حجم الرسائل السياسية والعسكرية الإيرانية في الضربة الموجهة لمواقع العدو الصهيوني كان بالغا وبليغا في كل الإتجاهات
حجم الرسائل السياسية والعسكرية الإيرانية في الضربة الموجهة لمواقع العدو الصهيوني كان بالغا وبليغا في كل الإتجاها
واصف عواضة
إيران فعلتها لأول مرة وهاجمت إسرائيل ب 330 مسيّرة وصاروخا مجنّحا وبالستيا دفعة واحدة من صناعتها وإنتاجها الحربي، ،فشغلت الكيان الصهيوني ومواطنيه من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال ،ومن فقش الموج غربا حتى حدود لبنان وسوريا والأردن شرقا، وذلك على مدى نحو عشر ساعات ،منذ إنطلاق الصواريخ والمسيرات من الجمهورية الإسلامية وحتى بلوغها الأجواء والأراضي الإسرائيلية ،وفي ذلك رسائل واضحة وصريحة في كل الإتجاهات.
المهم أن إيران قالت وهددت وفعلت على الرغم من كل حملات التهويل والتهديد والاستعدادات للتصدي التي أطلقت أسرائيليا وأميركيا،في وقت كان المحللون والخبراء والمشككون والمراهنون يستبعدون ردا إيرانيا بمثل هذا المستوى،لدرجة أن البعض راح يراهن على إرتباك إيران وتخوفها من ردود الفعل.
والمهم أن حجم الرسائل الإيرانية كان بالغا وبليغا في كل الإتجاهات:
الرسالة الأولة كانت للكيان الاسرائيلي وقادته ،بأن إيران لن تتوانى بعد الآن عن مهاجمة إسرائيل وبكل ما تملك من أسلحة ،وأن حجم الهجوم مستقبلا سيعتمد على حجم الرد الإسرائيلي ،خاصة وأن طهران لم تستخدم كل تقنياتها العسكرية ،في حين لا تعرف إسرائيل كل ما تملكه الجمهورية الإسلامية من أسلحة.
الرسالة الثانية كانت للولايات المتحدة بأن كل تهديداتها وحرصها ودعمها للكيان الصهيوني ومشاركتها في الدفاع وتهديداتها بالهجوم ، لم ولن تؤثر في القرار الإيراني،وبالتالي ستكون القواعد الأميركية في المنطقة عرضة للإستهداف في حال تمادت الولايات المتحدة في موقفها الداعم للصلف الإسرائيلي.
الرسالة الثالثة كانت باتجاه الغرب، وتحديدا الأوروبي الذي انبرى بعض دوله إلى المشاركة في الدفاع الجوي،لا سيما بريطانيا وفرنسا ،وهو ما يجعل مصالح هذه الدول في المنطقة عرضة للخطر،وعليها من الآن وصاعدا أن تتحمل الغرم.
الرسالة الرابعة موجهة إلى دول الإقليم ،خاصة العربية منها ،بأن أي مشاركة في الدفاع عن إسرائيل ستعرّض هذه الدول للمخاطر ، وطبيعي ان هذه الدول لا تملك الدفاعات الجوية التي تحمي إسرائيل ،خاصة أمام حجم الهجوم الإيراني.
الرسالة الخامسة موجهة إلى كل المعنيين بأن إيران من الآن وصاعدا لن تترك حلفاءها في المنطقة وحدهم في مواجهة الكيان الإسرائيلي،وأنها باتت جزءا من عملية الإسناد لفلسطين في إطار وحدة الساحات.
الرسالة السادسة موجهة إلى الفلسطينيين ،خاصة المقاومة في غزة ، بأن المساندة الإيرانية تخطت الدعم العسكري والمالي،إلى الإنخراط مباشرة في المعركة،وهو ما يعزز ثقة الفلسطينيين بالنصر .
ويبقى السؤال :ماذا بعد؟
كان واضحا أن الأميركيين يتجنبون التصعيد ،لأنهم يعرفون جيدا المخاطر الناجمة عن توسيع رقعة الحرب.ولذلك سارع الرئيس بايدن إلى الإتصال برئيس الوزراء الاسرائيلي طالبا منه عدم الرد على إيران .وعليه تدرجت التهديدات الإسرائيلية نزولا من الرد الحتمي على إيران، إلى طلب انعقاد مجلس الأمن والمواجهة بالسبل السياسية والدبلوماسية.وهذا لا يعني أن إسرائيل ستحجم عن الرد العسكري ،ولكن أغلب الظن إذا ما حصل ذلك فسيكون خارج الأراضي الإيرانية كما جرت العادة.
في الخلاصة ،كسرت إيران الخطوط الحمر،وباتت يدها أكثر سلاسة على السلاح،شعارها “وإن عدتم عدنا”،وهذا يعتمد على الموقف الإسرائيلي.لكن المنطقة ستبقى على فوهة البركان طالما الحرب الإسرائيلية على غزة مستمرة ،ولا سبيل إلى الاستقرار إذا لم تتوقف هذه الحرب.