متخصص بالشأن الفلسطيني

833 عملية خلال شهر..المقاومة الفلسطينية تنجح في تغيير معادلة الصراع العدو الصهيوني في الضفة الغربية؟

833 عملية خلال شهر..المقاومة الفلسطينية تنجح في تغيير معادلة الصراع العدو الصهيوني في الضفة الغربية؟

تشهد عمليات المقاومة المسلحة في الضفة الغربية المحتلة تطورا نوعيا خلال الفترة الأخيرة، ومنذ مطلع الأسبوع الجاري قتل جنديان إسرائيليان وأصيب 3 آخرون في عمليتي إطلاق نار نفذها مقاومون في القدس ونابلس.

ووفقا لبيان جيش الاحتلال الإسرائيلي، فقد قتل أحد جنوده اليوم الثلاثاء في إطلاق نار قرب مستوطنة شافي شومرون في نابلس شمال الضفة الغربية، وقد تبنت مجموعة فلسطينية مسلحة -تطلق على نفسها “عرين الأسود”- مسؤوليتها عن إطلاق النار.

والسبت أطلق مقاوم فلسطيني النار من مسافة صفر على مجموعة من الجنود الإسرائيليين عند حاجز شعفاط قرب القدس المحتلة، مما أدى لمقتل جندية وإصابة 3 آخرين.

وتشهد الضفة الغربية ارتفاعا ملحوظا في أعمال المقاومة الفلسطينية بجميع أشكالها، فخلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي شهدت الضفة المحتلة 833 عملا مقاوما؛ تنوعت بين إلقاء الحجارة والطعن أو محاولة الطعن والدعس بالسيارات وإطلاق النار وزرع أو إلقاء العبوات الناسفة، وأدت لمقتل ضابط إسرائيلي وإصابة 49 آخرين بعضهم بجراح خطرة، حسب مركز المعلومات الفلسطيني “معطى”.

وتصاعدت عمليات الاشتباك المسلح مع قوات الاحتلال، حيث بلغت عمليات إطلاق النار على أهداف تابعة للاحتلال 75 عملية، منها 30 عملية في جنين و28 في نابلس.

واستشهد وفق تقرير “معطى” 17 مواطنا، بينهم مقاومون في 6 محافظات مختلفة، 10 منهم في محافظة جنين وحدها، بينما أصيب 359 آخرون.

مجموعات جديدة
لكن أبرز ما يميز موجة المقاومة الحالية في الضفة هو اندماج مقاتلي حركتي حماس والجهاد الإسلامي مع مقاتلين من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح في مجموعات مسلحة موحدة، ومن أبرز تلك المجموعات “كتيبة جنين” في مخيم جنين ومجموعة “عرين الأسود” وكتيبة “مخيم بلاطة” في نابلس.

وشكل ظهور هذه المجموعات تطورا جديدا في المشهد السياسي في الضفة الغربية والتي غابت عنها المظاهر المسلحة منذ أن أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسوما في 26 يونيو/حزيران 2007 بحظر كافة المليشيات المسلحة والتشكيلات العسكري.

وعلى مدار سنوات شنت أجهزة الأمن التابعة للسلطة حملة اعتقالات واسعة طالت مئات المقاومين الفلسطينيين التابعين لحركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي، بالإضافة إلى العشرات من أفراد الأجهزة الأمنية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي تهيمن على السلطة الفلسطينية.

ويقول صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إن مجموعات عرين الأسود تضم المجاهدين من كل الاتجاهات والفصائل الفلسطينية وهدفها مقاومة الاحتلال، مؤكدا أن بشائر الانتفاضة الجديدة بالضفة قائمة ومن صورها وحدة القتال في الميدان.

