الإعلام الصهيوني: الحصار على إيران فشل فشلا ذريعا..نحن في “إسرائيل”المحاصرين

الإعلام الصهيوني: الحصار على إيران فشل فشلا ذريعا..نحن في “إسرائيل”المحاصرين

كرم فواز الجباعي
فشل الكيان الصهيوني فشلا ذريعا في عزل وحصار الجمهورية الاسلامية الايرانية ولم تعد “إسرائيل” تلعب وحدها على خريطة وسط آسيا، وفي الأشهر الأخيرة خرجت إيران ببطء من المقاطعة التي فُرضت عليها وخلقت شراكات استراتيجية مع روسيا، والصين وبعض دول الخليج والآن تغازل الأردن ومصر. هذا وذكره الاعلام الصهيوني

– هارتس قالت :

– إن سياسة الحصار التي اتبعها “رئيس الوزراء الإسرائيلي” والمسؤولون السياسيون التي بدأت في 2009 لأجل عزل إيران من ناحية سياسية، وللضغط عليها اقتصادياً لخلق معارضات لها من الداخل، لأجل الدفع نحو سقوط النظام الذي يرغب بإبادة “إسرائيل” لم تعد كافية لكبح النظام الإيراني. واضافت معاريف يدعي مسؤولون سياسيون سابقون بأن المُذنب في الوضع الجديد الذي يتشكل أمام أعيننا هي الولايات المتحدة، التي أرخت قبضتها في المنطقة، في هذا الوقت كما يقولون، لم يتبقَ على الطاولة سوى التهديد العسكري ذا المصداقية الذي يمكنه أن يكبح إيران. لكن في وزارة الخارجية لا ييأسون، ومنذ تسلم “ايلي كوهن” منصبه كوزير للخارجية، وهو يجوب أرجاء العالم والدول المحيطة بإيران، مواصلاً الجهود الدبلوماسية لعزل الجمهورية الإسلامية وقبل شهر فقط فتحت أذربيجان سفارة في “إسرائيل” وفور ذلك سافر كوهن إلى تراكمانستان، ليدشن سفارة على مسافة 20 كيلومترا فقط من الحدود الطويلة للدولة مع إيران.

– في وزارة الخارجية لاحظوا الوضع والفرص، يقول رئيس دائرة “ايرو – آسيا وغرب البلقان” في وزارة الخارجية “يوفال فوكس” أن وزير الخارجية يولي لساحة “ايرو – آسيا” أهمية كبيرة جداً في هذا السياق، ونحن في ذروة الجهود لاختراقات جديدة في المجال.

– يدور الحديث عن استمرار مباشر لاتفاقات أبراهام، التي خلقت واقعاً جديداً مع دول الخليج وكذا في الجهود المتواصلة خلال كتابة هذه السطور مع السعودية، في النظام الإيراني الذي كان يشاهد “إسرائيل” حتى الآن وهي تحاصره وهي عاجزة، خرجوا إلى هجوم سياسي مرتد يهز من نظام العقوبات عليه.

– وزارة الخارجية الصهيونية :

– وحسب مصادر في وزارة الخارجية، يدور الحديث عن هجوم سياسي متبادل، فـ “إسرائيل” لا تتوانى في جهودها، ومن جهة أخرى فإن إيران لم تعد تجلس متفرجة، فضلاً عن محاولاتها خلق “طوق” عسكري على “إسرائيل” من خلال تفعيل ودعم حزب الله، والجهاد الإسلامي وميليشيات شيعية في لبنان وتتحول إلى لاعب دبلوماسي نشط في الساحة المحلية.

– خطة المصالحة الإيرانية :

– تقول رئيسة برنامج إيران في معهد أبحاث الأمن القومي “سيما شاين”: “هناك عملية واسعة جداً من المصالحة الإيرانية الإقليمية”، وأضافت: “أعتقد أن إسرائيل لا يمكنها أن توقف هذه المسيرة كونها تجسد مصالح كل الأطراف”.

-وجه “مئير شبات” الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي ورئيس مجلس الأمن القومي أصبع الاتهام لإدارة بايدن، وقال “إن القيادة في إيران ما كان يمكنها أن تأمل بفترة أكثر راحة من تلك الحالية، كي تسمح لها بمواصلة السير دون عراقيل نحو تعزيز مكانتها السياسية وجهودها في المجال النووي” .

– ويضيف “بن شبات” الذي يترأس اليوم معهد “مسغاف” للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية بأن “التراجع في مكانة الولايات المتحدة ونفوذها في الشرق الأوسط يمكن أن نلمسه أيضاً من سلوك السعودية ودول الخليج التي امتنعت عن الوقوف إلى جانب واشنطن ضد موسكو، ووثقوا علاقاتهم مع الصين في إطار بحثهم عن مساندين آخرين إلى جانب الولايات المتحدة أو بديلا عنها”.“وهذا هو ما شجع مسيرة استئناف العلاقات بين إيران ودول الخليج رغم العداء العميق بين الطرفين”.

– تقول “شاين”: “رغم العزلة الدولية نجح الإيرانيون في ذلك لأنهم عرفوا كيف يستغلوا الفرص، من يراجع مكانة إيران والقدرة على استئناف العلاقات مع السعودية والإمارات، إلى جانب المفاوضات التي تجرى مع مصر والأردن، يرى إنجازات مهمة جداً لهم، رغم ذلك، فإن المصريين لن يعطوا الإيرانيين أكثر من الأهمية التي يولونها لاتفاقاتهم معن، المعسكر السُني المناهض لإيران والذي تندرج فيه إسرائيل لا يزال مهماً، ونحن هناك بفضل الولايات المتحدة”.

– بالنسبة للعودة إلى الاتفاق النووي تصدر مرة أخرى العناوين الرئيسة، تقول “شاين” إن فرص ذلك ضئيلة أساساً لان الإيرانيين يمتطون صهوة الجواد وهم بحاجة أقل لهذا الاتفاق ولا يثقون بالأمريكيين”.

– في السعودية : يديعوت احرنوت :

– نشرت السعودية الأسبوع الماضي استطلاع يتناول مواقف السكان من “هجوم إسرائيلي” مُحتمل في إيران، ويتضح منه أن معظم سكان السعودية يعارضونه.

– تشرح “شاين” بأن “حرباً على حدود دول الخليج هو آخر ما يريده سكان المنطقة”، وعلى حد قولها “هم يخشون من هجمات أخرى من جانب إيران عليهم كرد فعل، ومقابل ذلك فإنهم لا يشعرون بأي تهديد جراء تطوير النووي”. “إسرائيل” لا يمكنها حقا أن تفعل شيئاً كي تمنع التقارب بين دول المنطقة وبين إيران. “مجرد أن تكون السعودية استأنفت العلاقات مع إيران فإن هذه ضربة للاستراتيجية الإسرائيلية لبناء جبهة مناهضة لإيران، لكن هذا لا يعني شيئاً حول متى وهل سيرغب السعوديون في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، اعتبارات السعودية لعدم التقدم معنا لا ترتبط بإيران في الدرجة الأولى، بل ترتبط أكثر في السياق الفلسطيني ومكانة السعودية كحامية الأماكن الإسلامية المُقدسة”.على حد قول “شاين” فإننا “كلما تحدثنا عن إمكانية تطبيع العلاقات معهم، يكون هذا جيداً أقل للسعوديين، فهم غير ناضجين للتطبيع ويرغبون في أن يواصلوا معنا من تحت الرادار”.فإن “إسرائيل” لا تيأس أمام النشاطات السياسية الإيرانية، وتقول “شاين” إن “هذا ليس في مستوى ما فعله الإيرانيون حول إسرائيل، فالجهاد الإسلامي ملتزم بإيران، وكذا حزب الله، إذ أنهما متعلقا بإيران اقتصاديا أيضاً، أما بالنسبة للدول التي أقامت إسرائيل علاقات معها فهي تخاف من إيران، ولا تريد العمل ضدها، وهذا لا يقلل من قيمة اتفاقات أبراهام”.

– عزل إيران فشل (اجماع في الاعلام الصهيوني )

– رغم التخوف من وحدة الساحات في “إسرائيل” لا يرون في الشبكة الإيرانية حول “إسرائيل” تهديداً استراتيجيا، يمكن لـ “إسرائيل” أن تتصدى لمثل هذا التهديد بسهولة كافية.

– يقول مسؤول سياسي: “إيران تحاول محاصرتنا مثلما نعمل نحن نحاول محاصرتها، لكن هذا لا يحدث، فنشاطهم مع المنظمات هو في المستوى التكتيكي فقط، إذا كان للنظام إيراني قدرة حافة نووية فإننا نكون قد انتقلنا إلى مرحلة أخرى”.

– يقولون في وزارة الخارجية”: إن انتشار “الشبكة الإسرائيلية” حول إيران والسعي إلى توسيع اتفاقات أبراهام هي هدف مركزي في سياسة وزارة الخارجية، لكن كل الجهات التي تحدثنا معه في إطار إعداد هذا التقرير تعترف بإن إيران في الأشهر الأخيرة نجحت في ضرب الجهود لعزلها إقليمياً.هي لم تنتصر في الحرب، ولا حتى في المعركة في هذا السياق، لكنها نجحت في الحفاظ على مكانتها بشكل كبير جداً، وهي تشعر بأن الاتجاه تغير مع الدول السُنية، ولهذا فهي تبذل جهداً أيضاً مع الأردن ومصر.

– التهديد العسكري على حاله :

– في ساحة أخرى على الخريطة أصبحت إيران لاعباً هاماً في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فتعاون النظام الإيراني مع الكرملين أصبح حيوياً بالنسبة لروسيا في الجهد الحربي لهزيمة أوكرانيا. في نهاية الأسبوع الماضي أصبح الحلف العسكري استراتيجياً أيضاً، بعد أن وقع رئيسي وبوتين على اتفاق لبناء سكة حديد من الهند إلى روسيا ستصبح طريقاً تجارياً ذا مغزى.

– قال “بن شبات”: “إن فشل الجهود الدبلوماسية لإعادة إيران إلى الاتفاق النووي ومشاركة طهران في الحرب في أوكرانيا يوفران فرصة للولايات المتحدة وللغرب لتبني نهج مختلف يلجم التطلعات النووية للجمهورية الإسلامية ونزعتها العدوانية، ويمنع الانجراف من جانب دول الشرق الأوسط باتجاه روسيا والصين ويوفر إنجازاً مهماً للغرب في الصراع على النظام العالمي الجديد”.

– وأضاف “بن شبات”: “على الولايات المتحدة أن تلوح بالخيار العسكري أمام إيران، حتى الآن هذه هي الوسيلة الوحيدة التي أثبت نفسها في لجم التطلعات النووية لإيران، لا يجب الأخذ بالحجة بأن دوراً كهذا سيجر الولايات المتحدة إلى حرب، فكل سيناريو آخر هو ذو احتمالية أعلى للحرب”. لأجل ردع إيران مع ذلك، تسير “إسرائيل” بثبات نحو الحل الفاعل الوحيد المتبقي على الطاولة وهو تحضير تهديد عسكري ذي مصداقية

– قال مسؤول سياسي : “إسرائيل لن تنقل المسؤولية عن أمنها إلى أيادي جهات خارجية”.

– وبالفعل يكاد لا يمر أسبوع لا يكرر فيه “نتنياهو” فكر التهديد العسكري لـ “إسرائيل” على إيران، في النهاية سنرى أن الورقة التي ستلوح فيها “إسرائيل” أمام إيران لن تكون هي السياسية بل بالذات العسكرية.

كرم فواز الجباعي
وكالة إيران اليوم الإخبارية_رئيس القسم العبري