متخصص بالشأن الفلسطيني

حركة حماس هي التي تقرر “اليوم التالي” في غزة والضفة وتل أبيب..رغما عن نتنياهو وبايدن والمتواطئين معهم..

حركة حماس هي التي تقرر “اليوم التالي” في غزة والضفة وتل أبيب..رغما عن نتنياهو وبايدن والمتواطئين معهم..

 

سمير الحجاوي

تنسجم مناورات حركة حماس السياسية، ببراعة تنسجم مع الصمود العسكري على الأرض، فحركة المقاومة الإسلامية تطبق باقتدار مبدأ “الحرب وسيلة أخرى من وسائل التفاوض لتحقيق الأهداف” ببراعة واحترافية قل نظيرها، رغم الضغوط المصرية والإماراتية والسعودية والعربية والدولية على حد سواء. وهذا يعطي حماس اليد العليا لتقرير “اليوم التالي” في غزة والضفة الغربية وتل أبيب

 

براعة حماس اضطرت رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتن ياهو إلى الإعلان أنه لن يرضخ لشروطها، لأن تلبية هذه الشروط يعني هزيمة (إسرائيل).

 

ومن هنا فان استخدام نتن ياهو مصطلحات من قبيل “شروط حماس” و “هزيمة اسرائيل” شيء جديد في القاموس الاسرائيلي، فخلال 75 عاما من الاحتلال، كان العدو الاسرائيلي هو الذي يفرض الشروط على الفلسطينيين والعرب، اما الان فان الفلسطينيين يضعون شروطا بسقف مرتفع، مما يدل على صلابة موقف المقاومة الاسلامية الفلسطينية، حماس والجهاد، وقوة موقف كتائب القسام وسرايا القدس على الارض، رغم الخسائر الضخمة والمؤلمة بين المدنيين الفلسطينيين والدمار والدماء وحرب الابادة التي يشنها العدو الصهيوني

 

حماس لا تزال متمسكة بشروطها لوقف الحرب وهي ” وقف العدوان الاسرائيلي بشكل دائم، وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع، ورفع الحصار، واعادة اعمار غزة، وتبادل الاسرى، ووقف العدوان الاسرائيلي في الضفة الغربية، ووقف الانتهاكات الاسرائيلية في القدس، وعودة الاوضاع في المسجد الاقصى الى ما قبل عام 2002

 

هذه الشروط تثبت صلابة موقف المقاومة الاسلامية الفلسطينية على الارض في غزة، وقدرتها على مقاومة الاحتلال والتصدي له واطلاق الصواريخ بعد 5 شهور من الحرب والعدوان الاسرائيلي الشرس والهمجي على قطاع غزة، ورغم الحصار الذي يفرضه النظام المصري من جهته ايضا، ورغم التخاذل والخذلان للنظام العربي الرسمي، ورغم موقف سلطة التنسيق الامني في رام الله، المنحازة للاحتلال من خلال التنسيق الامني

 

العدو الاسرائيلي وحلفاؤه من العرب ومعهم امريكا وبريطانيا والغرب لهم حسابات، والمقاومة الاسلامية الفلسطينية لها حسابات اخرى مختلفة، والكلمة الفصل بين هذه الحسابات تكون على الارض وليس فوق طاولة المفاوضات، فالرصاص هو الذي يتفاوض، وحماس تتقن تماما التعبير بلغة الرصاص، ولديها ما يكفي من الرصاص لكي تتفاوض

 

نظام السيسي يضغط على حماس بكل قوة لتقديم تنازلات، بالترهيب والترغيب، والالاعيب، يسانده في ذلك النظام الحاكم في ابو ظبي، كما ان الرياض ليست بعيدة عن ممارسة الضغوط من البوابة الخلفية، عبر بوابة التلويح بورقة اعمار غزة.