ويضيف العاروري “لا يمكن حسم المعركة مع العدو إلا بالمقاومة المسلحة والتضحيات، وأشكال المقاومة متنوعة ومتصاعدة، ففي عام 2020 نفذت 29 عملية إطلاق نار، وفي عام 2021 نفذت 191 عملية، ومنذ بداية عام 2022 حتى اللحظة نفذت 472 اشتباكا وعملية إطلاق نار، وهذه الأرقام تشكل هاجسا للاحتلال وأعوانه”.

ويعتبر العاروري انضمام عناصر من السلطة للمقاومة واستشهاد بعضهم “يدلل على نهج حركة فتح المقاوم، أما أرباب التنسيق الأمني الذين يلاحقون المقاومين فلا يمثلون فتح”، معتبرا أن رفع السلطة الفلسطينية يدها عن المقاومين سيجعل أيام الاحتلال معدودة.

بينما يرى النائب الفلسطيني حسن خريشة أن الوضع في الضفة يتجه إلى انتفاضة مسلحة، وأن الاحتلال يعيش حالة من القلق والارتباك نتيجة تصاعد عمليات المقاومة ردا على جرائمه.

ويعتقد خريشة أنه “كلما زادت المقاومة على الأرض زادت معها عزلة القيادات المتنفذة في السلطة عن الشارع الفلسطيني، لا سيما أن السلطة غائبة عن المشهد وما زالت تراهن على المفاوضات التي لن تجدي نفعا”.

تحديات مختلفة
ويقول الباحث الفلسطيني محمود جرابعة إن المواجهات الشعبية والعمليات المسلحة في الضفة الغربية لم تتوقف منذ معركة سيف القدس بين المقاومة الفلسطينية في غزة وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مايو/أيار 2021، فلا يكاد يمر يوم دون اشتباك بين الناشطين الفلسطينيين وجنود الاحتلال أو المستوطنين في الضفة الغربية.

ويؤكد جرابعة في دراسة نشرها مركز الجزيرة للدراسات تحت عنوان “النضال الفلسطيني في الضفة الغربية وتحدي المأسسة الأمنية”، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي كثفت من نشاطاتها العسكرية وأعادت سياسة اغتيال النشطاء في قلب المدن الفلسطينية التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية، في محاولة للقضاء على تصاعد نشاط المقاومة في الضفة.

ويعتقد الباحث الفلسطيني أن كافة الاحتمالات لا تزال مطروحة في الضفة الغربية، لا سيما أن توسع اعتداءات الجيش والمستوطنين على الفلسطينيين، يدفع في اتجاه التصعيد.

ويستبعد جرابعة أن تتحول الاحتجاجات الشعبية عمليات المقاومة الحالية إلى انتفاضة مسلحة، وذلك بسبب تفكيك غالبية البنية العسكرية لحركات المقاومة على مدار السنوات الماضية من جهة، وبسبب العقيدة الأمنية التي تتبعها الأجهزة الأمنية الفلسطينية ضد كافة أشكال عسكرة الانتفاضة، من جهة أخرى.

ومع ذلك، يبقى ترجيح العمل العسكري الفردي وتصاعده، سواء عن طريق عمليات الدعس والطعن أو إطلاق النار ضد أهداف إسرائيلية قائما، وفقا لجرابعة.

مستقبل المقاومة
ويقول الباحث في العلاقات الدولية والدراسات الإستراتيجية عبد الله العقرباوي، إن الضفة الغربية تشهد بلا شك تصاعدا في نوعية وعدد الفعل المقاوم، وذلك بالنظر لفشل إستراتيجيات الاحتلال خلال 15 سنة في قمع المقاومة الفلسطينية، وبالعكس فقد ساهم توسع الاستيطان وانتهاكات الاحتلال في القدس في جذب المزيد من الشباب للالتحاق بالمقاومة.

