تحقيق إسرائيلي يكشف “التاريخ الغامض” لنتنياهو مع وزراء حربه الثمانية
تحقيق إسرائيلي يكشف “التاريخ الغامض” لنتنياهو مع وزراء حربه الثمانية
ثمانية وزراء حرب إسرائيليين خدموا في الولايات الحكومية الستة لبنيامين نتنياهو منذ عام 1996، أقال ثلاثة منهم، أحدهم عبر رسالة واتس آب، واستقال رابع، وأنهى ثلاثة آخرون مهامهم عقب حلّ الحكومة، فيما شغل اثنان منهم منصبهما لمدة ستة أشهر فقط خلال حكومة انتقالية، لكنهم جميعا لديهم قاسم مشترك واحد، هو رئيس الوزراء الذي لم يتفق معهم، واعتاد إقالة الوزراء المناسبين من مناصبهم بسبب مصالحه السياسية والشخصية.
تال شنايدر مراسلة موقع “زمن إسرائيل”، ذكرت أن “وزراء الحرب الثمانية في حكومات نتنياهو الست، من خلفيات أيديولوجية مختلفة، وخدموا في أوقات مختلفة، ولديهم شخصيات متميزة، لكن جميعهم تقريبا يتفقون في أن نتنياهو لم ينسجم معهم، بل تشاجر معهم، وحاول طردهم، مما أدى دائما لمزيد من الاحتكاك بينهما؛ لأن علاقتهما قامت على أسس حزبية وشخصية، وكل وزير حرب خدم في عهده عانى من وصايته عليه، ولم تأت خلافاتهما على خلفية تخطيط سياسات أو في ظل نزاع أمني، بل طالما كانت المشاكل حزبية”.
وأضافت في تقرير أن “حكاية نتنياهو مع وزراء حربه بدأت في كانون الثاني/ يناير 1999، حين أقال وزير حربه يتسحاق مردخاي، بزعم أنه لا يستحق أن يكون في صفوف الحكومة، لكن الفرق بين هذه الإقالة قبل ربع قرن من الزمن، وإقالة يوآف غالانت قبل أسابيع، أن الأخيرة أسفرت عن خروج مئات آلاف الإسرائيليين، وهم يحملون شعورا عميقا بالازدراء لنتنياهو الذي تراجع عن إقالته، رغم أن هذه ليست نهاية القصة بعد، فلا يزال نتنياهو يطمح لأن تكون كلمته الأخيرة”.
وأشارت إلى أنه “في ولاية نتنياهو الثانية في 2009، فقد أبقى على إيهود باراك وزيرا للحرب حتى عام 2013، وهي أطول ولاية لوزير حرب في عهود نتنياهو السياسية، ربما لأنهما اتفقا على كثير من القضايا، بما فيها تخطيطهما معا للهجوم على النووي الإيراني، ثم تم استبدال باراك بموشيه يعلون، لكنه بعد ثلاث سنوات، بدأ نتنياهو في “قضم” منصبه؛ لأنه اكتشف عبر الإعلام أن نتنياهو يجري مفاوضات سياسية مع زعيم المعارضة آنذاك يتسحاق هرتسوغ، وعرض عليه منصب وزير الحرب، ثم فوجئ أن المنصب أعطي لأفيغدور ليبرمان”.
وأكدت أن “نتنياهو دأب خلال سنوات عمله النظر للجنرالات بأنهم نخبة مضادة، وبحث عن قضايا ليدخل معهم في مواجهات، ولذلك فقد أدرك هؤلاء الوزراء أنهم يسيرون معه في طريق بلا مخرج، حتى إن يعلون حين ألقى خطابا أمام الضباط، دعاهم فيه لعدم الخوف من انتقاد المستوى السياسي، وقبل أن ينهي كلامه، قرر نتنياهو استدعاءه للتوبيخ على كلامه، بزعم أنه استفزاز من القيادة العسكرية لتحدي نظيرتها السياسية، مما دفع يعلون لوصف هذا الاتهام بأنه سخيف، ولا أساس له من الصحة، لكنه فهم أنه يحاول التخلص منه”.
وأشارت إلى أنه “بعد استقالة يعلون، تم تعيين أفيغدور ليبرمان في منصبه، الذي دخل في حكومة ضيقة قوامها 61 نائبا، وخلال الفترة بأكملها، احتاج نتنياهو إليه لتعزيز الائتلاف الحكومي الهشّ، لكن ليبرمان داخل الوزارة بنهج معاكس، وأراد تشغيل الجيش بطريقة أكثر عدوانية، خاصة في غزة، لكن نتنياهو لم يسمح له، ففي تشرين الأول/أكتوبر 2018، قرر وزيره تعيين رئيس الأركان أفيف كوخافي على عكس رغبة نتنياهو، ليس هذا فحسب، فقد تسببت عملية القوة الاستخبارية الخاصة في خانيونس باضطرار ليبرمان للاستقالة”.
وأكدت أنه “في ولايته الحكومية التالية، تولى نتنياهو منصب وزير الحرب، ولأول مرة منذ انضمامه للحياة السياسية، شغل منصبين بنفس الوقت، مثل عدد آخر ممن سبقوه كديفيد بن غوريون وليفي أشكول وإسحق رابين وشمعون بيريز وإيهود باراك. وفي وقت لاحق، قرر تعيين نفتالي بينيت في المنصب لمدة ستة أشهر فقط، وبعد أن قاد خطا معارضا داخل مجلس الوزراء بسبب أنفاق حماس، سعى نتنياهو للقضاء عليه سياسيا، لكن فترة ولايته القصيرة لم تكن كافية لإثارة خلاف كبير آخر بينهما”.
ولفتت إلى أن “الوزير التالي هو بيني غانتس رئيس الأركان الذي خدم في عهد نتنياهو ويعلون، خلال حرب غزة 2014، فقد عامله نتنياهو باعتباره مبتدئا سياسيّا، وبعد فترة وجيزة بدأ بالإساءة إليه، وسعى لتحويله قطعة من الورق، ورميها بعيدا، حتى دخلت علاقتهما في مرحلة غامضة جعلت نتنياهو يعرّض غانتس لإهانات يصعب وصفها بالكلمات، منها تسريب أن القراصنة الإيرانيين عثروا في هاتف غانتس الخلوي على محتوى جنسي، ثم نشر نشطاء الليكود شائعات شريرة حول حياته الشخصية وعائلته”.
وأضافت أن “توتر علاقة نتنياهو وغانتس وصلت إلى مستويات لا يمكن تصورها، حتى تسبب الأول بتفكيك عائلة الثاني، حتى وصل الحال في كانون الأول/ ديسمبر 2022 لتعيين يوآف غالانت، حين أدى أكبر شخصية أمنية في الليكود اليمين الدستورية لأهم منصب في الحكومة السابعة والثلاثين، فيها وزراء عديمو الخبرة في المجال الأمني، ورئيس وزراء واحد يحب إقالة وزراء حربه، وكان العنوان معلّقا على الحائط، وفي أقل من ثلاثة أشهر، أعلن نتنياهو في بيان صحفي أنه يعزل غالانت من منصبه”.
الخلاصة، أن نتنياهو لم يتوقع أن يتسبب قراره المتعجل هذا بخروج الآلاف للتظاهر في جوف الليل، وأثبتت استطلاعات الرأي أن هذا قرار خطير وغبي، وانهار التأييد الدائم لنتنياهو والليكود في الأوساط الجماهيرية، مما أسفر في النهاية عن تراجع نتنياهو، وبقاء غالانت في منصبه، على الأقل في الوقت الحالي.
ولعل مآلات علاقة نتنياهو مع غالانت تلخص كل علاقات نتنياهو مع وزراء حربه، ومفادها أن التعيين عادة ما يكون الشخص المناسب للمنصب، لكن الاستبعاد يكون لأسباب حزبية ومصالح شخصية، هكذا يلعب نتنياهو مع وزراء حربه.