 

مشكلة القاهرة والرياض وابوظبي ان نتن ياهو وضع سقف اهدافه المتمثلة باجتثاث حكم واعادة السيطرة الامنية على قطاع غزة واقامة نظام حكم يرضى عنه، في حين وضعت حماس اهدافا بسقف لا يقل عن سقف نتن ياهو المتمثل باطلاق جميع الاسرى الفلسطينيين، ورفع الحصار عن قطاع غزة، وانسحاب قوات العدو الاسرائيلي من القطاع، والتزام العالم باعادة اعمار غزة”، وهي اهداف تجعل من مهمة التقريب بينهما “شبه مستحيلة” وتحتاج الى معجزة لتحقيقها،.

 

المزيد من المشاركات

خطة الإرهابي نتن ياهو لإعادة احتلال غزة واجتثاث حماس وإلغاء (الأونروا) بمساعدة دول عربية

الرئيس البرازيلي يُصرّ على اتهام إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في غزة

إنترسبت: فضيحة كبرى.. اللوبي اليهودي يضغط لصناعة قوانين إرهاب تستهدف الفلسطينيين في أمريكا

فشروط حماس حولت “طوفان الاقصى” من “طوفان عسكري” الى “طوفان سياسي”، ويدل على ذلك كثرة الوسطاء، والجولات المكوكية لوزير خارجية امريكا ومدير مخابراتها، الذين ربما يشتريان شققا في المنطقة للاقامة فيها بدل السفر الدائم، لان المفاوضات بين الكيان الاسرائيلي وحماس هي واحدة من اعقد المفاوضات السياسية في العصر الحديث واصعبها.

 

الكل يتوسط “مصر وقطر وتركيا وامريكا وروسيا والصين والامم المتحدة”، لكن كل هذه الوساطات لم تستطع ان تزحزح حماس عن مطالبها “الوجودية”، والتي لا تستطيع ان تتنازل عنها بعد كل التضحيات والدماء التي قدمها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة

 

ما يجري على الارض يقول ان حماس، ومعها الجهاد الاسلامي، هي “اليوم التالي” ليس في غزة بل في الضفة الغربية ايضا، وان اليوم التالي لسلطة رام الله سيكون في مهب الريح، فالوضع في الضفة الغربية بعد 7 اكتوبر لن يعود ابدا الى ما قبل ذلك، سلما او حربا، ومع ان حماس لا ترغب في منازلة سلطة رام الله عسكريا كما حدث في غزة، الا ان الظروف على الارض قد تدفع الاوضاع الى مثل هذه المواجهة العسكرية، اذا استمرت سلطة التنسيق الامني بالعمل ضد المقاومة في الضفة الغربية، وربما يكون اليوم التالي “لسلطة رام الله” هو الانهيار بسبب ضغوطات العدو الاسرائيلي عليها لتقديم المزيد من التنازلات وملاحقة المقاومين الفلسطينيين،

 

حماس هي التي تقرر ايضا اليوم التالي في تل ابيب، وهي التي ستقود نتن ياهو الى مصيره المحتوم في “السجن”، وتراكم المزيد من التشقق في والتآكل في مجتمع الاحتلال الاسرائيلي، واستثمار حالة التطرف الاسرائيلية الصهيونية في تصعيد المواجهات في الضفة الغربية ضد المستوطنين وجيش الاحتلال.

 

اليوم التالي هو لصالح حماس والجهاد والمقاومة الاسلامية الفلسطينية، وهذا مرهون بمقاومة الضغوط المصرية الاماراتية السعودية من جهة، والصمود في وجه الالة العسكرية الاسرائيلية الدموية في قطاع غزة، والتمسك بالشروط والاهداف وعدم التنازل، وان تواصل خطابها السياسي بلغة ثورية وبلهجة الثوار، فحماس ثورة وليست حزبا سياسيا، وهي تمرد من اجل الحرية والتحرر، وليست مجموعة مفاوضين من اجل ابرام الصفقات السياسية.