ويشير العقرباوي في تصريحات للجزيرة نت إلى أن أجيالا جديدة من الشباب الفلسطيني دخلت في سلسلة من العمليات المقاومة، وهذا يعني أن مستقبل المقاومة في الضفة الغربية يسير في مسار تصاعدي وليس على أبواب الضبط.
ويضيف أن عملية “كسر الأمواج” وهي آخر ما أنتجه الاحتلال من تكتيكات عسكرية لإجهاض موجات المقاومة في الضفة، باتت تقف عاجزة عن تقديم حل شامل لتصاعد العمل المقاوم، فهي وإن كانت تنجح في عمليات الاعتقال أو الاغتيال فإنها لم تزل غير قادرة على تحييد الأخطار والتهديدات وتحديد نوعية الشباب التي تلتحق بالمقاومة والمناطق التي يخرجون منها والبيئات التي تدعم المقاومة.

ويؤكد الباحث أن ما صعب من مهمة الاحتلال هو أن العديد من الشباب المنضمين حديثا للمقاومة غير مدرجين على قوائم المتابعة والمراقبة الأمنية، وهذا يعنى أنهم خارج الرادار الأمني الإسرائيلي وخارج الرادار الأمني للسلطة الفلسطينية.

ويتوقع العقرباوي أن يشهد مستقبل المقاومة في الضفة تصاعدا كبيرا مع تقدم الوقت، لأن أركان هذا العمل المقاوم قائم على مواجهة العدوان والانتهاكات الإسرائيلية، وهي تستمر وتتصاعد في القدس والضفة.

ويسلط الضوء على أن جزءا كبيرا من الأجيال الفلسطينية الشابة غير مؤدلجة بأديولوجيات تقليدية، وإنما تقوم بفعل مقاوم من منطلقات وطنية وكرد فعل على جرائم الاحتلال، وهذه الأجيال لم تخضع لعمليات كي الوعي المستمرة وكذلك لم تخضع لعمليات ملاحقة أمنية مما يسهل قدرتها الحركة.

أضف إلى ذلك -والكلام للعقرباوي- أن الضفة الغربية تشهد حالة من الهشاشة السياسية والأمنية، فلم تعد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أو أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية قادرة على السيطرة على جميع المساحات في الضفة الغربية، وبات هناك عدة بؤر خارجة عن سيطرة السلطة وينتشر فيها السلاح وتحتمي فيها المجموعات المقاومة، مما خلق بيئة حاضنة للمقاومة الفلسطينية.

ويؤكد أنه إذا استمر هذا الوضع سنكون أمام وضع نضالي متفوق على الوضع في الانتفاضة الأولى والثانية، وستصبح المستوطنات والحواجز الأمنية الإسرائيلية المنتشرة في الضفة الغربية أهدافا سهلة للمقاومين الفلسطينيين.

معضلة التنسيق الأمني
أما فيما يخص كيفية تعامل المقاومة مع التنسيق الأمني وملاحقات أجهزة السلطة الأمنية للسلطة الفلسطينية، يقول العقرباوي “بلا شك فإن هذا الموضوع من أهم المواضيع الضاغطة على المقاومة في الضفة”.

ويضيف للأسف الشيد لا تزال السلطة الفلسطينية تصر على خيار التنسيق الأمني والتعاون مع الاحتلال في مستويات متعددة تبدأ بتقديم معلومات للاحتلال إلى تنفيذ عمليات دهم إلى تنفيذ اعتقالات، كان آخرها اعتقال المطارد والمطلوب رقم واحد للاحتلال مصعب اشتية من نابلس.

وتابع “هذا السلوك من السلطة يقابله قرار من المقاومة بعدم نقل المعركة لتصبح اشتباكا داخليا وعدم استخدام السلاح في وجه أفراد الأجهزة الأمنية، لذلك ستظل حالة التنسيق الأمني سيفا مسلطا على رقاب المقاومين”.

لكنه يشير إلى أن وجود العديد من البؤر والمناطق غير الخاضعة تماما لسيطرة السلطة في الضفة، سيساهم في توفير الحماية والمساحة المناسبة لحركة المقاومين بسهولة.

