توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي..قتل بلا حدود و لا رادع أخلاقي او ديني أو قانوني، الحرب الصهيونية ضد البشر والحجر
توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي..قتل بلا حدود و لا رادع أخلاقي او ديني أو قانوني، الحرب الصهيونية ضد البشر والحجر.
بقلم الاعلامية دارين فضل
في بادئ الامر انطلى علينا جميعا واقع الخرق الامني و الخيانات الكبيرة بعد حجم الاغتيالات الهائل لقاده المقاومة في فلسطين و لبنان ، لان الحرب التي استخدمها عدونا ضدنا غير مسبوقة ، لا نعرف عنها الكثير ، و حتى الان نجهل الكثير من سراديبها المظلمة القذرة ، ما كنا نراه من أفلام امريكية منذ عقود عن حرب متطورة تدار بذكاء اصطناعي، تستخدم حجم معلومات هائل و تقاد بعيدا عن البشر ، صحيح إلى حد ما ، غير أن البشر لا يزالون يتحكمون بهذه الحرب ، حتى اللحظة .
توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي ، هي استراتيجية قائمة على المشاركة بين البشر والذكاء الاصطناعي، على أن يتولى في هذه المرة الذكاء الاصطناعي مهمة تحديد الأهداف ومراجعتها وتعقبها، ويقوم البشر بمهمة التنفيذ ، بعد جمع كميات هائلة من البيانات بفضل الأقمار الصناعية والرادارات وأجهزة الاستشعار وأجهزة الاستخبارات.
في الحرب الروسية الاوكرانية، اعتمدت اوكرانيا على الذكاء الاصطناعي ، مستخدمة برنامج شركة “Palantir”ويعتبر البرنامج “المسؤول عن معظم الاستهدافات في أوكرانيا”.
من خلال جمع بيانات ضخمة عبر وسائل متعددة
العدو الصهيوني في حربه على غزة استخدم الذكاء الاصطناعي من خلال عدة انظمة :
١- (The Gospel) “غوسبل” ، هذا النظام من تطوير وحدة الاستخبارات الشهيرة (8200) المعروفة بتطوير تقنيات ذكية وسيبرانية، ومهمته تحديد المباني التي يُعتقد أنها تُستخدم من قِبل عناصر المقاومة ، ليُصار الى استهدافها آليًا ، وذلك عبر بيانات ضخمة تم تجميعها من خلال تحليل صور الأقمار الاصطناعية وصور الكاميرات الواردة من “الدرونز” وكاميرات المراقبة، والرادارات و الاستشعار الحراري ومعلومات حول حركة الافراد وغيرها
كما يستخدم نظام “غوسبل” عدة مؤشرات كان تشهد حركة للافراد او انها تغيرت عبر مقارنتها بصور قديمة
٢- lavender وهو نظام استهداف الأفراد:
أدى نظام “لاڨندر” دوراً كبيراً في بناء قاعدة أهداف بشرية لأشخاص ينتمون للمقاومة ، من خلال نظام مراقبة جمعية، وتجميع بيانات اعتمدت على تحليل أنماط الأفراد وتصرفاتهم، بهدف القياس على أفراد آخرين مُحتملين ، واستخدم نظام “لافندر” الصور وجهات الاتصال الهاتفية ، ارسال رساله عبر تطبيق “واتس اب ” على سبيل المثال لمقاوم (بغض النظر ان يكون قريبه أو صديقه أو جاره ) هذا كله يجعله هدفاً للاغتيال، من دون أي تدخل بشري!!
٣-“أين أبي؟”.. where’s daddy نظام استهداف المنازل، تم تصميمه لتعقب الأفراد المُستهدفين واستهدافهم عندما يدخلون منازل عائلاتهم، باعتبار ان احتمالية إصابتهم حينها في منازلهم أعلى
استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب لاشك يعتبر خارج اي اعراف انسانية و قوانين دولية لانه يمكن الخصم من استهداف من يريد اينما يكون دون مراعاة الاكتظاظ السكاني و بالتالي لا يهتم بـ ً ارقام الضحاياً الذين سيتسبب بقتلهم لتحقيق هدفه، اضافة الى تدمير هائل في البنى التحتية
هل تعلمون أن هناك خطر حقيقي لأن توظيف الذكاء الاصطناعي في الحروب، يسمح باستخدام الأسلحة آلية وذاتية التحكم ، ما قد ينتج عنه تطبيق قرارات آلية دون تدخل بشري؛ وهذا يثير مخاوف حقيقه بشأن فقدان السيطرة الإنسانية على الآلة
اضافة الى أنه قد نُعتبر جميعنا من بيئة المقاومة باعتبار وجود علاقة قرابة او صداقة او جيرة مع أحد المقاومين أو قد نكون احد الطواقم الطبيه التي تقوم باسعاف مقاوم على سبيل المثال ، نصبح جميعنا ضمن دائرة الاستهداف ، لأن هذه البرامج الآلية ووفقا للمعلومات والبيانات لديها ، لن تميز بين الهدف التي تريده و “الهدف المُحتمل”!! ما يعني قتل بلا حدود و لا رادع أخلاقي او ديني أو قانوني