متخصص بالشأن الفلسطيني

لماذا أنا مع إيران..؟ بالرغم أنني لست فارسياً..ولاشيعيا..إيران وأنا مسألة تتطلب إيضاحا.. !!*

لماذا أنا مع إيران..؟ بالرغم أنني لست فارسياً..ولاشيعيا..إيران وأنا مسألة تتطلب إيضاحا.. !!*

 

*كتب الأستاذ العربي المصري أحمد العسكري*

أنا مع إيران لأنها تمارس الدور المصري في الستينات و لكن بصورة أكثر وعيا و فهما، وبطريقة أقل تهورا و اندفاعا.. ! حيث الوقوف ضد السياسة الامريكية وأطماعها ومخططاتها المعادية للعرب والمسلمين في المنطقة..! ولأنها تردع الغطرسة الاسرائيلية وتواجه مع قوى المقاومة من أجل استعادة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وحقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها القدس، ومحاولة إيجاد توازن قوى بمنطقة شديدة الحساسية في الصراع الإقليمي والدولي !

 

و لهذا أتعجب بعد كل ذلك من سؤال: *لماذا انت مع ايران ؟!* بكل وضوح لأن عقلي و ضميري لا يسمحان لي أن أكون *ضد إيران* !

 

لعلني لم أتصور أني سأجد نفسي مضطرا ذات يوم للكتابة في هذا الموضوع ! و ذلك لاعتقادي المطلق بأن مصادقة إيران هو الموقف الطبيعي الذي لا يحتاج شرحا، و لا يستدعي تفسيرا !

في حين أن معاداتها عبارة عن كسر مقصود لمنطق الاشياء، و إغفال متعمد لتأثير الجغرافيا، و تناسي خطير لوقائع التاريخ و لكني تحت سيف التساؤلات قررت الكتابة ليس تبريرآ لرأي أؤمن به اقتناعا دون الاصرار عليه عنادا !!

و لكن بالإساس لكي تكون أفكارى كلها واضحة بلا ظلال تعيق رؤية الملامح ! و من غير مواربة تخفي حقيقة النوايا!!

 

*إنني دوما ما أردد عبارة أراها كاشفة بأكثر من اللازم لحقيقة موقفي و هي أن انتمائي العاطفي كله لمصر إلا أن ولائي العقلي كله لايران*

 

و هي عبارة تحتاج توضيحا فقيمة أي موقف لا تكمن في إعلانه؛ بل في تأصيله، و هذا ما سوف أشرحه فيما هو قادم من نقاط .

 

١. من المؤكد أن تأييدي لإيران لا يرجع لسبب عرقى فأنا لست فارسيآ يبحث عن بقايا *المدائن* أو يحن الى قصور *كسرى*

 

كما أنه من المستحيل أن يكون السبب *مذهبيا* فأنا بكل وضوح لست شيعيا أرفع شعارات *الولاية* يوم الغدير، ثم.ألوح براية *الثارات* في ذكرى كربلاء، و إن كان هذا لا ينفي تقديري لحضارة فارس، و شغفي بتاريخ الشيعة !

 

٢. إنني من المؤمنين بأن توصيف الصراع بيننا و بين إسرائيل عبارة عن صدام حول الوجود، و ليس نزاع على الحدود،و بالتالي لا بد أن ينتهى بفناء طرف و بقاء آخر !

و اليقيني أن العالم العربي أكبر من أن يتم ابتلاعه، كما أن الشعب الفلسطينى أعمق من أن يكتمل اقتلاعه، و هذا معناه أن إزالة إسرائيل حتمية، مهما بدأ الهدف اليوم بعيدا و صعبا، فإسرائيل كما هو معروف تستند في بقائها على قوة السلاح، و ليس على شرعية القبول، و السلاح وحده لا يضمن مستقبلا، و لا يصون وطنا، لأنه قادر على فرض الأمر الواقع فقط، بغض النظر عن اتساقه مع حقائق التاريخ و أحكام القانون، و ذلك الواقع متغير فمثلما لم يكن حاضرا بالأمس، قد لا يكون موجودآ غدآ، و لقد قالها بوضوح المفكر اليهودى الشهير *يوري افنيري* في كتابهIsrael* *without zionism 《 لا بد أن تطل اسرائيل على الماضي لتعرف أنه لا يوجد كيان راهن على القوة وحدها الا وقد انتهى و تبخر من فوق الخرائط !!》

 

٣. إن الرئيس السادات قرر في لحظة ما أن حرب اكتوبر تشرين ١٩٧٣ هي آخر الحروب مع اسرائيل، ثم سار وحده على طريق طويل و موحش نحو السلام المنفرد، و هذا ما كانت تريده *تل افيف* بالضبط منذ البداية، و أقصد *عزل مصر عن الشام* و لقد تحقق ذلك *جغرافيا* عام ١٩٤٨ بنيران البنادق ! ثم اكتمل *سياسيا* عام ١٩٧٩ بأوهام السلام !! .

 

٤. إن اللحظة التي خرجت فيها مصر من ميدان الصراع، دخلت بها إيران الى حلبة المواجهة، لتوقد ضوءً كان قد انطفأ، وتحيي أملآ كان قد مات، فأنا أستطيع القول أن تأثير مشهد هبوط السادات *بمبادرته* على مطار بن غوريون،قد تلاشى بنزول الخميني بعمامته على مطار مهر آباد !!!.

 

في المشهد الأول كانت مصر تدخل عصر *الغيبة* و في الثاني كانت إيران تبدأ زمن *العودة*!!

 

٥. لقد استندت شرعية الثورة الاسلامية على أنها أطاحت بشاه إيران *شرطي الولايات المتحدة الامريكية بالمنطقة* على حد تعبير الرئيس كارتر للامبراطورة *فرح* بقصر *نيافاران* ليلة رأس السنه عام ١٩٧٧ حينما كان يراقصها تحت انعكاس الشموع ! و على أنغام الموسيقى! … فكثيرون من أبناء جيلي لا يعرفون كيف كانت طبيعة العلاقة بين إيران من جانب و أمريكا وإسرائيل من جانب آخر .

 

دعوني أنقل لكم محضر جلسة بالكرياه بين *الجنرال عزرا وايزمان، و الجنرال حسن توفانيان* لكي أعطي إشارة على شكل تلك العلاقات .

 

*جنرال وايزمان* : إنني أريد إبلاغ الشاه عدة أمور :

– إسرائيل ترى إيران حليفها الاستراتيجي في المنطقة .

– إسرائيل ستمد إيران بصواريخ (ارض – ارض) بعيدة المدى !

– إسرائيل ليست لديها مانع في ان تضع أيران محتوى (ذري) على رؤوس الصواريخ !

 

بل سوف أذكركم أيضا بما قاله ممثل الموساد لسنوات طويلة في طهران *الجنرال يعقوف نمرودي* :

《 سوف يأتي يوم أروي فيه ما فعلته تل افيف من أجل الشاه ! صدقونى وقتها لن تشعروا بالمفاجأة، و لكن سوف تصيبكم الصدمة !》

 

٦. حين أسقط *آية الله الخميني* نظام (الطاووس) و أسس نظام (الفقيه) كان لا بد أن تستند سياسته الخارجية على أمرين الاول : عداء كامل للولايات المتحدة ! الثاني : رفض شامل لإسرائيل !

 

لأنه بغير ذلك ستتماثل المواقف و يتشابه الرجال ! و تصبح الثورة عبارة عن تغيير لأشخاص ! و ليست تبديلا لسياسات، و لهذا لم يكن غريبا أن يكون شعار الخميني بالأساس *الموت لأمريكا !* .

 

٧. طوال الأربعين سنة الماضية كان الهدف الرئيسي للولايات المتحدة و اسرائيل بهذه المنطقة هو إسقاط النظام القائم في إيران .

 

في البداية حركوا *صدام حسين* و فشلوا ! ..

 

ثم راهنوا على العقوبات و اخفقوا !

 

ثم فكروا في ضربة مباشرة و تراجعوا !

 

لتتحول ايران مع الوقت الى عقدة مثل عقدة Gordyos ! في الأساطير الأغريقية حيث أن محاولة فكها خطر ! و قرار تركها أخطر !

 

٨. إن إيران لم تكتفي طوال تلك العقود بمراكمة قوتها و تطوير قدراتها؛ بل إنها نظرت الى ما وراء الحدود ! لتؤيد و تسلح كل من كان مستعدا لمواجهة اسرائيل، من حماس الى حزب الله، و من الحوثيين حتى الجهاد لتصبح صداعا بعقل واشنطن و تل افيف صداعآ لا علاج له ! و لا حل معه ! .

 

ببساطة إن موقفي من إيران يرجع الى أنها تمارس الدور المصري في الستينات و لكن بصورة أكثر وعيا و فهما، و بطريقة أقل تهورا و اندفاعا !

 

حيث الوقوف ضد السياسة الامريكية ! و ردع الغطرسة الاسرائيلية، ومحاولة إيجاد توازن قوى بمنطقة شديدة الحساسية !

 

و لهذا أتعجب بعد كل ذلك من سؤال: *لماذا انت مع ايران ؟!* بكل وضوح لأن عقلي و ضميري لا يسمحان لي أن أكون *ضد إيران* !

آخر الأخبار
أبعاد تصريحات نتنياهو والعدوان الأخير على سوريا..ما المطلوب من القمة العربية قبل فوات الأوان لإحباط ... حركة حماس وجبهة النضال الشعبي تبحثان مستجدات القضية الفلسطينية يوم استثنائي وتاريخي للبنان والأمة والعالم في التشييع المهيب والمليوني للشهيدين السيدين نصرالله وصفي... جدل واسع بعد ظهور الصحفي الإسرائيلي إيتاي أنغيل، مراسل القناة 12 في قلب دمشق ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة.. وقفة احتجاجية ضد وجود الصحفي الصهيوني ايتاي انيغل، وضد تصريحات نتنياهو الاخيرة استحقاق المرحلة الجديدة .. ذوبان الفصائل في مربعات اليمين واليسار والاسلام إعلام إسرائيلي: هجوم خطير.. انفجار 3 حافلات في "بات يام" جنوبي "تل أبيب" وكان من المفترض أن تنفجر 15... قمة عربية مصغّرة في السعودية حول الترتيبات في قطاع غزة والخطة المصرية البديلة عن خطة ترامب ..خلافات ... مظاهرات بمئات الآلاف حول العالم رفضا لاقتراحات ترامب بشأن غزة ودعماً لحقوق الشعب الفلسطيني..مائتا أل... القيادي الفلسطيني”خالد عبد المجيد”يدين تصريحات ترامب العدوانية والاستفزازية للشعب الفلسطيني والأمة ا... *سيناريو الخطة المصرية البديلة التي ستقرها القمة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لخطة ترامب بتهجير و... الكشف عن تفاصيل جديدة حول الخطة المصرية لقطاع غزة: لجنة لإدارة القطاع بدون مشاركة حماس..وإنشاء 20 من... رفض وغضب يعم الأوساط الفلسطينية لقرار وقف مخصصات الأسرى والشهداء والجرحى..خضوع للمعايير الإسرائيلية ... *المقاومة تتصدى للتصعيد والعدوان الصهيوني المستمر في الضفة الغربية..جيش الاحتلال يواصل اقتحامه لعدد ... مسيرات مليونية في 600 ساحة مركزية وفرعية في اليمن: ثابتون مع غزّة العزة..بلا سقف ولا خطوط حمراء مقتل أسرائيلية في عملية طعن في "هرتسيليا" قرب تل أبيب قان بها شاب من سكان طولكرم.. الاحتلال يحرق مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة ويختطف اأطباء ومرضى،ويرتكب مجزرة مروعة خلفت 50 شهيدا ب... صاروخ يمني باليستي فلسطين 2 يثير الذعر في “إسرائيل” واليمنيون يتوعدون بالتصعيد و18إصابة بعد إطلاق صف... أكثر 40 ألف مصلّ أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، بالرغم من عراقيل وإجراءات الإحتلال  سورية اليوم تواجه خطران، الخطر الصهيوني، وخطر التقسيم، وحدة سورية هي ضمانتها بوجه مخطط تقسيمها *المقاومة في جباليا..بسالة وصمود أرعب العدوّ..وتصاعد عمليات المقاومة في الضفة.. وتنديد بما تقوم به أ... فصائل وعدد من الشخصيات الوطنية تسلم مصر قائمة المرشحين لإدارة لجنة الإسناد المجتمعية بغزة تجمع الشخصيات المُستقلة يدعو الرئيس محمود عباس عبر "وطن" لإنهاء الحملة الأمنية في جنين، مايجري يصبُ ... بيان صحفي ثلاثي مشترك صادر عن (حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية )