متخصص بالشأن الفلسطيني

كيف يعمل الاحتلال الصهيوني في محاولاته لتبديد الحاضنة الاجتماعية للأسرى والمطاردين؟

كيف يعمل الاحتلال الصهيوني في محاولاته لتبديد الحاضنة الاجتماعية للأسرى والمطاردين؟

أسيل محمود – القدس
تُقلق حالة الالتفاف الاجتماعي حول الذين يواجهون الاحتلال وعائلاتهم أذرع الاحتلال الأمنية والسياسية، في وقت يأبى المقدسيون إلا أن يكونوا حصناً منيعاً أمام محاولات الأسرلة وكيّ الوعي.
ولم يكن قرار رب العمل الإسرائيلي القاضي بفصل 15 شاباً مقدسياً من مخيم شعفاط من عملهم قبل أسابيع لأنهم حلقوا رؤوسهم تضامناً مع الشهيد عدي التميمي أمراً مفاجئاً، لأنّ سلطات الاحتلال تعمل بشكل ممنهج منذ عقود على تبديد الحاضنة الاجتماعية لذوي الشهداء والأسرى والمطاردين، وتلاحق كل من يتضامن معهم بوسائل عقابية وردعية مختلفة.

تُقلق حالة الالتفاف الاجتماعي حول مقاومي الاحتلال وعائلاتهم أذرع الاحتلال الأمنية والسياسية، وتدفعها إلى الضرب بيد من حديد لإعدام الحاضنة الاجتماعية، لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل، وفقاً لرئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي.

يرى رئيس الهيئة في حديثه إلى الميادين نت أن الحاضنة الاجتماعية للمقاومة تترسخ وتتصاعد بالرغم من الملاحقة والعقاب، وأنّ حالة التحدي في المجتمع المقدسي تتنامى مع تعمّد المقدسيين المشاركة في نشاطات يتحدون عبرها الاحتلال المنزعج مؤخراً من مبادرة حلق رؤوس الشبان تضامناً مع عدي التميمي الذي طورد لنحو أسبوعين قبل ارتقائه.

ومن خلال الاعتقال المباشر والاستدعاء إلى التحقيق وإرسال رسائل نصية لشباب القدس من قبل ضباط المخابرات الإسرائيلية، حاول الاحتلال على مرّ السنوات السيطرة على حالة التضامن الدائمة مع عائلات الأسرى والشهداء، لكن هذه الوسائل لم تجد نفعاً بل تتسع رقعة التضامن مع تجدد المواجهة في العاصمة.

وتجري الرياح بما لا تشتهيه سفن الاحتلال، وفقاً للهدمي، بسبب تعمّق شعور المقدسيين بالممارسات العنصرية ضدهم في القدس، ويظهر هذا جلياً من خلال الإجراءات الانتقامية الجماعية التي تتخذها سلطات الاحتلال بحق المقدسيين بعد وقوع أي عملية ضده في القدس.

ومن هذه الإجراءات على سبيل المثال، تحرير المخالفات المرورية التعسفية للشبان الذين يسمعون في سياراتهم الأغاني الوطنية والأناشيد الداعمة للمقاومة الفلسطينية، وتكثيف توقيف الشبان وتفتيشهم وإذلالهم في شوارع المدينة وأزقتها، في محاولة لاستعادة الهيبة بعد كل تدهور للأوضاع الأمنية.

وختم الهدمي حديثه للميادين نت بالتعقيب على هذه الإجراءات بالقول إنها “أنشأت جيلاً قوياً لا يخاف”.

رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين، أمجد أبو عصب، قال إن الاحتلال يسعى من خلال هذه الإجراءات الظالمة لإدخال المقدسيين في حالة من اليأس والإحباط حتى تسهل السيطرة عليهم.

وركز أبو عصب على فئة الأسرى والأسرى المحررين الذين لا يريد لهم الاحتلال أن يتحرروا مرفوعي الرأس، ولا أن يتحولوا إلى رموز وأيقونات يقتدي بها أهالي المدينة ويسيرون على نهجها.

وبالتالي، فإن استهداف الحاضنة الاجتماعية لهم عبر عدة إجراءات تعسفية مهينة هو العنوان الأبرز منذ سنوات؛ لتكريس “السيادة الإسرائيلية” على القدس وأهلها.

وأضاف أبو عصب: “إعادة اعتقال الأسير لحظة تحرره وتحويله إلى التحقيق وعدم الإفراج عنه إلا بعد دفع كفالات مالية ضخمة وبشروط قاسية، كالإبعاد عن القدس أو الإقامة الجبرية أو المنع من رفع العلم الفلسطيني ورايات الفصائل الفلسطينية، كلها أساليب يعتقد الاحتلال أنها ستردع أقاربه وأصدقاءه”.

ولا تقتصر الملاحقة عند هذا الحد، بل تُستدعى عائلة الأسير للتوقيع على شروط إفراج تعجيزية، وتتواصل المخابرات الإسرائيلية مع أصدقاء الأسير المقربين، وتهددهم بالاعتقال في حال توجهوا لتهنئته بالتحرر، وكل ذلك لإيصال رسالة للمجتمع المقدسي بأن من يواجه الاحتلال سيعمل على نبذه وسلخه عن محيطه الاجتماعي.

هذه الإجراءات لم تنجح في كسر شوكة الأسرى المحررين ولا عائلاتهم ولا محيطهم وفقاً لأبو عصب، الذي أضاف في حديثه للميادين نت أن الملاحقة وصلت إلى حد معاقبة كل من ينشر صوراً ويكتب كلمات تدعم الأسرى والشهداء والمطاردين وذويهم على المنصات الاجتماعية بالاعتقال، وتوجه لهؤلاء تهمة “التحريض ودعم الإرهاب”.

وبالرغم من تطور الوسائل القمعية وتعددها، يأبى المقدسيون إلا أن يكونوا حصناً منيعاً أمام محاولات الأسرلة وكيّ الوعي وسياسة التغلغل الناعم التي تحاول سلطات الاحتلال اتباعها منذ سنوات عبر مؤسساتها المعروفة بـ”المراكز الجماهيرية”.

آخر الأخبار
مسيرات مليونية في 600 ساحة مركزية وفرعية في اليمن: ثابتون مع غزّة العزة..بلا سقف ولا خطوط حمراء مقتل أسرائيلية في عملية طعن في "هرتسيليا" قرب تل أبيب قان بها شاب من سكان طولكرم.. الاحتلال يحرق مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة ويختطف اأطباء ومرضى،ويرتكب مجزرة مروعة خلفت 50 شهيدا ب... صاروخ يمني باليستي فلسطين 2 يثير الذعر في “إسرائيل” واليمنيون يتوعدون بالتصعيد و18إصابة بعد إطلاق صف... أكثر 40 ألف مصلّ أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، بالرغم من عراقيل وإجراءات الإحتلال  سورية اليوم تواجه خطران، الخطر الصهيوني، وخطر التقسيم، وحدة سورية هي ضمانتها بوجه مخطط تقسيمها *المقاومة في جباليا..بسالة وصمود أرعب العدوّ..وتصاعد عمليات المقاومة في الضفة.. وتنديد بما تقوم به أ... فصائل وعدد من الشخصيات الوطنية تسلم مصر قائمة المرشحين لإدارة لجنة الإسناد المجتمعية بغزة تجمع الشخصيات المُستقلة يدعو الرئيس محمود عباس عبر "وطن" لإنهاء الحملة الأمنية في جنين، مايجري يصبُ ... بيان صحفي ثلاثي مشترك صادر عن (حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية ) *تفاصيل مُفاجئة حول العملية الأمنية التي تقوم بها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في جنين..الخطة اطلعت ع... *جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تهنئ حركة حماس بذكرى انطلاقتها 37*. *هل تتراجع قيادة السلطة الفلسطينية عن قرار رفضها تشكيل لجنة الإسناد المجتمعية في غزة التي تم التوافق... اجتماع قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية مع د.سمير الرفاعي سفير دولة فلسطين بدمشق جبهة النضال تلتقي سفير جنوب افريقيا في دمشق لقوات المسلحة اليمنية تعلن استهداف مدمّرة أميركية و3 سفن إمداد تابعة للقوات البحرية الامريكية بـ 16 ... *القوات المسلحة اليمنية تستهدف هدف عسكري حيوي في يافا "تل أبيب"بصاروخٍ باليستي فرط صوتي "فلسطين2"* المفاوضات بين مصر"واسرائيل"واللقاءات بين حركتي فتح وحماس والجهاد بالقاهرة قد تعيد فتح معبر رفح وتشكي... *عبد المجيد: في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، المقاومة في فلسطين ولبنان والمنطقة وصمود ش... *غرفة عمليّات المُقاومة الإسلامية في لبنان: مجاهدونا على أتم الجهوزيّة للتعامل مع أطماع العدو واعتدا... جبهة النضال تلتقي سفير جمهورية بيلاروس في دمشق *توصيات لمعهد السياسة والاستراتيجية/ جامعة رايخمان اللواء عاموس جلعاد: حقبة جديدة في الشرق الأوسط*..... الخامنئي: ينبغي إصدار أحكام إعدام على قادة إسرائيل وليس أوامر اعتقال، ومذكرة اعتقال نتنياهو ليست كاف... عبد المجيد لـ"سبوتنيك": معركة روسيا ضد النازيين في أوكرانيا ستضع حدا للهيمنة الأمريكية على العالم يوم حافل بعمليات حزب الله النوعية ضد تل أبيب وحيفا وعكا وصفد قواعد وتجمعات ومستوطنات.. 51 بياناً و"ت...