 

لقد اثبتت حماس انها قادرة عسكريا، واثبتت انها قادرة سياسيا، رغم انها محشورة في 365 كيلومترا مربعا في قطاع غزة، ورغم ما يزيد عن 100 الف شهيد وجريح، ورغم مرور 5 شهور من حرب استخدم فيها العدو الاسرائيلي الصهيوني كل ما ترسانته وترسانة العدو الامريكي من اسلحة وذخائر.

آخر الأخبار
أبعاد تصريحات نتنياهو والعدوان الأخير على سوريا..ما المطلوب من القمة العربية قبل فوات الأوان لإحباط ... حركة حماس وجبهة النضال الشعبي تبحثان مستجدات القضية الفلسطينية يوم استثنائي وتاريخي للبنان والأمة والعالم في التشييع المهيب والمليوني للشهيدين السيدين نصرالله وصفي... جدل واسع بعد ظهور الصحفي الإسرائيلي إيتاي أنغيل، مراسل القناة 12 في قلب دمشق ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة.. وقفة احتجاجية ضد وجود الصحفي الصهيوني ايتاي انيغل، وضد تصريحات نتنياهو الاخيرة استحقاق المرحلة الجديدة .. ذوبان الفصائل في مربعات اليمين واليسار والاسلام إعلام إسرائيلي: هجوم خطير.. انفجار 3 حافلات في "بات يام" جنوبي "تل أبيب" وكان من المفترض أن تنفجر 15... قمة عربية مصغّرة في السعودية حول الترتيبات في قطاع غزة والخطة المصرية البديلة عن خطة ترامب ..خلافات ... مظاهرات بمئات الآلاف حول العالم رفضا لاقتراحات ترامب بشأن غزة ودعماً لحقوق الشعب الفلسطيني..مائتا أل... القيادي الفلسطيني”خالد عبد المجيد”يدين تصريحات ترامب العدوانية والاستفزازية للشعب الفلسطيني والأمة ا... *سيناريو الخطة المصرية البديلة التي ستقرها القمة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لخطة ترامب بتهجير و... الكشف عن تفاصيل جديدة حول الخطة المصرية لقطاع غزة: لجنة لإدارة القطاع بدون مشاركة حماس..وإنشاء 20 من... رفض وغضب يعم الأوساط الفلسطينية لقرار وقف مخصصات الأسرى والشهداء والجرحى..خضوع للمعايير الإسرائيلية ... *المقاومة تتصدى للتصعيد والعدوان الصهيوني المستمر في الضفة الغربية..جيش الاحتلال يواصل اقتحامه لعدد ... مسيرات مليونية في 600 ساحة مركزية وفرعية في اليمن: ثابتون مع غزّة العزة..بلا سقف ولا خطوط حمراء مقتل أسرائيلية في عملية طعن في "هرتسيليا" قرب تل أبيب قان بها شاب من سكان طولكرم.. الاحتلال يحرق مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة ويختطف اأطباء ومرضى،ويرتكب مجزرة مروعة خلفت 50 شهيدا ب... صاروخ يمني باليستي فلسطين 2 يثير الذعر في “إسرائيل” واليمنيون يتوعدون بالتصعيد و18إصابة بعد إطلاق صف... أكثر 40 ألف مصلّ أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، بالرغم من عراقيل وإجراءات الإحتلال  سورية اليوم تواجه خطران، الخطر الصهيوني، وخطر التقسيم، وحدة سورية هي ضمانتها بوجه مخطط تقسيمها *المقاومة في جباليا..بسالة وصمود أرعب العدوّ..وتصاعد عمليات المقاومة في الضفة.. وتنديد بما تقوم به أ... فصائل وعدد من الشخصيات الوطنية تسلم مصر قائمة المرشحين لإدارة لجنة الإسناد المجتمعية بغزة تجمع الشخصيات المُستقلة يدعو الرئيس محمود عباس عبر "وطن" لإنهاء الحملة الأمنية في جنين، مايجري يصبُ ... بيان صحفي ثلاثي مشترك صادر عن (حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية )