ملاحقة المقاومين والناشطين ضد الإحتلال .. عارٌ يلاحق السلطة الفلسطينية ويعزل قيادتها عن الشعب
*ملاحقة المقاومين والناشطين ضد الإحتلال .. عارٌ يلاحق السلطة الفلسطينية ويعزل قيادتها عن الشعب* .
رام الله: تواصل أجهزة السلطة في الضفة الغربية المحتلة سياستها المنهجية في محاصرة المقاومة وملاحقة المقاومين، في أداء محكم لوظيفتها الأمنية في إطار موجة من عمليات المقاومة التي أذهبت وجه الاحتلال والسلطة أمام عنفوان شعبنا الثائر.
مصعب اشتية، وعميد طبيلة، كانا آخر ضحايا التنسيق الأمني وسياسة الباب الدوار، اعتُقلا الليلة الماضية، وتفجرت على إثر ذلك موجة غضب عارمة في شمال الضفة تحديدا، قتل خلالها رجل خمسيني برصاص الأجهزة الأمنية.
فقدان البوصلة
المحلل السياسي محمود مرداوي، وصف ملاحقة السلطة للمقاومين واعتقالهم بـ “فقدان للبوصلة”، مبيناً أنّ اعتقال المجاهدين والمناضلين في هذا الظرف في إطار تصاعد الاعتداءات والممارسات الصهيونية بحق أبناء شعبنا، يؤكّد أنّ السلطة تساهم مع الاحتلال فعليًّا في تذويب الهوية الفلسطينية، وتدمير المشروع الوطني الفلسطيني برمته.
وقال مرداوي ” إنّ “الحالة التي تعيشها السلطة جاءت بعد أن فقدت الأمل بأي إنجاز سياسي، بعد أن وصلت لحائط مسدود، ولم تعد قادرة على تحقيق أي شيء ولو بالتنظير، كما فعلت من قبل من خلال تسويق الوهم للشعب الفلسطيني على مدار 27 عاما، ولم تملك القدرة على رفع الحالة المعنوية وتدعيم الحالة الاجتماعية في مواجهة الاحتلال وتصليب موقف شعبنا والدفاع عنه وحمايته”.
وعبّر المحلل السياسي والأسير المحرر، عن أسفه بأنّ السلطة الفلسطينية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من مشروع الاحتلال، يسترزق منه بعض قيادات السلطة، ولا يأبه بما وصلت إليه الحالة الوطنية والشعبية في إطار حالة التغول الصهيوني على شعبنا ومقدساته ومقدراته.
ودعا مرداوي، كل أبناء شعبنا، بمن فيهم أبناء فتح والفصائل والنقابات والمجتمع المدني، للوقوف في وجه هذه السياسة المنهجية الآثمة، ومنع انحدار المشروع الوطني الفلسطيني أكثر فأكثر، “حيث تؤدي تلك الممارسات إلى خدش الهوية الفلسطينية، وهذا خطير للغاية” وفق قوله.
نفي الضعف
من ناحيته؛ أكّد الخبير في الشأن الصهيوني سعيد بشارات، أنّ السلطة الفلسطينية أرادت باعتقال المطارد اشتيه نفي حالة الضعف عنها، التي وصمها بها الاحتلال خلال الفترة الماضية بعد تزايد موجة العمليات ضد الاحتلال وجنوده.
وقال بشارات: “يبدو أنَّ السلطة اقتنعت بكلام العدو، وخضعت لضغوطه، وأرادت أن تجرب نفسها وتنفي حالة الضعف عنها، فأخذت دوره، واعتقلت مصعب اشتيه المطارد المعروف للعدو ورفيقَه عميد، بعد أسابيع من استشهاد رفيق دربه إبراهيم النابلسي”.
وأشار المحلل السياسي، إلى أنّ هذا الحدث يأتي في وقت السلطة ليست فيه هي السلطة، والشعب ليس هو الشعب نفسه الذي كتم غيظه طوال الفترة الماضية، مضيفاً: “اليوم الشعب بكل فصائله، والكثير من أبناء الأجهزة، الأمنية قرروا مقاومة العدو”.
وأكّد بشارات، أنّ العدو، فشل كاسر موجِه في صد الموجة العملاقة –يقصد العمليات الأخيرة للمجموعات المقاومة بالضفة -والتي يبدو أن دافعيتها ستكتسح السلطة مع الاحتلال” وفق قوله.
ونددت عائلة المطارد القسامي مصعب اشتية، بإقدام قوات كبيرة من جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية، على محاصرته مع رفيقه المطارد عميد طبيلة، واعتقالهما والاعتداء عليهما، الليلة الماضية.
وحمّلت العائلة، في بيان لها اليوم الثلاثاء (20-9)، أجهزة أمن السلطة المسؤولية الكاملة عن حياة ابنها، وما تلا ذلك من أحداث واعتداء على أبناء الشعب الفلسطيني، وقالت: إن “من العار على أجهزة السلطة أن تعتقل الشرفاء والمناضلين، بعد فشل الاحتلال في اغتيالهم مرات عديدة”.