ثمانية وزراء حرب إسرائيليين خدموا في الولايات الحكومية الستة لبنيامين نتنياهو منذ عام 1996، أقال ثلاثة منهم، أحدهم عبر رسالة واتس آب، واستقال رابع، وأنهى ثلاثة آخرون مهامهم عقب حلّ الحكومة، فيما شغل اثنان منهم منصبهما لمدة ستة أشهر فقط خلال حكومة انتقالية، لكنهم جميعا لديهم قاسم مشترك واحد، هو رئيس الوزراء الذي لم يتفق معهم، واعتاد إقالة الوزراء المناسبين من مناصبهم بسبب مصالحه السياسية والشخصية.
تال شنايدر مراسلة موقع “زمن إسرائيل”، ذكرت أن “وزراء الحرب الثمانية في حكومات نتنياهو الست، من خلفيات أيديولوجية مختلفة، وخدموا في أوقات مختلفة، ولديهم شخصيات متميزة، لكن جميعهم تقريبا يتفقون في أن نتنياهو لم ينسجم معهم، بل تشاجر معهم، وحاول طردهم، مما أدى دائما لمزيد من الاحتكاك بينهما؛ لأن علاقتهما قامت على أسس حزبية وشخصية، وكل وزير حرب خدم في عهده عانى من وصايته عليه، ولم تأت خلافاتهما على خلفية تخطيط سياسات أو في ظل نزاع أمني، بل طالما كانت المشاكل حزبية”.
وأضافت في تقرير أن “حكاية نتنياهو مع وزراء حربه بدأت في كانون الثاني/ يناير 1999، حين أقال وزير حربه يتسحاق مردخاي، بزعم أنه لا يستحق أن يكون في صفوف الحكومة، لكن الفرق بين هذه الإقالة قبل ربع قرن من الزمن، وإقالة يوآف غالانت قبل أسابيع، أن الأخيرة أسفرت عن خروج مئات آلاف الإسرائيليين، وهم يحملون شعورا عميقا بالازدراء لنتنياهو الذي تراجع عن إقالته، رغم أن هذه ليست نهاية القصة بعد، فلا يزال نتنياهو يطمح لأن تكون كلمته الأخيرة”.
وأشارت إلى أنه “في ولاية نتنياهو الثانية في 2009، فقد أبقى على إيهود باراك وزيرا للحرب حتى عام 2013، وهي أطول ولاية لوزير حرب في عهود نتنياهو السياسية، ربما لأنهما اتفقا على كثير من القضايا، بما فيها تخطيطهما معا للهجوم على النووي الإيراني، ثم تم استبدال باراك بموشيه يعلون، لكنه بعد ثلاث سنوات، بدأ نتنياهو في “قضم” منصبه؛ لأنه اكتشف عبر الإعلام أن نتنياهو يجري مفاوضات سياسية مع زعيم المعارضة آنذاك يتسحاق هرتسوغ، وعرض عليه منصب وزير الحرب، ثم فوجئ أن المنصب أعطي لأفيغدور ليبرمان”.
وأكدت أن “نتنياهو دأب خلال سنوات عمله النظر للجنرالات بأنهم نخبة مضادة، وبحث عن قضايا ليدخل معهم في مواجهات، ولذلك فقد أدرك هؤلاء الوزراء أنهم يسيرون معه في طريق بلا مخرج، حتى إن يعلون حين ألقى خطابا أمام الضباط، دعاهم فيه لعدم الخوف من انتقاد المستوى السياسي، وقبل أن ينهي كلامه، قرر نتنياهو استدعاءه للتوبيخ على كلامه، بزعم أنه استفزاز من القيادة العسكرية لتحدي نظيرتها السياسية، مما دفع يعلون لوصف هذا الاتهام بأنه سخيف، ولا أساس له من الصحة، لكنه فهم أنه يحاول التخلص منه”.
وأشارت إلى أنه “بعد استقالة يعلون، تم تعيين أفيغدور ليبرمان في منصبه، الذي دخل في حكومة ضيقة قوامها 61 نائبا، وخلال الفترة بأكملها، احتاج نتنياهو إليه لتعزيز الائتلاف الحكومي الهشّ، لكن ليبرمان داخل الوزارة بنهج معاكس، وأراد تشغيل الجيش بطريقة أكثر عدوانية، خاصة في غزة، لكن نتنياهو لم يسمح له، ففي تشرين الأول/أكتوبر 2018، قرر وزيره تعيين رئيس الأركان أفيف كوخافي على عكس رغبة نتنياهو، ليس هذا فحسب، فقد تسببت عملية القوة الاستخبارية الخاصة في خانيونس باضطرار ليبرمان للاستقالة”.
وأكدت أنه “في ولايته الحكومية التالية، تولى نتنياهو منصب وزير الحرب، ولأول مرة منذ انضمامه للحياة السياسية، شغل منصبين بنفس الوقت، مثل عدد آخر ممن سبقوه كديفيد بن غوريون وليفي أشكول وإسحق رابين وشمعون بيريز وإيهود باراك. وفي وقت لاحق، قرر تعيين نفتالي بينيت في المنصب لمدة ستة أشهر فقط، وبعد أن قاد خطا معارضا داخل مجلس الوزراء بسبب أنفاق حماس، سعى نتنياهو للقضاء عليه سياسيا، لكن فترة ولايته القصيرة لم تكن كافية لإثارة خلاف كبير آخر بينهما”.
ولفتت إلى أن “الوزير التالي هو بيني غانتس رئيس الأركان الذي خدم في عهد نتنياهو ويعلون، خلال حرب غزة 2014، فقد عامله نتنياهو باعتباره مبتدئا سياسيّا، وبعد فترة وجيزة بدأ بالإساءة إليه، وسعى لتحويله قطعة من الورق، ورميها بعيدا، حتى دخلت علاقتهما في مرحلة غامضة جعلت نتنياهو يعرّض غانتس لإهانات يصعب وصفها بالكلمات، منها تسريب أن القراصنة الإيرانيين عثروا في هاتف غانتس الخلوي على محتوى جنسي، ثم نشر نشطاء الليكود شائعات شريرة حول حياته الشخصية وعائلته”.
وأضافت أن “توتر علاقة نتنياهو وغانتس وصلت إلى مستويات لا يمكن تصورها، حتى تسبب الأول بتفكيك عائلة الثاني، حتى وصل الحال في كانون الأول/ ديسمبر 2022 لتعيين يوآف غالانت، حين أدى أكبر شخصية أمنية في الليكود اليمين الدستورية لأهم منصب في الحكومة السابعة والثلاثين، فيها وزراء عديمو الخبرة في المجال الأمني، ورئيس وزراء واحد يحب إقالة وزراء حربه، وكان العنوان معلّقا على الحائط، وفي أقل من ثلاثة أشهر، أعلن نتنياهو في بيان صحفي أنه يعزل غالانت من منصبه”.
الخلاصة، أن نتنياهو لم يتوقع أن يتسبب قراره المتعجل هذا بخروج الآلاف للتظاهر في جوف الليل، وأثبتت استطلاعات الرأي أن هذا قرار خطير وغبي، وانهار التأييد الدائم لنتنياهو والليكود في الأوساط الجماهيرية، مما أسفر في النهاية عن تراجع نتنياهو، وبقاء غالانت في منصبه، على الأقل في الوقت الحالي.
ولعل مآلات علاقة نتنياهو مع غالانت تلخص كل علاقات نتنياهو مع وزراء حربه، ومفادها أن التعيين عادة ما يكون الشخص المناسب للمنصب، لكن الاستبعاد يكون لأسباب حزبية ومصالح شخصية، هكذا يلعب نتنياهو مع وزراء حربه.