروخٍ باليستي فرط صوتي "فلسطين2"* المفاوضات بين مصر"واسرائيل"واللقاءات بين حركتي فتح وحماس والجهاد بالقاهرة قد تعيد فتح معبر رفح وتشكي... *عبد المجيد: في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، المقاومة في فلسطين ولبنان والمنطقة وصمود ش... *غرفة عمليّات المُقاومة الإسلامية في لبنان: مجاهدونا على أتم الجهوزيّة للتعامل مع أطماع العدو واعتدا... جبهة النضال تلتقي سفير جمهورية بيلاروس في دمشق *توصيات لمعهد السياسة والاستراتيجية/ جامعة رايخمان اللواء عاموس جلعاد: حقبة جديدة في الشرق الأوسط*..... الخامنئي: ينبغي إصدار أحكام إعدام على قادة إسرائيل وليس أوامر اعتقال، ومذكرة اعتقال نتنياهو ليست كاف... عبد المجيد لـ"سبوتنيك": معركة روسيا ضد النازيين في أوكرانيا ستضع حدا للهيمنة الأمريكية على العالم يوم حافل بعمليات حزب الله النوعية ضد تل أبيب وحيفا وعكا وصفد قواعد وتجمعات ومستوطنات.. 51 بياناً و"ت...