تقدير موقف – مركز الصمود الاعلامي S.M.C كيف ستبدو الصورة في السياسة الخارجية لتركيا بعد إعلان أردوغان الفوز في الانتخابات الرئاسية؟
تقدير موقف – مركز الصمود الاعلامي S.M.C
كيف ستبدو الصورة في السياسة الخارجية لتركيا بعد إعلان أردوغان الفوز في الانتخابات الرئاسية؟
السياسة الخارجية:
عدة دراسات وتحليلات أشارت على أنّ هامش تطور العلاقة مع أمريكا والغرب سيكون محدوداً مع فوز إردوغان،بعد “21 عاماً من الخبرة مع الحكومة الحالية والتي استنفدت في الغالب توقعات الغرب بتحسين نوعي في العلاقات”.
وانتصار الرئيس التركي اردوغان من هذا الاستحقاق يعني، وفقاً لتقديرات ، أنّ إردوغان و”إحساسه الذي لا يقهر” سيصل إلى مستويات عالية جديدة، ما سيزيد من ما سمّته “سلوكه الناري”.
أما عن العلاقات بين أنقرة وواشنطن وباقي العواصم الغربية، قالت التحليلات إنّها ستكون “خاليةً من المرونة، وعرضةً للأزمات الظرفية”.
والسبب وراء ذلك يكمن في أنّ تركيا ستكون بحاجة ماسة إلى التدفقات المالية الأجنبية بفعل الضائقة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، كما مما سيدفع إردوغان إلى إدارة سياسة بلاده الخارجية ضمن قيود هذا الواقع، أي بـ”قدر أقل من المغامرة، والمزيد من الاستقرار”.
لكن في الوقت ذاته سيستمر زعيم حزب العدالة والتنمية في “رؤية تركيا كقوة إقليمية، وعضو في تجمع دولي جديد من البلدان”، يضم الصين وروسيا وإيران، التي ترى نفسها كتلة دول مستقلة، تواجه سياسة القطب الواحد والهيمنة الأمريكية على العالم بحسب معهد الدراسات التركية بجامعة ستوكهولم.
أما مع أوروبا تشير التقديرات إنّ نهج المعاملة التركية في السياسة الخارجية سيستمر وستستمر العلاقات المتوترة مع الاتحاد الأوروبي، “من دون أي تقدم نحو الشراكة البناءة”.
وفي شرق المتوسط، أشارت التحليلات أنّ التوترات لن تنحسر مع قبرص واليونان، بل إنّها قد تتفاقم، مع ضغط أنقرة من أجل حل الدولتين عن الجزيرة.
أما في سوريا، فالترقعات استمرار محاولات الحكومة التركية، تحت حكم إردوغان، لتطبيع علاقاتها مع سوريا، ودول عربية وإسلامية أخرى ومن شأن ذلك أن يسهّل عودة بعض اللاجئين السوريين إلى وطنهم، مع الالتفات إلى أنّ موضوع اللجوء والنازحين كان من بين القضايا التي تصدّرت اهتمامات الناخبين الأتراك.
وبالرغم من عدم ارتياح الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا بنجاح اردوغان، فستعمل على إيجاد طرق جديدة للعمل مع إردوغان لأن تركيا عضو في الناتو وسيحرصون على العمل لعدم الوصول الى طرق صعبة ن في التعامل
وفيما يُتوقّع أن تكون العلاقات مضطربةً مع الغرب، يُنظر إلى أنّها ستكون أكثر استقراراً مع روسيا، خصوصاً بعد مشاركة إردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في ضوء ترابط المصالح وتنامي العلاقات مع بدء تزويد محطة “أكويو” للطاقة النووية بالوقود النووي، قبيل أيام من بدء الانتخابات العامة في تركيا، لأن المحطة هي أهم مشروع لروسيا وتركيا، وسيسمح بتطوير العلاقات الاقتصادية المشتركة، وتعزيز التجاور بين البلدين.
وحافظت تركيا في عهد إردوغان على علاقاتها مع روسيا، في وقت قطعها الغرب بعد بدء موسكو عمليتها العسكرية في أوكرانيا. ومؤخراً، أدت أنقرة الدور الأبرز، إلى جانب الأمم المتحدة، في إتمام “صفقة الحبوب” بين أوكرانيا وروسيا، التي أعلن إردوغان تمديدها،
وهذه الصفقة تُعَدّ جزءاً لا يتجزأ من مجموعة اتفاقات مهمة ومحددة لمدة 3 أعوام، تنص على رفع الحظر عن الصادرات الروسية من المواد الغذائية والأسمدة، وإعادة ربط البنك الزراعي الروسي بنظام “سويفت SWIFT”،ن واستئناف توريد الآلات الزراعية وقطع الغيار والخدمات.
ويسعى تحالف الجمهور، الذي يقوده إردوغان، إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي لتركيا، وزيادة النمو السنوي بنسبة 5.5%، من عام 2024 إلى عام 2028.
ويعمل التحالف على تحقيق ناتج محلي إجمالي قدره 1.5 تريليون دولار، بحلول نهاية عام 2028، واعتماد سياسة تطوير قطاع الصناعات الدفاعية، وإنشاء مشروع “قناة إسطنبول”.