ويشدد العقرباوي على أنه كلما تصاعدت حالة الغضب الشعبي في الضفة، أصبح من الصعب على أجهزة السلطة مواصلة التنسيق الأمني، الأمر الذي قد يدفع الاحتلال للتخلي عن خدماتها، وبالتالي ستصبح في وضع صعب بين الشعب الساخط من تصرفاتها وبين قوات الاحتلال.

المصدر : الجزيرة

آخر الأخبار
أبعاد تصريحات نتنياهو والعدوان الأخير على سوريا..ما المطلوب من القمة العربية قبل فوات الأوان لإحباط ... حركة حماس وجبهة النضال الشعبي تبحثان مستجدات القضية الفلسطينية يوم استثنائي وتاريخي للبنان والأمة والعالم في التشييع المهيب والمليوني للشهيدين السيدين نصرالله وصفي... جدل واسع بعد ظهور الصحفي الإسرائيلي إيتاي أنغيل، مراسل القناة 12 في قلب دمشق ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة.. وقفة احتجاجية ضد وجود الصحفي الصهيوني ايتاي انيغل، وضد تصريحات نتنياهو الاخيرة استحقاق المرحلة الجديدة .. ذوبان الفصائل في مربعات اليمين واليسار والاسلام إعلام إسرائيلي: هجوم خطير.. انفجار 3 حافلات في "بات يام" جنوبي "تل أبيب" وكان من المفترض أن تنفجر 15... قمة عربية مصغّرة في السعودية حول الترتيبات في قطاع غزة والخطة المصرية البديلة عن خطة ترامب ..خلافات ... مظاهرات بمئات الآلاف حول العالم رفضا لاقتراحات ترامب بشأن غزة ودعماً لحقوق الشعب الفلسطيني..مائتا أل... القيادي الفلسطيني”خالد عبد المجيد”يدين تصريحات ترامب العدوانية والاستفزازية للشعب الفلسطيني والأمة ا... *سيناريو الخطة المصرية البديلة التي ستقرها القمة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لخطة ترامب بتهجير و... الكشف عن تفاصيل جديدة حول الخطة المصرية لقطاع غزة: لجنة لإدارة القطاع بدون مشاركة حماس..وإنشاء 20 من... رفض وغضب يعم الأوساط الفلسطينية لقرار وقف مخصصات الأسرى والشهداء والجرحى..خضوع للمعايير الإسرائيلية ... *المقاومة تتصدى للتصعيد والعدوان الصهيوني المستمر في الضفة الغربية..جيش الاحتلال يواصل اقتحامه لعدد ... مسيرات مليونية في 600 ساحة مركزية وفرعية في اليمن: ثابتون مع غزّة العزة..بلا سقف ولا خطوط حمراء مقتل أسرائيلية في عملية طعن في "هرتسيليا" قرب تل أبيب قان بها شاب من سكان طولكرم.. الاحتلال يحرق مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة ويختطف اأطباء ومرضى،ويرتكب مجزرة مروعة خلفت 50 شهيدا ب... صاروخ يمني باليستي فلسطين 2 يثير الذعر في “إسرائيل” واليمنيون يتوعدون بالتصعيد و18إصابة بعد إطلاق صف... أكثر 40 ألف مصلّ أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، بالرغم من عراقيل وإجراءات الإحتلال  سورية اليوم تواجه خطران، الخطر الصهيوني، وخطر التقسيم، وحدة سورية هي ضمانتها بوجه مخطط تقسيمها *المقاومة في جباليا..بسالة وصمود أرعب العدوّ..وتصاعد عمليات المقاومة في الضفة.. وتنديد بما تقوم به أ... فصائل وعدد من الشخصيات الوطنية تسلم مصر قائمة المرشحين لإدارة لجنة الإسناد المجتمعية بغزة تجمع الشخصيات المُستقلة يدعو الرئيس محمود عباس عبر "وطن" لإنهاء الحملة الأمنية في جنين، مايجري يصبُ ... بيان صحفي ثلاثي مشترك صادر عن (حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية )