المؤتمر القومي العربي، واحة ديمقراطية في صحراء القمع..ثقافة تحصن السياسة والسياسة تترجم الفكر.
المؤتمر القومي العربي، واحة ديمقراطية في صحراء القمع..ثقافة تحصن السياسة والسياسة تترجم الفكر.
معن بشور
في اليوم الأول من يومي الدورة 32 للمؤتمر القومي العربي والذي تتضمّن جلسة افتتاح وجلستين للمناقشة العامة في ضوء “تقرير سياسي” هام أعدّه الدكتور زياد حافظ، وجلستين أوّلهما حول “نحو جبهة عربية عالمية لمناهضة الامبريالية والعنصرية الصهيونية” في ضوء ورقة قدّمها الدكتور ماهر الطاهر وأخرى حول “القضية السودانية” أعدّها الدكتور محمد حسب الرسول وقد شارك في المؤتمر 180 شخصية عربية من 17 بلداً بينهم 13 دولة عربية من المحيط الى الخليج و4 دول من بلدان الاغتراب تحملوا نفقات سفرهم وإقامتهم في تعبير واضح عن المكانة المتزايدة التي بات يمثّلها المؤتمر كمحاولة لتشكيل مرجعية شعبية عربية ملتزمة بالمشروع النهضوي.
لقد تميّز المؤتمر بتنوّع المنابت الفكرية والسياسية لأعضائه تحت سقف الالتزام بمشروع النهضة وحركة المقاومة وأسلوب الحوار الصريح والجريء، فتحوّل المؤتمر الى واحة ديمقراطية في صحراء يسودها تضييق مساحات الحوار وحرّية الرأي، واطاراً وحدوياً جامعاً في زمن التجزئة والتفرقة والتقسيم، ودعوة صادقة الى العدالة الاجتماعية في إطار تنمية مستقلة صاعدة،
ولكن السؤال العام هو كيف استمرّ هذا المؤتمر في عقد دوراته السنوية أكثر من ثلث قرن وهو يزداد عدداً، ويتطور نوعاً، ويحفر عميقاً في الحياة العربية، انه التراكم النضالي والسياسي والفكري الذي يقوم على النقاء الأخلاقي، والصبر الاستراتيجي، وسعة الصدر القادرة على استيعاب التعدد في الآراء والتنوّع في الأفكار.
اليوم الثاني للمؤتمر القومي
ثقافة تحصن السياسة والسياسة تترجم الفكر
معن بشور
في اليوم الثاني لدورة جنين في المؤتمر القومي العربي تركز البحث في أركان المشروع النهضوي العربي الست، الوحدة العربية، الاستقلال الوطني والقومي العربي، الديمقراطية، التنمية المستقلة والعدالة الاجتماعية، التجدد الحضاري، حيث قدم الدكتور محمد سعيد ادريس (مصر)، د. خالد شوكت (تونس)، أ. محمد احمد البشير (الأردن)، د. مصطفى المعتصم (المغرب)، أوراقاً بالتتالي مؤكدين على الطبيعة الفكرية والثقافية للمؤتمر جنباً الى جنب مع المضمون السياسي، وانطلاقاً من معادلة حرص المؤتمر منذ تأسيسه قبل 33 عاماً على الالتزام بها، وهي أن السياسة بدون ثقافة فراغ والثقافة دون سياسة ضياع.
وقد كانت الأوراق والمناقشات دليلاً آخر على المستوى الثقافي والسياسي الراقي للمؤتمر وللمشاركين فيه، فالثقافة والفكر يحصّنان السياسة مثلما تترجم السياسة السليمة الأفكار الى حقائق ووقائع وأفعال.
قبل مناقشة مشروع البيان الختامي، ناقش المؤتمر أوضاعه التنظيمية وفق ورقة حول مبادرات المؤتمر ومواقفه ما بين دورتي انعقاد المؤتمر أعدتها مساعدة الامين العام للمؤتمر أ. رحاب مكحل (لبنان) كاشفة مواقف المؤتمر ومبادراته في العديد من القضايا والمواقف، ناهيك عن تقرير مالي مصدق من محاسب قانوني، بالإضافة الى عرض للتحضيرات الجارية لعقد الدورة الثلاثين لمخيم الشباب القومي العربي.